القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كشف المراسل السياسي في القناة الثانية التجارية بالتلفزيون الإسرائيلي، أودي سيغال، النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتفق مع وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، في الاتفاق السري الذي تم التوصل إليه لخوض الانتخابات العامة للكنيست، أنْ يتولى ليبرمان في السنة الرابعة والأخيرة من ولاية نتنياهو القادمة منصب رئيس الوزراء، وفق اتفاق التناوب.
وأشار المراسل إلى أن نتنياهو وليبرمان، وعلى الرغم من الطلبات المتكررة من أقطاب الأحزاب السياسية المعارضة لهما، وأيضا من قبل شخصيات مركزية في حزب الليكود، رفضا الكشف عن بنود الاتفاق المُبرم بينهما، وسارع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نفي الخبر، زاعما أنه لا أساس له من الصحة.
في السياق ذاته، قال نتنياهو للصحافيين أمس إنه على استعدادا لإسناد حقيبة الجيش لحليفه ليبرمان، في حال طلب الأخير هذه الحقيبة، الأمر الذي فسره العديد من المراقبين السياسيين في الإعلام العبري على أنه بمثابة رسالة واضحة لوزير الجيش الإسرائيلي الحالي، إيهود باراك، بأن نتنياهو ليس معنيا بأن يكمل المشوار معه بعد الانتخابات العامة التي ستجري في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، ورأى المحللون أن الاتهامات التي وجهها نتنياهو لبراك بأنه يعمل من وراء ظهره لدى صناع القرار في واشنطن، كانت بمثابة المقدمة لعزل باراك بعد الانتخابات، خصوصا وأن الحزب الذي يرأسه باراك (عتسماؤوت)، وفق جميع استطلاعات الرأي الذي أُجريت منذ الإعلان عن تبكير موعد الانتخابات، أكدت على أن حزب باراك لن يجتاز نسبة الحسم ولن يكون ممثلاً في الكنيست الـ19.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" في عنوانها الرئيسي أن قرار التحالف بين الليكود، و(إسرائيل بيتنا)، هو عمليًا الخطوة الأولى نحو تشكيل حكومة الحرب المقبلة. وقالت الصحيفة في تعليق لرئيس تحريرها، ألوف بن: شكل نتنياهو حكومة الحرب، التي ستقود دولة إسرائيل إلى مواجهة عسكرية مع إيران. وتابع قائلاً: لم يخف نتنياهو نواياه، عندما أعلن أن الهدف الأول والأسمى لحكومته المقبلة سيكون منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. فالوحدة مع حزب ليبرمان تقضي على المعارضة الداخلية في الليكود للحرب. ولفت رئيس تحرير الصحيفة إلى أنه سيكون بمقدور نتنياهو بعد الانتخابات الادعاء أنه حصل على تفويض من الشعب للعمل وفق ما يراه هو مناسبا. وخلص إلى القول: سيواجه الوزراء وكبار الأجهزة الأمنية صعوبات في مخالفته. التحفظ الأمريكي والمعارضة الأمريكية هي الوحيدة الكفيلة بعرقلة أو إحباط الأوامر العسكرية لقادة سلاح الجو بالانطلاق نحو إيران، على حد تعبيره.
إلى ذلك، أقر مؤتمر حزب الليكود في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، دمج قائمتي (الليكود)، و(إسرائيل بيتنا)، وصوتت الأغلبية لصالح الدمج وتخويل رئيس الحزب بنيامين نتنياهو بترتيب القائمة المشتركة بعد الانتخابات الداخلية لليكود. وتم التصويت بشكل علني لعدم تمكن عضو الكنيست ميخائيل إيتان من تقديم قائمة التواقيع للمطالبة بإجراء تصويت سري على دمج القوائم، في الوقت المحدد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن الحزبين سيخوضان الانتخابات في قائمة واحدة، لكن الليكود سيحافظ على هويته الحزبية، لافتًا إلى أن الهدف من الدمج هو بناء كتلة كبيرة تمثل المعسكر القومي، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، قال دنيس روس، الدبلوماسي الأمريكي والمبعوث السابق للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمس الثلاثاء في حديث أدلى به لصحيفة "هآرتس" العبرية، إنه في الأسابيع الأخيرة سجل تقدما في مواقف الولايات المتحدة الأمريكية والدولة العبرية حول الجدول الزمني للملف النووي الإيراني، وأكد روس أن الرئيس أوباما اقترب جدًا من الموقف الإسرائيلي لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، كما قال، إنه على الرغم من أنه لا يملك معلومات مؤكدة، فإنه يُرجح بأن الولايات المتحدة وعدت بتزويد إسرائيل بعتاد هجومي متطور جدا، والذي من شأنه أنْ يساهم إلى حدٍ كبير في حال قررت الدولة العبرية توجيه الضربة العسكرية لإيران لتدمير برنامجها النووي، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، قال روس إن العام 2013 سيكون عام الحسم، مؤكدًا للصحيفة العبرية أنه يستعمل هذا المصطلح لأول مرة، مشيرًا إلى أن الحسم سيكون عسكريا أو سياسيا، مستبعدا بالمرة حسمًا ثالثًا. وزاد روس قائلاً إن الاقتصاد الإيراني يعاني من أزمة خانقة بسبب العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل الدول الغربية، وهناك علامات فارقة تؤكد على أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنائي، بدأ يميل إلى تغيير موقفه، لافتًا إلى أنه، أيْ خامنائي، استعمل آيات من القرآن الكريم في ما يتعلق باتخاذ قرارات صعبة بهدف التوصل إلى اتفاق مع ادء أشداء، على حد قوله.
وفي معرض رده على سؤال الصحيفة العبرية، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق إن أوباما أوْ رومني، في حال انتخاب أحدهما لمنصب الرئيس القادم للولايات المتحدة سيقومان بمبادرة دبلوماسية واسعة النطاق مع إيران، لكي يُثبتا أنها ترفض الحلول السلمية، وذلك قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، لافتًا إلى أنه برأيه فإن أوباما أكثر مناسبًا لإدارة الأزمة مع الجمهورية الإسلامية، لأنه في السنوات الأربع الماضية بذل جهودًا جبارة في هذا الملف، فهو على إلمام بكل التطورات وعلى دراية بكل البدائل، في حين أن رومني، في حال انتخابه، فإنه سيبدأ المبادرات من خط الصفر، على حد وصفه.