اعتادت إسرائيل دوما ، استخدام مداليل توراتية تلمودية ، حين تقوم بعدوانها على العرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين، ومن المؤكد أن الحروب التي يشنها اليهود تكون بمباركة كبار الحاخامات ، حيث يذهب رئيس الوزراء ليحصل على المباركة واختيار اسم ديني للعملية ، حتى يعطى شحنة من الأساطير الدينية للجندي الصهيوني ، وتخلق له دافع من خلال تلك الأساطير المؤسسة لديانتهم من ناحية ، ومن ناحية أخري تعتبر جزء من الحرب الدينية والنفسية ضد العرب والفلسطينيين ،
وهانحن اليوم وفى غزة نشهد حربا دينية جديدة ، وبمسمى توراتي جديد ( عمود السماء)
يذكر أن تلك الكلمتين «عامود سحاب» مذكور في التوراة وملحقاتها مرات كثيرة، أبرزه في السطر 21 ، الإصحاح 21 من سفر «الخروج» في التوراة.
وقد جاء فيه: «وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق.. وليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا وليلا».
وتفسر الآية على أن الله سبحانه وتعالى سمح لليهود الذين خرجوا من مصر هربًا من فرعونها بأن يتوهوا بعيدًا عن الطريق السهل، لكنه كان هو قائدهم لكي لا يضلوا الطريق. أي أن العبارة مستوحاة من العبارات التوراتية التي تتعلق بضياع اليهود في صحراء سيناء وعلى شواطئ البحر الأحمر لمدة 40 عاما حين عاقبهم الرب.
وظلت السحابة معهم حتى بلاد كنعان ولم تتركهم حتى في لحظات تمردهم وتذمرهم.
ومعاني هذه السحابة، وفقًا للتفسيرات الدينية اليهودية هي أن في السحاب معاني المطر والخير والتنقية. وتحمل معنى المعمودية أيضًا، فقد كانت السحابة تظللهم في النهار فتمنع عنهم حرارة الشمس المحرقة، بينما كان عامود النار يحمل معاني التنقية والنور للإرشاد والتطهير
والمعنى المجازي لهذه العملية "العقاب السماوي" وهي إحدى العقوبات السبع التي انزلها الله على بني إسرائيل لأنهم لم ينفذوا أوامره ولم يستجيبوا لدعوات النبي موسى ابن عمران.
لذلك تم تلقين اليهود هذه العبارات التوراتية ، لإعطائهم مبررا للعدوان وقتل الأطفال الفلسطينيين
وفى المقابل وفق الله المقاومة الفلسطينية باختيار اسم من عمق ثقافاتنا الإسلامية التاريخية حين اختارت اسم "حجارة سجيل " المعجزة الإلهية التي هزم الله بها أبرهة الحبشي ، عندما جاء بجيشه الكبير لهدم الكعبة، وهو ما تأمله المقاومة لهزيمة غطرسه المحتل الذي جاء بجيش اكبر لهدم غزة على رؤوس أصحابها.
ولكن الله سيرد كيدهم في نحرهم ، والمعطيات على الأرض تؤكد ذلك
د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت