بصورة عكسية..سفينة "عالمنا غزة "محاولة لكسر الحصار من (الداخل)

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بصورة عكسية وفي محاولة مخالفة لكل طرق كسر الحصار الذي شهدها قطاع غزة في السابق, ستبحر سفينة "عالمنا غزة " من شاطئ غزة لمسافة تزيد عن ثلاثة أميال (بحرية) داخل مياه البحر مصطحبة معها قوارب صيد فلسطينية لتتحدى البوارج الحربية الإسرائيلية التي تفرض حصارا خانقا على القطاع.

جاء الإعلان عن هذه المحاولة التي تعتبر الاولى من نوعها لكسر الحصار من (الداخل) من قبل تجمع "تحالف من أجل الحرية " في مؤتمر صحفي عقد, اليوم الخميس، بقاعة جمعية الهلال الأحمر في غزة , ويضم هذا التحالف مجموعة من المتضامنين الاجانب ونشطاء سلام كانوا قد شاركوا في العديد من السفن التي جاءت من الخارج لشاطئ غزة بهدف لكسر الحصار .

ويقول رئيس الحملة وناشط السلام ديفيد هيب, إن "هذه الخطوة تأتي بهدف كسر الحصار عن القطاع بصورة مخالفة وجديدة والهدف منها التأكيد على أن قطاع غزة هو جزء من العالم ويحق لسكانه أن يتحركوا بحرية"، لافتاً إلى أن قضية فك الحصار ليس قضية مساعدات إنسانية فقط بل هي قضية شعب مسلوب الحرية .

ويضف "أن تحالف من أجل الحرية كان قد قام بالعديد من الحملات الناجحة التي تمكنت من فك الحصار في عام 2008م من ضمنها " القارب الكندي " وحملة "قارب التحرير " الذي ضم متضامنين أجانب من عدة دول أوروبية .

وأوضح الناشط هيب أن سفينة " عالمنا غزة " سيتم صناعتها على شاطئ بحر غزة من الأخشاب بالاستعانة بفريق أجنبي متخصص ببناء السفن، بالإضافة للأيدي الفلسطينية التي ستشارك في هذا العمل، مشيراً بأن هذا العمل يؤكد أن سكان قطاع غزة رغم قلة الإمكانيات إلا انهم قادرون على النهوض في تحدي للحصار .

وبين بأن "جميع الأدوات التي سيتم استخدامها في بناء السفينة فلسطينية بالإضافة إلى كل لوازم الرحلة من أغراض قد يحتاجوها المتضامنين على متنها أثناء الإبحار"، مشيراً بأن موعد إبحار السفينة سيعلن عند الإنتهاء من صناعتها .

ويقول إن سفينة "عالمنا غزة" ستضم متضامنين اجانب ونشطاء سلام من السويد وكندا وروسيا والدنمارك وإسرائيل , بجانب انها سوف تصطحب قوارب الصيد الفلسطينية التي يمنعها الاحتلال من الصيد في مياه البحر قبالة شواطئ القطاع ".

ويأمل نشطاء الحملة بأن تسهم هذه الخطوة لرفع حالة التضامن الدولي مع قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ ست سنوات, ورفع مستوى التوعية لدى الفلسطينيين بأهمية الحصول على حقوقهم .

من ناحيته أوضح رئيس جمعية الصيد والرياضات البحرية محفوظ الكباريتي حجم المخاطر التي سوف تواجه سفينة " عالمنا غزة " ولفت بأن "هناك سناريوهات قد تواجهها السفينة من البحرية الإسرائيلية والمتضامنين الاجانب "،منوهاً أن نشطاء السلام يعلمون حجم هذه المخاطر لكن مّصرين على هذه الخطوة .

ويؤكد أن نشطاء السلام هم شركاء للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة , وقد دفع العديد منهم حياتهم ثمن التضامن مع الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية التي لا يمكن الفصل بينهما .

وكشف الكباريتي بأن من ضمن المتضامنين الذين سيشاركون في هذه المحاولة قائد سفينة " إستيل " الفنلندية التي تم منعها الاحتلال من الوصول لقطاع غزة وتم اقتيادها من قبل البحرية الإسرائيلية لميناء أسدود في تاريخ 20 اكتوبر الشهر الماضي.

يذكر أن سفينة "عالمنا غزة" تأتي ضمن مشروع "فلك غزة" الذي يتم من خلاله تجهيز سفينة كسر الحصار للتأكيد على حق الفلسطينيين بالسفر وتصدير البضائع تجارياً، لتنطلق من فلسطين عبر البحر من ميناء غزة - الميناء الوحيد المغلق - بسبب الاحتلال و الحصار.

وتضم اللجنة المنظمة للفعالية ديفيد هيب ممثل عن المشروع والقارب الكندي، محفوظ الكباريتي رئيس جمعية الصيد والرياضات البحرية، مني الفرا نائب رئيس جمعية الهلال الاحمر لقطاع غزة، محمد البكري من اتحاد لجان العمل الزراعي .

وقدم مشروع سفينة"عالمنا غزة" التي ستحمل بمنتجات فلسطينية النائب الكندي السابق جيم مانلي لدى توجهه الى نابولي للمسشاركة بسفينة "استيل" .

وقالت الكندية ايرين ماك اينيس إن " منع السفن المتجهة الى غزة من الخارج عبر البحر ساهم في اعطاء اصدقاء الفلسطينيين في كندا والولايات المتحدة واستراليا فكرة تحضير سفينة في غزة".

وأضافت أن لجنة "تضم حوالى 12 شخصاً تعمل حالياً مع موظفين فلسطينيين على إصلاح سفينة لتبحر مطلع العام المقبل من غزة".

وستنقل السفينة على الأرجح الزيتون والزيت ومنتجات محلية يدوية الصنع وسيتألف طاقمها من فلسطينيين واجانب، حسب ما ذكر ناشط كندي اخر يدعى جايس تانر.

وسيتم دفع ثمن البضائع مسبقاً للتجار الفلسطينيين وسيتم ابلاغ الزبائن وهم منظمات غير حكومية بان إسرائيل قد تصادر البضائع.