القاهرة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس", أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثلة الوحيدة للشعب الفلسطيني, وأن حماس ستكون جزءاً منها في حال أن تمت عملية إعادة بناء مؤسساتها وإجراء إنتخابات لقيادتها، بعد التوافق على تشكيل هيئة تقوم على هذا الإجراء."
وقال أبو مرزوق في مقابلة متلفزة مع قناة "مكس معاً" الفضائية من القاهرة, إن" الإنقسام الفلسطيني أثر علينا بشدة كفلسطينيين, وأثر كثيراً على نظرة المجتمع الدولي لنا, وأصبح بمثابة ذريعة للتهرب الدولي من الواجبات تجاه الشعب الفلسطيني".
وشدد على انه لا خيار أمام "حماس وفتح" إلا المصالحة, وقال "أنا لا أرى فلسطين إلا بأن تكون موحدة وأن يتم الإنتهاء من الإنقسام البغيض, ولكن الذهاب للإنتخابات قبل المصالحة سيعزز ويعمق الإنقسام".
ورفض أبو مرزوق ما تتناقله وسائل الإعلام على لسان عدد من المسؤولين عن نية حماس إقامة دولة في غزة وقال "حركة حماس في غزة لا تسعى ولن تسعى لان تكون دولة بقطاع غزة فقط, وحماس لديها قناعة بأن فلسطين من البحر للنهر, وأن الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فقط ولكن الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وفي المنافي, وبرنامج حماس مقاومة وليس برنامج حكم وليس إمارة إسلامية. "
وحول وجود أفق لحل سياسي مع إسرائيل, قال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس "لا وجود لحل سياسي مع الاحتلال الإسرائيلي على الأقل في الوقت الحاضر, ولو نظرنا إلى البرامج الإنتخابية التي ظهرت في إسرائيل بعد تبكير موعد إنتخابات الكنيست، نجد بانه لا يوجد بها أي حديث لأي مرشح حول حل الدولتين, ولذلك لا حل سياسي للقضية الفلسطينية بتسوية مع الاحتلال."
ونفى أبو المرزوق بشدة وجود إتصالات سرية بين حركته وإسرائيل, وقال "لا يوجد بين حماس وإسرائيل أي تواصل حول أي قضية كانت لا بقضية أسرى أو بغيرها, ومن يقول أن هناك مباحثات أو لقاءات بين حماس وإسرائيليين فليخبرنا بمن هم من حماس ومع من يجلسون وأين لكي نعرف نحن في قيادة الحركة هذه المباحثات التي لا نعلم عنها شيء".
وشدد أبو مرزوق المرشح لخلافة خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحماس، على أن حركته لم ولن تعترف بإسرائيل ولا بأي مرحلة, وقال "لا يمكن لأحد في حركة حماس أن يفكر بهذا مجرد تفكير بل وليس ذلك مقتصر على حماس، فإنه لا يمكن لأي فلسطيني جاد ومخلص أن يعترف بطريقة ما بإسرائيل."
وأوضح أن "إسرائيل تعتمد في وجودها على قوتها وليس على أي إتفاقيات وقعتها مع أحد, ولا يمكن لأي حكومة إسرائيلية موجودة أن توافق على ما وقعت عليه حكومة إسرائيلية أخرى سبقتها، وهذا حتى ما أكده أحمد قريع وهو من فاوضهم أكثر من أي شخصية فلسطينية أخرى".
وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تغتال إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أم أن هذه طريقة انتهت في اسرائيل قال أبو مرزوق " إن الطريقة الإسرائيلية بالإغتيالات لا يمكن أن تنتهي ومن الممكن أن تغتال إسرائيل أبو مازن, بل وكل من لا ترضى عنه وهذا ليس مستحيلاً لأنه من طبعها."
وتطرق أبو مرزوق في المقابلة إلى الوضع الأمني المضرب في سيناء وقال "ليس من مسؤولية إسرائيل أو غيرها أن تتدخل في أمر صحراء سيناء, وإسرائيل إذا كانت قوية كفاية فلتمنع السلاح داخل كيانها, وهي لا تستطيع ذلك, والوضع في سيناء هو مسؤولية الأمن المصري وواجب على مصر أن لا تسكت على أي تدخل."
وأضاف "أن خلط الأوراق في سيناء عبر إقحام قطاع غزة بما يجري هناك هو أمر خاطئ, وما تحدث به الرئيس أبو مازن من أن غزة تدخل الدولارات المزورة والمخدرات إلى سيناء هو أمر سيء جدا يتهم به جزء من شعبه بهذه الإتهامات", متسائلا "هل تستطيع غزة صناعة دولارات مزورة في ظل الإمكانيات الموجودة فيها؟".
وأوضح أن الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة هي من فكت الحصار الإسرائيلي على غزة, ومصر تعلم ذلك وقد غضت الطرف عن الأنفاق لأنها لا تريد تجويع الشعب الفلسطيني, وقال أبو مرزوق "الخلل الأمني في سيناء ليس سببه قربها من غزة ولكن إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة, والتي جعلت في سيناء فراغ أمني كبير", مؤكدا بأنه لا أحد ينكر أن الأنفاق أمر خاطىء وغير قانوني ولكنها وجدت للضرورة, وفي حال فُتحت المعابر نحن من سيغلق الأنفاق."
وعن موقف حركة حماس مما يجري في سوريا بعد مغادرة قيادتها لدمشق قال أبو مرزوق "حماس مدركة لموقف الحكومة السورية ونحن شاكرين لموقفها معنا خاصةً ومع المقاومة بشكل عام, ولكن الضغوط والأوضاع هناك هي من جعلت حماس تخرج من دمشق, الحكومة السورية لم تطرد أي فلسطينياً وسوريا معروفة بكرمها وكرم أهلها والتاريخ يشهد على هذا."
وأشار إلى أن موقف النظام السوري معنا لا يمنعنا من أن نعطي الشعب السوري حقه كاملاً, وقال "نحن لا يمكننا أن نغض الطرف عن ما يجري في سوريا من سيل للدماء, ومع ذلك فنحن لا ننكر للنظام فضله ومواقفه النبيلة مع الحركة."
وحول وجود أفق للحل السياسي في سوريا شدد أبو مرزوق على "أنه ليس من حق أحد أن يصادر الحل السياسي من الأزمة السورية لأنه سيحقن ويوفر الكثير من الدماء, حتى ولو أن البعض قد أكد أن قطار التسوية السياسية في الأزمة السورية قد فات ميعاده, مع العلم أن السوريين لو قرروا أن يكون هناك حل فسيوجد الحل.
وحول القصف الإسرائيلي لمصنع أسلحة في السودان مؤخرا قال أبو مرزوق " يجب على السودان أن لا يسكت على هذا القصف الإسرائيلي الغاشم على أراضيه, ويجب أن تتحرك السودان للرد على هذا العدوان", مشيراً إلى أن السكوت السوداني على العدوان في مرات متعددة جعل هذا العدوان يحدث وجعل السودان مطمع للجميع."