المشهد يتكرر مع اختلاف السيناريو ، والمخرج واحد ولكن الإبطال مختلفون ، فقد ارتأى المخرج الصهيوامريكى أن يضيف ،إلى مسلسل ( تصفية القضية الفلسطينية) أبطال من العرب المستعربة ، وبعض كومبارسات أساسية في اللعبة ..
باتت المشاهد الدرامية والكوميدية الواضحة تظهر على شاشة العرض في قطاع غزة ، حين بدأت اللقطة الكوميدية الأولى أثناء الزيارة الممسرحة لأمير قطر إلى أراضى غزة ، ليخرج إليه البعض ناثرين الورود ، ورجعت بالتاريخ للوراء وترحمت عليك يا صلاح الدين مجددا ..
أصبحنا كمراقبين للوضع السياسي ، ننتظر المشهد الثاني والثالث ، وننتظر زيارة أمير خليجي ثاني تحت مسميات ، وخدع سينمائية إدراكية بمسميات إنسانية إعمارية تاره وتربويه علمية تارة أخرى ..
الهدف بات واضحا لدينا ، لأننا لا نظر بعين واحدة ولا تلبس نظارتنا الحزبية السوداء ،ففي الوقت التي يسعى به الرئيس عباس لتدشين ملامح الدولة الفلسطينية بخطوات ثابتة ومتلاحقة ، في أروقة المحافل الدولية ، اتخذ دهاقنة الفكر الصهيوامريكى قرار بحصار الرئيس عباس ،ولكن هذه المرة بصورة مخالفة لما حدث مع الزعيم الراحل ياسر عرفات ، واتخذ القرار بمحاصرته سياسيا ..
وبالطبع هذا الأمر لابد أن يكون في صميم القضية الفلسطينية ـ وطعنها من القلب والمتمثل ب:
- استغلال الانقسام الفلسطيني والذي اجزم انه مدبر وبرعاية عربية ..
- خلخلة التمثيل الفلسطيني ، والاعتراف بحكومة غزة بالإضافة إلى اعترافات شكلية بالسلطة الفلسطينية برام الله .
- وضع حجر الأساس لمشروع دولة غزة المخطط له مسبقا ..
- تكثيف الزيارات الأميركصهيعربية إلى غزة دون التنسيق مع الرئيس .
- محاصرة السلطة ماليا وسياسيا وعسكريا
ويبدو أن الرئاسة الفلسطينية مدركة لحجم المخاطر التي ستتعرض لها ، فقد قررت أخذ احتياطات أمنية مشددة حول الرئيس أبو مازن تحسباً من عملية اغتيال أو محاصرة تقدم عليها إسرائيل بعد جملة من التهديدات أطلقها وزير خارجية إسرائيل المتطرف أفيغدور ليبرمان باغتيال وتصفية الرئيس عباس,
ولتنفيذ مخططا وتساوقا مع زيارات أمراء العرب الأمريكيين إلى غزة بدأت إسرائيل تمارس الضغوط والتهديدات ضد السلطة الفلسطينية منها تنفيذ عمليات والدخول إلى المناطق المصنفة بـ"أ" والتي تعتبر تحت سيطرة السلطة الفلسطينية, أن كل تلك الإجراءات تدخل تحت سياق السيناريو والمخطط الإسرائيلي الداعي للتخلص من الرئيس عباس.
بعد اتضاح الأمور ، للكثير من قادة العمل السياسي فئ فلسطين ألا يتوجب عليهم أن يتخندقوا وراء ثوابتنا الممثلة بالرئيس محمود عباس ، وعدم إعطاء الفرصة لمحاصرته سياسيا ، أم التساوق مع مشروع ليبرمان اقرب للوصول إلى أموال أمراء الخليج المتأمركين.
محمود عباس اتخذ قراره التاريخي ،وسيمضى رغم إدراكه معالم الطريق ووعورتها ، أتمنى منكم يا سادتي أن تتخذوا موقفا يحسب لكم ، لا عليكم في هذه المحطة التاريخية الخطيرة ..
د ناصر إسماعيل اليافاوي
الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب وفاق
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت