كسر الجمود أم كسر الصمود

بقلم: خالد منصور


نابلس المدينة الباسلة التي يشهد التاريخ لها أنها كانت ومازالت الحاضنة للثورات والعصية على الخنوع .. المدينة التي اعتادت على العطاء لحماية المشروع الوطني .. نابلس عاصمة جبل النار يطا أرضها الإسرائيلي رامي ليفي صاحب المتاجر الشهيرة المقامة في المستوطنات، ويلتقي ومعه عدد آخر من الإسرائيليين داخل قصر مقام على جرزيمها بنخبة من الشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية .. ويخرج علينا منظموا اللقاء بالقول أن لقاءهم لم يكن تفاوضيا ولا للتعاون الاقتصادي أو ( البزنيس ) ولا للتطبيع وانه مبادرة لكسر الجمود الحاصل في عملية السلام وتخفيف الضغط على القيادة الفلسطينية.
فما عسى هذا اللقاء يكون هل لتناول الكنافة النابلسية من اكبر سدر كنافة في العالم .. أم هو حفل تعارف نظمه الملياردير النابلسي منيب المصري ليقدم للشخصيات العربية والأجنبية المعجزة الاقتصادية الإسرائيلي ( رامي ليفي ) الذي أبدع ببناء المتاجر في المستوطنات المقامة قهرا على الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
فأي مبادرة هي التي سيشارك في إطلاقها ..؟؟ وأي جمود هو الذي سيكسره رامي ليفي.. وهو من دعت كل الجهات الوطنية الفلسطينية إلى مقاطعته.. والذي اقتحم نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية متاجره قبل أيام منادين بمقاطعته..
هل سيكون كسر الجمود الحاصل في عملية السلام بالضغط على نتنياهو كي يوقف الاستيطان، ويعلن موافقته على حل الدولتين، ويتراجع عن شرطه الاعتراف بيهودية الدولة..؟؟ أم سيكون بكسر الصمود الفلسطيني على موقف الرفض لاستئناف المفاوضات إلا بوقف الاستيطان.. وثني الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية عن قرار التوجه للأمم المتحدة، بتضخيم حجم المخاطر الاقتصادية والسياسية، التي يمكن أن تلحق بالفلسطينيين إن واصلوا التوجه للأمم المتحدة لنيل عضوية المراقب للدولة الفلسطينية القابعة تحت الاحتلال.
والمؤكد أن حشدا كهذا في وقت كالذي نعيشه لا يبشر بالخير، فهو حشد كسر المحرمات بقبول الجميع الجلوس مع رامي ليفي، وهي إشارة على تهالك النخب العربية واستعدادها للتحول الواضح الفاضح إلى قنطرة للمشاريع الأمريكية ومن ورائها الإسرائيلية.
وتخطئ القيادة الفلسطينية إن اعتقدت إن هذا الجمع سيجمع على توجيه الضغط على المعتدي والمتحدي الإسرائيلي، فالمصالح الاقتصادية التي تربط الجميع بأمريكا ستجعل الجميع يشارك في عزف نفس السيمفونية الأمريكية وان تعددت آلات العزف.
قد يكون الضعف الفلسطيني وحجم الضغوط هو ما جعل القيادة الفلسطينية تقبل بهكذا لقاء.. وقد تكون المشاركة الفلسطينية الرسمية والتضليل الحاصل هو ما جعل الجماهير النابلسية تقف موقف المتفرج الذي لم تعتاده والذي أبدا لن يدوم.

بقلم : خالد منصور - عضو المكتب السياسي لحزب الشعب
نابلس – 6/11/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت