الفشل يلاحق أبناء أساطير كرة القدم في الملاعب

مدريد – وكالة قدس نت للأنباء
لا تحظى في العادة أخبار عن إنجاب لاعبي كرة القدم لأبناء، باهتمام كبير وسائل الإعلام، التي يهمها في المقام الأول الجوانب الفنية المتعلقة بهؤلاء اللاعبين، بيد أن الأمر يأخذ منحى مختلفاً حينما يتعلق بلاعب بحجم ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني الذي رزق يوم الجمعة بمولوده البكر "تياغو".

وفي الوقت الذي انشغل الجميع بأخبار "تياغو ميسي" وانتظروا أولى صوره بعد الولادة، تُطرح تساؤلات عن مستقبل هذا المولود، وما إذا كان سيسير على خطى والده الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وحارت في موهبته العقول والقلوب."حسب العربية نت"

قائمة أساطير الكرة على مر العقود تزخر بالكثير من اللاعبين الذين أنجبوا أبناء، دون أن يصل أي منهم ولو لجزء يسير مما كان عليه آباؤهم، والسؤال: هل سيكون "تياغو" كهؤلاء، أم أن ميسي الذي تفرد في كل شيء سيتفرد أيضاً بأن يكون له ابن يخطف الأضواء في الملاعب حينما يشتد عوده؟

مهرب مخدرات
كان بيليه نجماً لا يشق له غبار، بل وما زال إلى اليوم كثيرون يعتقدون أنه أفضل من أنجبت ملاعب كرة القدم في العالم، وبعد اعتزاله بسنوات برز على الساحة ابنه "ادينيو" الذي فضل بخلاف والده اللعب في مركز حراسة المرمى، لكنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يترك أي بصمة لينتهي به الأمر متهماً في قضايا تهريب مخدرات.

ومثلما لم يترك بيليه "من صلبه" خليفة له في الملاعب، كان الأمر كذلك بالنسبة للأرجنتيني الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، فهذا الأخير أنجب حينما يتوهج مع نابولي الإيطالي ابناً من فتاة إيطالية، دون أن يعترف به لسنوات طويلة، قبل أن يقر فيما بعد بأبوته.

حمل نجل مارادونا اسم "جونيور" وأراد السير على خطى والده من خلال اللعب منذ كان طفلاً في أندية محلية بإيطاليا، لكنه كذلك لم يحمل أياً من "الجينات الكروية" لوالده؛ إذ أخفق في البروز وكان أقصى ما وصل إليه هو الالتحاق بناد أرجنتيني يلعب في دوري الدرجة الرابعة.

نهاية في إسرائيل
أما الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، الذي بزغ نجمه مع نادي برشلونة كما فعل ميسي لاحقاً، فأنجب بدوره ابناً أسماه "خوردي"، دون أن يترك بصمة مهمة في الملاعب، رغم أنه انخرط في صفوف أندية أوروبية كبيرة، ليقرر الاعتزال مبكراً.

لعب خوردي مع الفريق الثاني لنادي برشلونة، قبل أن يصبح لاعباً عادياً في الفريق الأول، وعلى نحو مفاجئ تحول إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي حيث أمضى في صفوفه 4 سنوات، قبل أن يجرب حظه مع ثلاثة أندية إسبانية أخرى هي سيلتا فيغو وألافيس واسبانيول.

وبعد فشله في السير على خطى والده في الملاعب الإسبانية، التحق خوردي بنادي ميتالورش دونتسيك الأوكراني، ومن ثم إلى نادي فاليتا المالطي الذي كان محطته الأخيرة كلاعب، حيث تحول بعد ذلك للتدريب والعمل الإداري، وهو يعمل حالياً مديراً رياضياً لنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي.

شبح قيصر
ولم يشذ "ستيفان بيكنباور" نجم الأسطورة الألمانية الشهيرة فرانتز بيكنباور عن القاعدة، فهو دافع عن ألوان خمسة أندية داخل ألمانية، دون ترك أي بصمة تذكّر بماضي والده في الملاعب، إذ لعب أولاً لنادي بايرن ميونيخ، وبعد إخفاقه معه انتقل لغريمه التقليدي في نفس المدينة ميونيخ 1860.

وبعد عامين من اللعب لهذا النادي، انتقل ستيفان لنادي كيكرز أوفنباخ، وأمضى معه عاماً واحداً فقط، قبل أن يكرر السيناريو مع نادي أف سي غرينشين، ثم مع أف سي ساربروكن قبل أن يعود لبايرن ميونيخ، وينهي مشواره مع النادي البافاري بحصيلة ضعيفة جداً لا تقارن بما فعله والده الذي لقّب بـ"القيصر".

هؤلاء كانوا أبرز أساطير الكرة الذين خلفوا وراءهم أبناء أرادوا السير على خطاهم، ولكن الفشل الذريع كان حليفهم، لتصبح المقولة الشهيرة "ابن الوز عوام" لا تنطبق عليهم، فهل سينضم "تياغو" ميسي إليهم، أم تلعب جينات الموهبة لعبتها وتقدم لنا أعجوبة جديدة، بعد اعتزال ميسي الأب؟.