القمع يوحد سلطتي رام الله وغزة ..؟؟

بقلم: راسم عبيدات


ومن هنا وجدنا كيف كان رد تلك العقليات المغرقة في الفئوية والاقصائية والمدافعة عن مشاريعها الاستثمارية والتي تريد ان تلبسها ثوب المصالح العليا للشعب الفلسطيني،وهو منها براءة،ولعل الجميع يذكر عندما خرجت الجماهير في تظاهرات شعبية للاحتجاج على محاولة سلطة رام الله الإيتان بقاتل اطفال فلسطين الى رام الله "موفاز"كيف تعاملت أجهزة امن السلطة مع الجماهير،بالضرب والتنكيل والاعتقال والاهانة،وكذلك عندما ادلى رئيس السلطة الرئيس أبو مازن بتصريحات الى قناة تلفزيونية إسرائيلية،واضح منها انها تنال من حق العودة للاجئي شعبنا،وجدنا ان فرق السحيجة والشبيحة والمنتفعين استنفرت كل جهدها واجهزتها للدفاع عن تلك التصريحات،حتى ان البعض قال بان أبو مازن هو ليس رمزاً وأيقونة مقدسة،بل هو واحد من ثوابت شعبنا الفلسطيني،وهو حي لا يموت،لأنه بموته يتيتم شعبنا ويضيع،وتصاب النساء بعقم دائم؟؟؟،وما ان خرجت تظاهرات الاحتجاج ضد تصريحاته حتى انهالت هراوات وعصي أجهزة امن السلطة على جلود المتظاهرين وجرى اعتقال العديد منهم،وجرى الطعن والتشكيك في وطنيتهم وأخلاقهم وانهم مرتبطين مع جهات مشبوهة،وينفذون اجندة الاحتلال في التخلص من الرئيس.

وهذا استغباء وتضليل ما بعده تضليل ؟؟؟،ورعرعة للجماهير والشعب عندما يقولون بأن الرئيس اراد ان يؤثر على السياسة الإسرائيلية،فعشرين عاماً من مفاوضات الرئيس العبثية والعقيمة ونظريته بالحياة مفاوضات لم تغير شيئاً في مجتمع سمته العنصرية والتطرف.
أما في إمارة غزة والتي يحاول قادتها أن يظهروا بمظهر التقاة ،الورعين والناسك،فهم أبعد عن كل ذلك، في سبيل التمسك بالسلطة والإمارة،مستعدين لعمل أي شيء،وهم كحركة وما تحمله من فكر،ليس لديهم علاقة بالتعددية وحرية التعبير والرأي،وهم المالكين الحصريين للحقيقة،والممنوحين لتفويض رباني بذلك،فهم يرون انهم اولى الأمر على الأرض،ومن يخرج أو يشذ عن ذلك فهو يخدم أفكار وجهات مشبوهة،وأقل ما يقال بحقه عبارات التكفير والتخوين،ولذلك في عهدهم ما كان يحتجون عليه ويرفضونه في العهد السابق كقضية إطلاق الصواريخ من عمل وطني أضحى خيانة،وكذلك تم تكميم الأفواه ومصادرة الكثير من الحريات والحقوق الاجتماعية،ولم يتسع صدر قادة الإمارة والذين أوغلوا في الدم الفلسطيني،وتجاوزا كل الخطوط الحمراء،لمظاهرة نسوية ضد استمرار الإنقسام،حتى انهالت عصي وهراوات اجهزتهم وشرطتهم على نساء شعبنا اللواتي شاركن في تلك التظاهرة.
ان القمع هو ما يوحد سلطتي رام الله وغزة والدفاع عن مشاريعهما الاستثمارية الخاصة،فلكل منهما نمت مصالح وامتيازات،ولذلك ترى انهم يتسابقون ويتعايرون في قضايا اللقاءات والمحادثات السرية مع الاحتلال،من اجل عقد اتفاقيات معه،حتى تكون حصة الأسد من الكعكة من نصيبه،والشعب وحقوقه فليذهبوا الى الجحيم.



القدس- فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت