ماذا بعد فشل حل الدولتين

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج



بعد انسداد أفق حل الدولتين في فلسطين بعد الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في فلسطين لا بد من تغيير أساليب النضال الفلسطيني لتتوجه بإتجاه حل الدولة الواحدة، وهذا من أحد الأسس التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية. والتحضير للنضال من أجل هذا الهدف الجديد يستدعي تطبيق السيناريوهات الآتية:
• إنهاء الإنقسام الفلسطيني الجيوسياسي فوراً وإعلان الشعب الفلسطيني وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة.
• بعد عودة الوحدة الفلسطينية الجغرافية والسياسية، وإعادة غزة تحت النظام السياسي الفلسطيني (السلطة الوطنية الفلسطينية) الناتجة عن اتفاقية اوسلو والمعترف بها دولياً، يتم إعلان إلغاء اتفاقية أوسلو التي نقضها الطرف الآخر بالإنقلاب على مبادئها وأهدافها نقضاً عملياً وواقعاً على الأرض، والإعلان عن حل السلطة الوطنية الفلسطينية نظراً لتعذر استمرارها إقتصادياً وسيادياً بفعل المعوقات الإسرائيلية المتعمدة، وأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م هي أراضٍ مكملة للأراضي الفلسطينية التاريخية والتي تقوم عليها دولة الكيان الصهيوني العنصري والتي تسمى حالياً بدولة اسرائيل.
• ينتج عن ذلك الإلقاء بمسئولية الشعب الفلسطيني المقيم في الأراضي الفلسطينية إقتصادياً وقانونياً وإدارياً وأمنياً تجاه دولة اسرائيل بصفته قومية ثانية في تلك الدولة مهضومة الحقوق الإنسانية والمدنية والسياسية.
• التمسك بحق المواطنة في هذه الأرض، وعدم الإذعان لسياسة التهجير مهما كلف الثمن.
• الدعم العربي الإقتصادي للمواطنين الفلسطينيين على الأرض الفلسطينية لضمان تواجدهم الدائم على الأرض الفلسطينية حيث سيواجهون ضغوطات إقتصادية هائلة أثناء فترة النضال الذي سيباشرونه لنيل حقوقهم المسلوبة.
• مد الجسور مع الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وإقامة جبهة وطنية فلسطينية واحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لتغطي كافة أراضي فلسطين التاريخية للبدء في النضال المشترك ضد التمييز العنصري الذي تمارسه حكومة اسرائيل على مواطني القومية الثانية من سكان هذه الدولة.
• البدء في ثورة شعبية سلمية شاملة (قومية فلسطينية) (غير عربية حتى لا تلقى مسئولية أهل الشتات على الجغرافية العربية خارج حدود فلسطين) على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا، وتناضل هذه القومية بفعاليات شعبية ونقابية (عمالية، طلابية ونسوية) منتظمة ودائمة على مدار العام، ضد سياسة التمييز العنصري التي تمارسها هذه الدولة الحاكمة على هذه القومية والمطالبة بنيل حقوق إنسانية ومدنية وسياسية كاملة متناسبة مع نسبة هذه القومية من سكان أرض فلسطين والقابعة تحت حكم هذا الكيان العنصري الذي يدعي الديمقراطية والمحافظة على حقوق المواطنة متساوية بين هاتين القوميتين.
• المطالبة بنظام تعليمي وتربوي مزدوج يتناسب مع سمات وعقيدة كل قومية من قوميات هذه الدولة، وتطبيق حرية العبادة لمواطني هذه الدولة بموجب وثيقة شرف بحيث لا تعتدي أي فئة على أخرى والتساوي في حقوق المواطنه من ناحية المشاركة في الإنتخابات والنظام السياسي بكل حزمه.
• النضال من أجل تغيير هوية هذه الدولة ونظامها السياسي لتتناسب وتتواءم مع خارطتها السكانية، ولتعبر تعبيراً صادقاً عن قيمة هذه الأرض (دولة الأراضي المقدسة).

إن تغيير نهج النضال الفلسطيني بهذا المنحى ينطوي على المميزات التالية مقارنة مع النضال من أجل حل الدولتين الذي أصبحت وساؤله معقدة وصعبة المنال:
• نضال غير مكلف على الشعب الفلسطيني يوفر عليه الدماء التي تراق يومياً، ويمنحه حق الحياة الطبيعية، مما يتيح استمراره في مواكبة ركب التعليم والتكنولوجيا والتثقيف والعيش الكريم، نظراً لسلميته وقانونيته وأحقيته في نيل تلك الحقوق المسلوبة.
• ينقل المعركة من ميادين يتفوق فيها الخصم مادياً الى ميادين يتفوق فيها الفلسطينيون معنوياً ومادياً وذلك بالعامل الديمغرافي الحاسم لصالحهم.
• يستقطب التعاطف الدولي لناحية الحق الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه الوطنية والسياسية وإزالة صفة الإرهاب نهائياً التي يحاول الأعداء إلصاقها به ليبرروا طرده ومصادرة أراضيه وسفك دمائه يومياً.
• يمكن الشعب الفلسطيني من العودة للأرض التي هجر منها بطرق غير مباشرة كونه ينحدر من سلالة ولدت على هذه الأرض وطردت منها قسراً وعدواناً.
• إن قيام الكيانات الصغيرة على رقعة أرض محدودة المساحة يجعل تلك الكيانات غير مستقرة أمنياً وإقتصادياً، وتكون عرضة للذوبان ومهددة بالزوال من أي كيان قوي مجاور، والتجارب ماثلة أمامنا، وهذا من مخاطر حل الدولتين وخاصة على الطرف الفلسطيني، حيث ستكون دولة هشةً منزوعة السلاح الدفاعي الرادع ومعتمدة في إقتصادها على الدعم الخارجي من رعاة هذا الإتفاق السياسي إن حصل ذلك. ولا يتصور المرؤ قيام كيانين كانا متصارعين على امتداد تاريخ هذا الصراع الطويل المرير على أرض عرضها في حدود 40 كيلومتر. كيان قوي عسكرياً وإقتصادياً وكيان بالمقابل ضعيف عسكرياً وإقتصادياً.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت