علامات على الطريق.. خيوط الزيارة ..

بقلم: د.يحي رباح


ربما ، ابتداء من اليوم ، حين يصل سمو أمير قطر والسيدة حرمه إلى قطاع غزة ، ستبدأ تتكشف بوضوح تدريجي دوافع وحوافز وأهداف وآفاق هذه الزيارة ، التي حدث بشأنها بلبلة كبيرة جدا لدى الرأي العام الفلسطيني ، وخاصة أن حكومة قطر الشقيقة والحكومة المقالة في غزة لم تقدما شيئا يشبع فضول الصحفيين أو المراقبين السياسيين ، وبالتالي تواصلت الروايات ، والتحليلات التي ذهب بعضها بعيدا جدا إلى حد الإعلان الصريح عن توجسات بخصوص هذه الزيارة التي – حسب معلوماتي – لم تتم بشأنها تفاهمات وترتيبات واجبة مع القيادة الشرعية الفلسطينية ورأسها الممثل بالأخ الرئيس أبو مازن .

وحيث أننا نصر على التشاور التفصيلي مع المستوى العربي ، ومع لجنة المتابعة العربية التي تشارك فيها قطر حول أي قرار فلسطيني ، فإنه يبدو من المستغرب أن لا يتم التنسيق الكامل ، والحوار الكامل بخصوص هذه الزيارة التي تتم في وقت حرج جدا .

القيادة الشرعية الفلسطينية تتلقى المزيد من الضغوط الهائلة – ضغوط اللحظة الأخيرة – من قبل إسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة ، ومن يسير في نفس الفلك ، حتى لا يحدث التصويت المقرر به الخامس عشر من الشهر المقبل ، أي بعد أقل من شهر واحد ، ولا تكاد تمر دقيقة واحدة دون أن يصلنا رسائل تهديد ووعيد ، ومناداة بالويل والثبور ، ولكننا نواصل التقدم إلى الأمام بإصرار ووعي في آن واحد .

هذه الزيارة في هذا التوقيت ، أين موقعها بالضبط ؟؟؟هل هي باتجاه الدعم أم باتجاه الضغط ؟؟؟ وخاصة وأن أبرز وسائل الضغط المستخدمة من قبل الحلف الإسرائيلي الأميركي يتم في إطار تهديد الشرعية الفلسطينية ، وتهديد قوة التمثيل لهذه الشرعية الفلسطينية ، لأن الشرعية الفلسطينية مصرة على دولة فلسطينية في أرض فلسطين ، وليس مشروع توطين جديد في سيناء سبق أن أسقطه الشعب الفلسطيني قبل سبع وخمسين سنة .

الرأي العام الفلسطيني لديه هذه الأيام حساسية مفرطة ، ينام بعيون مفتوحة ، وبمشاعر الريبة والشك بكل حركة تصدر من الآخرين !!!

وهذا حقه الذي لا يجادل فيه أحد ، لأنه لا يريد أن يؤخذ على حين غرة ، ولا يريد أن تأتيه الطعنة من الخلف ، ولا يريد أن يرى الخنجر الإسرائيلي الأميركي في يد أي شقيق أو صديق .

أعتقد ، ومهما كان الغموض ، فإن شفرة هذه الزيارة ستحل قريبا ، وخيوط هذه الزيارة ستفكك قريبا ، وفي نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح .

د.يحيى رباح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت