يُصر البعض من أعضاء اللجنة المركزية على تضليل الرئيس أبو مازن ، هذا الرئيس المقاتل المشغول بقضيتنا الوطنية التي تتعرض للمؤامرة ، فأوكل لهم مهمة المشورة ، لكنهم خدعوه وضللوه ، وهو حائر بين قرارين الأول التراجع والثاني التغيير ، لأن التوقيت ليس في صالح القرارين ، ولأن الفأس وقعت في الرأس ومن الصعب الآن الإعتراف العلني بالخطأ ، هذا الخطأ الذي زاد من انقسام حركة فتح ، وساهم في تسلل حالة الفوضى الشاملة لها بدءاً من لجنتها المركزية وانتهاءً بقيادة قطاع غزة .
النظام الداخلي لحركة فتح ، يمنع ازدواجية العمل في مؤسسات الحركة ، فلا يجوز أن يكون مفوض العلاقات الخارجية في الحركية ، هو مفوض الحركة بقطاع غزة ، وهذا لأكثر من سبب أولهم لأن القانون وضح ذلك ، وثانياً حتى لا يختلط الأمر ويكون هناك تقصير في الأداء نظراً لحساسية موقع مفوض العلاقات الخارجية ، وهو موقع يتطلب تفرغ واتصالات ومهمات والدكتور نبيل شعث له خبرة في ذلك .
ولأن الدكتور نبيل ، منشغل في مفوضية العلاقات الخارجية ، فقد ترك القرار لمن ليس لهم علاقة بالعمل التنظيمي ، هذا العمل الذي يعتبره البعض عبارة عن مكتب ومُكيف وسيارة وموازنة ، والحقيقة أنه غير ذلك ، فالعمل التنظيمي هو ثقة القاعدة بالمسئول ، وتواصل بين أعلى الهرم والقاعدة الجماهيرية ، هذه القاعدة التي تُحدد بوصلة واتجاهات فتح ، في ظل ظروف عصيبة تعيشها منذ أكثر من خمس سنوات .
فتح الآن ضائعة ، بل تائهة بين غياب نبيل شعث ، وبين أحلام وأفكار يحيى رباح ، وللحقيقة والأمانة أن الرجل لا يمكن له أن يستعيد تجميع حركة فتح لأكثر من سبب ، أولهم أنه ضعيف جماهيرياً ، ثانياً أن الأمور التنظيمية تحتاج إلى رؤية وقرار وهو بعيد عن هاذين المطلبين ، بالإضافة إلى أن حركة فتح في قطاع غزة هي قضية شائكة تحتاج إلى حكمة وصبر وابتعاد عن الإعلام في كيفية ترتيب بيتها ، بشرط أن يكون الترتيب مبني على التكاملية والوحدة وليس الإقصاء .
ما تعيشه حركة فتح اليوم هو مهزلة وكارثة حقيقة ، فمن إجراءات تتخذ بصورة خاطئة ، إلا فقدان الرؤية الحقيقة والإيجابية للخروج بفتح إلى عالم العطاء والتقدم والبناء ، إلى فقدان القرار القيادي من اللجنة المركزية التي تُسيطر عليها كوته الضفة الفلسطينية ، وهذا بالتأكيد يؤثر على فتح في غزة ، لأنهم ببساطة يكرهون غزة ، ويكرهون أبناءها ، ويساهمون في خلق مشاريع تصفية حسابات وخلق توازنات شخصية .
نحن اليوم في الربيع العربي ، وزمن الديمقراطيات ، فلا نريد أن تكون فتح غائبة وتُشطب من التاريخ ، لأن البدائل جاهزة من قبل أعداء الحركة والقضية ، فالمطلوب تعميم ثقافة الانتخابات الداخلية في الحركة ، كما كانت في رفح إبان الانتخابات التشريعية ، وأن تفرز الانتخابات إرادة الجماهير لقيادة الحركة واستنهاضها من جديد ، وفق رؤية وحدوية نستطيع من خلالها الإبقاء على أجيالنا القادمة والحفاظ عليهم من الضياع .
&&&&&&&&&
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت