سُميت " مهنة المتاعب " والبعض أطلق عليها " الذاهبون إلى الموت "، وعرفِت عالمياً أنها تُمثل الجزء الأكبر من السُلطة الرابعة، وكُتِبت في حقِها الكثير من الأسس والقوانين المعمول بها دولياً، هذا لك وهذا عليك، حيث أرتقى في رحابها الكثير من الشهداء والقتلى وتلقى العديد من العاملين في حقلها الكثير من المصاعب والمتاعب، ذلك يكتشف حقيقة ويكتُب فيها فيموت بسببها وآخر يُخطف لأجلها وبعضهم يتلقى تهديداً ووعيداً لفعلِها .
ما كتبت به حقائق ثابتة لا يُمكن التعديل عليها، وهذا الجُرم يرتكب في مناطقنا العربية تحديداً على خلاف حُرية الرأي والتعبير المُتواجدة في المواطِن الغربية، وأصبح كُل عمال الحقل الإعلامي لا يدركون ما هي مهامهم الحقيقة التي طُمست بسبب الغطرسة الموجودة من قِبل السُلطات العربية القائمة، حيث فقدت الصحافة قوة ردعها التي كانت قائمة منذ زمن بسبب فقدان المصداقية في نقل الأحداث والأخبار ووجود الإعلام الحزبي والحكومي الموجه هو إحدى الركائز الأساسية في بدء عملية الأزمة .
هذا يُهدد وذلك يُغرى .. وذلك باع موقفه لأجل حياته ولقمة عيش أبناءه، وذلك الثابت على موقفه يُسجن ويُهضم حقه بالشكل العلني، وأصبحت مؤسسات حقوق الإنسان هي بمثابة سِجِل حوادث وانتهاكات وكوارث طبيعية، وكُل القوانين المُتفق عليها دولياً مُعلقة على " خلفية الحُكومات "، وأصبحت أكثر الأدوار القائمة في الحقول الإعلامية بما يتفق مع رغبة الإعلام الحكومي في البلاد العربية، وما يعترض عليها يُسلب باسم " الصحافة الصفراء " .
في حديثي هذا أقف تحية إجلال وإكبار لكُل الصامدين في الحقول الإعلامية التي هي بمثابة " شبكة الموت " فقد صدقوا عندما أطلقوا عليها أقوى تعابير المُسميات، ولعل البعض يُهاجمني فيما كتبت، ولكن في النهاية هي وُجهة نظر .
كتب : أ.محمد وحيد عوض
مُدرِب إعلامي مُعتمد دولياً
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت