غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تمكن فريق سرك مصري يضم 18 شخص من كسر الحصار الإسرائيلي (الفني) المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007م ، في سابقة هي الأول من نوعها، لقيت إقبال فلسطيني واسع على الخيمة التي أقيمت فيها عروض السرك بأرض مجمع السرايا الأمني "سابقا" وسط مدينة غزة.
الأطفال ينتظرون ويتأملون اللحظة الأولى التي سيخرج فيها أول مهرج أو ساحر معلناً بدأ فعليات السرك، ليظهر الرجل الطويل حاملاً العلمين الفلسطيني والمصري معاً ملوحاً للجماهير التي ملئت قاعة الخيمة وسط هتافات وتصفيق وترحب من قبل الأطفال وعائلتهم.
ويقول الفنان المصري رفعت الجرسي مدير فرقة السرك لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" هدفنا الأول هو كسر الحصار الفني على قطاع غزة، ومنح الأطفال الفلسطينيين البسمة ورسم الفرح على وجوههم وإيجاد حالة ومن الترفيه لديهم وخاصة أن ظروفهم المعيشة صعبة جداً بسبب الاحتلال والحصار لنشعر أننا كلنا مصرين وفلسطينيين وعرب يد واحدة".
ويبين بأن فريق السرك تردد في بداية الأمر من القدوم إلى غزة لكنه أعضائه اتفقوا في النهاية على القدوم إلى القطاع لتكون بداية لرفع الحصار الفني قائلاً " لازم الناس تعيش حياة جميلة وما يكونش في ضغط من كل جانب عليهم، وبيكفى السنوات الصعبة اللي عاشها الناس بغزة" موضحاً" أن الفرقة تتكون من ثمانية عشر شخص هم مصممين وفنانين وفنيين وعاملين بالسرك".
ويوضح أنهم لم يتمكنوا من إدخال الحيوانات الخاصة بالعروض الترفيهية بسبب الحاجة إلى موافقة دولية لدخولها غزة، قائلا" فك الحصار عن غزة عامل مشكلة كبيرة وهم بيخافوا على الحيوان وما بيخافوا على الإنسان اللي بيموت في الحصار" مضيفاً " ونحن لدينا تخوف من عدم وجود الأكل الخاص بهذه الحيوانات".
وأشار إلى أن الفرقة قدمت ما يقارب 15 عرضاً فنيناً منها المشي على السلك والكلون والبسكليت والتوازن أعلى الخيمة والساحر وغيرها، منوهاً إلى فقرة التهريج التي تعتمد على إدخال الفرح في قلوب الأطفال وفقرة الخطر واللعب في النار في ذات الوقت، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك تواصل فني مع غزة من كل النواحي وقال "غزة محتاجة فك الحصار ودعم ثقافي وفني من كل جهات العالم".
ومن جانبه يقول صاحب السرك محمد سلمي" عندما فكرت بإحضار السرك إلى غزة كان هدفي الأول الترفيه عن الأطفال الفلسطينيين وخاصة في ظل ظروفهم النفسية الصعبة أولاً التي سببها الأساسي الاحتلال الإسرائيلي" موضحاً أن رسالته تؤكد أن غزة لا يوجد مستحيل فيها، مبيناً أن السرك جاء بالتعاون والتنفيذ مع شركة روافد في قطاع غزة.
ويلفت سلمي أن السرك كان من المقرر أن يكون في عيد الفطر الماضي ولكن بسب توتر الأوضاع الميدانية في سيناء تأجل وبعد عودة الأجواء إلى الوضع الطبيعي أجرينا اتصالات مجدداً ووجدنا ترحيب مصري بالفكرة وتم حضور فريق السرك إلى غزة بعيد الأضحى في سابقة هي الأولى من نوعها.
وتعالت ضحكات الفرح والبهجة في صفوف الحاضرين من الأطفال وسط استغراب واندهاش من الفقرات الفنية التي عرضها فريق السرك المصري، لا سيما المشي على الحبل والذي دفع الطفلة فيروز فروانة (12عاما) لتقول" أول شاهدت السرك في التلفزيون ولكن أول مرة أشوف حد بيمشي على الحبل قدامي، وكنت أراقب اللحظة التي سيسقط فيها على الأرض ولكنه لم يسقط".
وتابعت" أدهشني الأمر عندما وضع الكيس الأسود على وجهه وأخذ يسير على الحبل بدون أن يرى أمامه ووقتها قلت أن سيسقط ولكن لم يسقط، وبصراحة الأمر غريب بالنسبة لي وشعرت بالفرح لأننا تعودنا بغزة على الملاهي والألعاب العادية الموجودة ولكن السرك أعجبت بكل فقراته".
كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تابعت العروض التي قدمها فريق السرك المصري واعدت هذه التقرير المصور.