غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تقبل الأسر الفلسطينية الفقيرة ومحدودية الدخل في قطاع غزة مع دخول موسم الشتاء لشراء الملابس الشتوية من سوق "البالة"، الواقع بالزاوية الجنوبية لسوق فراس وسط قطاع غزة والذي يعود إنشاءه إلى العهد المصري و المخصص ببيع الملابس والأحذية المستعملة المستوردة من إسرائيل بعد فرزها وغسلها وكيّها.
ويرتبط إقبال الغزيين على سوق البالة بتردي الأوضاع الاقتصادية ، وتفشي البطالة والفقر الذي وصل إلى ما يقارب 60% نتيجة فرض إسرائيل حصارها على القطاع منذ ما يقارب الست سنوات، إضافة إلى تأخير صرف رواتب الموظفين نتيجة الأزمات التي تعاني منها الحكومتين بغزة والضفة، ناهيك عن ارتفاع أسعار الملابس الشتوية الجديد في الأسواق المحلية .
و عن مدى إقبال المواطنين على أسواق "البالة" للتجهيز لموسم الشتاء إلتقينا أحد أصحاب محلات الألبسة المستعملة في سوق البالة، ويقول صلاح القرم لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء نداء بكرون" إن الإقبال يزداد في موسمي الصيف والشتاء بشكل عام"مُرجعاً ذلك لسوء الأحوال الاقتصادية وأوضاع المواطنين المعيشية وعدم قدرتهم شراء الملابس الجديدة".
ويتفق معه بالحديث أبو رامي السنداوي أحد موردي البضاعة في سوق البالة منذ 20 سنة ، بالقول"إن الوضع الاقتصادي السيئ يدفع بعض الناس لشراء حاجياتهم من البالة"، مشيراً إلى أن الملابس المستعملة توفر على الزبون نصف راتبه الشهري، موضحاً أن حركة البيع والشراء تزداد في مواسم الشتاء بنسبة 30% ، واصفاً زبائنه بأنهم من كافة الطبقات الأغنياء ، متوسطي الدخول، والفقراء.
ويلاحظ فادي الذي يعمل في هذا المجال منذ 19 سنة أن الحركة في سوق البالة هذا الموسم غير نشِطة بسبب الأوضاع الاقتصادية، متوقعاً مع هطول الأمطار يمكن أن تتحسن الحركة الشرائية داخل الأسواق.
وبدورها تعبر المواطنة الأربعينية أم محمد وهي والدة لإثنى عشر فرداً استيائها من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يطرها لشراء المستعمل، وتشير إلى أنها تُفضِّل دفع الرسوم والمستحقات الجامعية لأبنائها الأربعة على شراء ملابس الشتاء الجديدة للعائلة.
وتعبر "أم محمد" عن رضاها عن مستوى جودة بضائع البالة التي تحمل ماركة أوروبية لا مثيل لها في الأسواق العادية، و تميزها بأسعارها المناسبة لجميع الطبقات، في حين أنها كنت تحمل بيدها اليسرى كيسين مليئين بالملابس، بينما تُشير بيدها اليُمنى متعجِّبة قائلة : " إن سعر قطعة واحدة من الأسواق الجاهزة أعلى من سعر كسوة الموسم كاملة من سوق البالة لجميع أفراد عائلتي " .
ولا ترى الطالبة الجامعية تهاني مشكلة في ارتداء الملابس المستعمل رغم قِدمها، مبينة أن قدومها إلى السوق ليس بدافع عدم قدرتها شراء ملابس جديدة فقط ؛ ولكن لعدم رضاها عن جودة الملابس الجديدة التي تملأ الأسواق، مقارنة مع جودة ملابس البالة .
بينما ترى السيدة أم رائد و التي تعمل مديرة مدرسة خِلاف ذلك، حيث وصفت حركة السوق بالكبيرة ، داعيةً إلى ضرورة التخلص من سياسة العار التي تلحق بزبائن البالة، منوِّهة إلى أن هذه الأسواق تحتوي على بضائع ذات جودة عالية تخدم المواطن فترة طويلة من الزمن.