لا شك أن أصوات الإنفجارات والقصف الإسرائيلي لمناطق محافظات غزة شيئ فظيع ، فالقصف يطال كُل المناطق دون استثناء ، منازل ، مقرات ، ساحات ، ملاعب ، حتى المساجد والمدارس لم تسلم من آلة القتل والإرهاب الإسرائيلية ، وعلى مدار أيام متتالية ليلاً ونهاراً دون توقف أو رحمه .

الخوف شيئ طبيعي خُلق مع الإنسان ، فما بالك بالأطفال والنساء وحتى الأشبال ، الذين يعيشون هذه اللحظات الصعبة من العدوان الإسرائيلي على قطاعنا الحبيب ، لكن الواقع شيئ نادر ، فشعبنا معنوياته عالية هذه المرة ، وهو على استعداد للصمود أياماً وأسابيع ، لأنه جرب هذه الاعتداءات الحرب الإسرائيلية الجبانة عام 2008م ، وخرج برغم كُل التضحيات والألم ، منتصراً على هذا المُحتل بصلابته وإيمانه بالله وبحقه في الدفاع عن نفسه وعن كرامته وحقه أيضاً في الحرية والاستقلال .

شعبنا صامداً وصابراً ، ومعنوياته مرتفعة ، وهو على قناعة تامة بأن إسرائيل هي الخاسرة دائماً ، فقد تقتل الأطفال والنساء وهي تفعل ذلك ، وقد تُدمر المباني والمنشآت والبيوت ، وهذا بالفعل ما يحدث ، لكنها لن تستطيع أن تُمرر مشروع إركاع شعبنا ، أو تمرير مشاريع تصفية لقضيته ومساومته على حقوقه ، ومهما حاول البعض مساعدة إسرائيل ، سواءاً بالصمت على العدوان ، أو بالمباركة ، أو بالدعم المعنوي ، فالنهاية ستكون لصالح شعبنا وسيكون الانتصار لهذه الدماء الغالية التي تسيل على أرض غزة .

إن معنويات وصمود شعبنا ، لهو رسالة لكُل هؤلاء الزعماء الجبناء ، من عالمنا العربي والإسلامي ، الذين ظلوا يبيعون لنا المواقف الرنانة وشعارات الزيف والكذب ، الذين يعملون على تمرير مشاريع التصفية من تحت الطاولات ، ويبيعون لنا الكلام المعسول .. معنويات شعبنا وصموده وتضحياته ، هو لعنة على تآمر شيوخ العرب وأمراءها على دماء الأطفال في غزة ، والذين يخافون استنهاض شعوبهم لدعمنا معنوياً ومالياً ، لأن شعبنا تُرك وحيداً في الساحة ، إلا من بعض المواقف العربية والتي اعتقدت أنها مواقف مدفوعة لأسباب ومبررات تتعلق بعلاقات حزبية أو مصالح سياسية .

مطلوب من كُل شرفاء العالم ، وأحرار هذه الأمة الانتفاض على زعامات الخزي والعار ، وأخذ زمام المبادرة في المزيد من الدعم لتحرير فلسطين ، فهاهو شعبنا يخوض معركة الدفاع عن شرفكم وأعراضكم ومقدساتكم ، وما هو مطلوب منكم فقط المواقف الرجولية والدعم المعنوي والجماهيري لصمودنا أمام هذا العدو .

&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت