استهجنت الخبر الذي ركزت عليه وسائل الإعلام، والذي يقول: "عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل اجتماعاً في معبر "إيرز" شمال قطاع غزة، تناول سبل زيادة التسهيلات لسكان قطاع غزة، ومعاملة المشروع القطري لإعادة تعمير القطاع أسوة بمشاريع المؤسسات الدولية".
إن أي لقاء مع الإسرائيليين يطعن حركة حماس في شرفها الوطني، ويصفها بالخيانة، ولاسيما أنها تتحدث ليل نهار عن الوطنية، وعن جريمة اللقاء مع الإسرائيليين، فكيف يصير ذلك؟ كيف تلتقي حركة حماس مع الإسرائيليين، وهل نسي قادة حركة حماس قول الشاعر العربي:
لا تنه عن خلقٍ وتأتِ بمثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ونظراً لأهمية الخبر، تهافتت عليه وسائل الإعلام، وحرص إعلام السلطة أن يتصدر مواقعها الإخبارية، وكان الهدف من النشر هو إبراز اللقاء الذي جرى بن مسئولين من حماس مع الإسرائيليين، من منطلق "كلنا في الهم شرق"، ولا فرق بين زيد الفلسطيني الذي يلتقي مع الإسرائيليين في رام الله، وعبيد الفلسطيني الذي يلتقي مع الإسرائيليين في "إيرز"، فجميع الفلسطينيين يشتغلون في التنسيق، وجميعهم مرتبط مع الإسرائيليين، ولا فضل لغزة على الضفة الغربية إلا بسرعة الاستجابة للمصالح الأمنية الإسرائيلية!.
لقد ظل أمر اللقاء بين حركة حماس والإسرائيليين مثار استغراب عامة الشعب الفلسطيني، من عشرة أيام خلت حتى صباح اليوم، حين حملت صحيفة القدس العربي الخبر اليقين الذي يقول: لقد حولت السلطة الفلسطينية مسئول التنسيق المدني مع إسرائيل في قطاع غزة فرج إسماعيل للعمل في منصب إداري في وزارة الشئون المدنية، وذلك على خلفية الاجتماع الذي عقده قبل عشرة أيام مع مسئولين إسرائيليين في معبر "إيرز"، ومطالبته الإسرائيليين إدخال مواد بناء لصالح مشاريع إعادة التعمير التي تنوي دولة قطر تنفيذها في غزة.
لقد انجلت الصورة، فالذي التقي مع الإسرائيليين هو فرج إسماعيل، وهو موظف لدى السلطة الفلسطينية، وقد تمت إزاحة الرجل عن عمله الميداني، والسبب لا يرجع إلى لقائه مع الإسرائيليين، ولا يعود لاستنكار سلطتنا الفلسطينية أي اجتماع مع مسئول إسرائيلي، وإنما تمت إزاحة الرجل لأنه أحس بوجع غزة، وأحس بحاجة الناس إلى مواد البناء لتعمير بيوتهم المهدمة، فتجرأ وطلب من الإسرائيليين أن يتعاملوا مع مواد المواد التي تخص المشروع القطري مثلما يتم التعامل مع مواد البناء التي تخص المشاريع التي تنفذها المؤسسات الدولية.
لقد تم زجر الرجل من قبل قيادة السلطة الفلسطينية، وقد تمت إزاحته عن عمله لأنه فكر في كيفية تخفيف الحصار عن غزة، وكان بإمكان فرج إسماعيل أن يأخذ ترقية وظيفية لو عمل على تعميق الحصار على قطاع غزة!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت