رحم الله شهداء شعبنا الأبرار ، هؤلاء الذين يدفعون حياتهم ثمناً لكرامتنا ولنيل حقوقنا المشروعة بالحرية والإستقلال ، وبغض النظر لمن ينتمي هؤلاء الشهداء ، فهم في الأصل فلسطينيين ، من أبناء جلدتنا ، ومهما اختلفنا فلسطينياً فإن الخسارة هي علينا جميعاً ، فدماء أبناء شعبنا غالية ، ولن تكون يوماً رخيصة إلا لفلسطين الوطن والهوية والتاريخ .
بالتأكيد إسرائيل سعت وتسعي منذ احتلالها لفلسطين ، إلى تجنيد أكبر عدد من العملاء الميدانيين ، من أجل تسهيل مهامها ، والمساعدة في تنفيذ عمليات قذرة تتمثل في بث الإشاعات ، ومراقبة المقاومين والمناضلين ، وكم دفعنا من دماء قادتنا الميدانيين ثمناً لخيانة هؤلاء العملاء ، وكم كانت خسارتنا باهظة خلال السنوات العشر الأخيرة ، حيث ركزت إسرائيل كثيراً على ظاهرة العملاء ، وكانت أيام انتفاضة الأقصى شاهدة على اغتيال عدد من أهم قادة المقاومة من خلال تدخل لوجستي من قبل العملاء .
الشيخ أحمد ياسين ، الشيخ الرنتيسي ، أبو شنب ، جهاد العمارين ، عصام البطش ، وائل النمرة ، صلاح شحادة ، والقائمة طويلة جداً ، من الاغتيالات الإسرائيلية ، والتي بإعتقادي تمت من خلال تدخل مباشر لعملاء ميدانيين ، سلموا معلومات للاحتلال عن تحركات هؤلاء القادة ، وشاركوا للحظة الأخيرة في تزويد الاحتلال بالمعلومات التي قادت إلى اغتيالهم من قبل إسرائيل .
حماية الجبهة الداخلية شيئ مهم وأساسي ، ومكافحة ظاهرة العملاء ، وإن كانت قليلة بالمقارنة مع السنوات السابقة ، حيث تمت عمليات كشف كبيرة لشبكات وعناصر ارتبطت مع المخابرات الإسرائيلية ، وهذه الملاحقات أدت إلى جانب المتابعة ، إلى تقليل أعداد العملاء ، لكن بالتأكيد إسرائيل لا تكل في هذه القضية فتقوم بمساومة المرضي المسافرين للأرض المحتلة عبر معبر بيت حانون ، وتحاول قدر الإمكان متابعة عملها لتجنيد المزيد من العملاء .
يجب على شعبنا الانتباه جيداً ، ويجب على أصحاب القرار عدم ترك هذه القضية الخطيرة ، حتى لا يتم إيقاع المزيد من الخسائر البشرية ، ولأن الخيانة ، هي جريمة دينية ووطنية ، لا بد لنا إلا مزيداً من المتابعة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة الخطيرة على شعبنا ومستقبلنا ووطننا وقضيتنا بشكل عام ، وعلى الجميع المساهمة في عملية التثقيف والتوجيه والإرشاد ، من خلال المدرسة والمسجد والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني ، وعلى المؤسسة الرسمية المراقبة وتنفيذ العقاب اللازم بحق كل من خان شعبه ووطنه .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت