بحفاوة تسقبلك فلسطين يا أمير

بقلم: فايز أبو شمالة


أنت جدير بالحفاوة يا أمير قطر، لأنك الأول الذي تطأ قدماه أرض غزة، وقد بات معروفاً أن من يزور غزة يا أمير، فكأنه قد زار فلسطين كلها، لأن غزة عنوان الصمود الفلسطيني في وجه دولة الصهاينة، ولأن غزة لما تزل تقاوم، ولا فلسطين على وجه الأرض إلا مع الصمود والمقاومة.
وأنت جدير بالحفاوة يا أمير قطر، لأنك لم تسمع للأصوات التي سعت لتلويث منافع الزيارة، وإفراغها من دلالاتها السياسية، فأن كنت الأول الذي قال: لا لحصار غزة، فأنت الأول الذي يقول بالممارسة الفعلية: لا لكل من ادعى أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأن الشرعية على أرض فلسطين لا يرثها إلا عباد الله المقاومين، وما عدا ذلك فهو تمثيل لا يعترف فيه غالبية الشعب المقاوم العنيد، إنه تمثيل عفت عليه الأحداث الجسام التي عصفت بالمنطقة، والتي ما زال يدافع عنها اليهودي "يغال بالمور" الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي تمنى أن يقوم أمير قطر بتشجيع الأطراف الفلسطينية التي لا تدعو إلى العنف، وأن يقوم بزيارة السلطة الفلسطينية التي لم يزرها من قبل.
وتبقى جديراً بالحفاوة يا أمير قطر، لأن زيارتك لسكان غزة المحاصرين فيها البشارة التي تحدث عنها رئيس الوزراء إسماعيل هنية، وانشغل فيها سكان قطاع غزة طول الأيام الماضية، فزيارة أمير قطر لا تقف عند حدود افتتاح المشاريع التي ستمولها دولة قطر، وإنما زيارة أمير قطر تمثل دعوة جريئة ومفتوحة لكل زعماء العالم بالشروع في زيارة غزة المحررة، لأن زيارة أمير قطر تحمل دلالة تجديد الثقة العربية بسلامة خط المقاومة، والاعتراف العلني بفشل خط المفاوضات، والزيارة تحمل دلالة كسر الحصار، وهذا معناه عودة سكان قطاع غزة إلى حضن الأمة العربية، بحيث بخرجون من معبر رفح الحدودي ويدخلون إلى قطاع غزة بلا مشاكل، وحيث تدخل البضائع ومواد البناء وكل ما يحتاجه سكان قطاع غزة من ضروريات الحياة عبر معبر رفح الحدودي، ليصير تصدير المنتجات الزراعية والصناعية من قطاع غزة إلى الدول العربية من خلال هذه البوابة الحيوية.
إننا نرجو أمير قطر أن يفتح أبواب دولته لمنتجات قطاع غزة الزراعية، وإن هذا الرجاء قد استوطن عقول ونفوس معظم سكان قطاع غزة، وهو لا يقل أهمية عن الدعم المالي المباشر الذي يقدمه أمير قطر للسكان وللأرض الفلسطينية، على أمل أن يكون ذلك خطوة أولى على طريق الانفتاح الاقتصادي والحياتي بين سكان قطاع غزة وبين الشعوب العربية والإسلامية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت