غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يومان مضت على وصول المقاتل في جيش التحرير الفلسطيني عبد الهادي محمد أبو الفول إلى قطاع غزة، ليحط برحاله داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشاركاً أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصامه الاسبوعي داخل ساحة مقر اللجنة بمدينة غزة.
أبو الفول أبعد قصراً في عام 1967م إلى خارج الأرضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي مع من هجروا تحت تهديد السلاح أيام النكسة وعاش كمقاتل في جيش التحرير التابع لحركة فتح بمخيمات اللاجئين بالأردن وتنقل بعد سنوات ما بين سوريا ولبنان وعاد في عام 1971م إلى جمهورية مصر العربية واستقر فيها حتى تمكن قبل يومين من العودة إلى مسقط رأسه مدينة غزة.
ويقول أبو الفول لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" لمجرد تمكنت من العودة إلى وطني شعرت وكأني لم أغادره بالمطلق لأنني كنت أفكر فيه يوميا ولم يغيب حلم العودة له عني حتى للحظة واحدة" مبيناً أنه لم يفقد أمله بالله لدقيقة واحدة بأنه سيعود إلى الوطن.
ويوضح أبو الفول أنه بمجرد استقر بغزة بدأ ينتظر أن يأتي يوم الاثنين ليشارك أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصامهم التضامني مع أبناءهم المتواجدين داخل السجون الإسرائيلية، معتبراً أن قضيتهم وطنية بالدرجة الأولى وأنه من غير المقبول أن يقتصر الاعتصام على أهالي الأسرى فقط ويجب مشاركتهم فيه قائلاً" الأسرى يدفعون ضريبة القضية بدمائهم داخل السجون ويخوضون معركة بصبرهم مع الاحتلال وعلينا أن نكون بجانبهم بكل الأوقات وليس بالمناسبات فقط".
وبدأ اهتمام أبو الفول بقضية الأسرى منذ إبعاده عن الوطن وزاد الاهتمام عندما اعتقل ابن أخته على أبو فول والذي أمضى خمسة سنوات ونصف وأفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، قائلاً " كنت دائما أراقب أخبار الأسرى وأنا مبعد وأحاول التضامن معهم بقدر المستطاع حتى من خلال حديثي عن قضيتهم أثناء اللقاء مع المهتمين بالقضية الفلسطينية".
وأكثر ما يؤلم أبو فول ويجعله يبكي هو الوقوف عاجزاً أمام صمود الأسرى الفلسطينيين في ظل حالة الفراق بين أجزاء الوطن والأخوة، معتبراً أن وحدة الصف الفلسطيني هي أول خطوة عملية لتمكين الأسرى من انتزاع حقوقهم المشروعة وفق القوانين الدولية من السجان الإسرائيلي، إضافة إلى أن طريق تحريرهم تبدأ من الوحدة الوطنية، لإحباط محاولات إسرائيل من الاستفادة من الفرقة.
ولفت أن مشاركته اليوم اعتصام أهالي الأسرى أعادة بداخله جزء من روحة الفدائية التي كان يتمتع بها الكل الفلسطيني وخاصة الفدائيين، مبيناً أن الروح المعنوية العالية التي لاحظها في عيون أمهات وزوجات الأسرى تؤكد أن العمل الفدائي لا زال قائم بما تقدمه الأم والزوجة والابن الأسير من تضحيات خلف القضبان الإسرائيلية، داعيا الأسرى لمزيد من الصمود والصبر.