غزة لن تركع ولن تستكين!!!

بقلم: رامي الغف

دم الشهداء ينزف في غزة كالشلال يملأ كل البلاد
كم نجم سقط منّا ويمضي للعلا في درب الجهاد
يبقى صوته الحق ينادي مهما كان محبوس الفؤاد
ويكسر شوكة الانذال دوماً ويبقي وجههم السواد
سلاماً يا غزة صبراً فذرف الدمع لا يعطي المراد
سيأتي من يعيد الحق حتماً وتعرف يومها صنع الرجال


اليوم يوم النصر العظيم، يوم الإخاء والمحبة، يوم الوحدة الوطنية، يوم إنهاء الإنقسام، يوم شعب غزة الأبي بصدرة العاري، اليوم الذي أثبتت به غزة العزة المقدسة أنها تحتضن فلسطين وشعبها الأبي، وإنها قلب فلسطين النابض بالوحدة والفداء والجهاد، لقد راهن الأعداء على تقسيم وتفتيت تفسيخ وإنهاء هذا الشعب ولكن غزة وحدت وجمعت الكل الفلسطيني في بوتقة واحدة وفي قلب الميدان الجهادي الواحد، وقالت بأعلى صوتها لا وألف لا، إنهم أبطال غزة الذين لم تتمكن كل مؤامرات العدو أن تجعلهم طرائق قددأ !!!

غزة التي تغذ السير، ترافقها المعالي، ويناجيها الخلود وهي تشق غياهب الكدر إلى أرض فلسطين، تحملها المفازات ويحدوها حصان جموح تشقق من سنابكه أديم الفلاة التي طربت على أنشودة الخلود والتحرر الإنساني ويطرق أسماعنا غزل الشهادة، وفرط الوجد بينها وبينك يا أم الشهيد والتاريخ يردد في علاك، ويستعيد آهات الطف ونوازع الأحزان وأنت تهبين لكل الدياجي.

لن أبكيك يا غزة لأنك باقية شامخة شموخ النخيل والزيتون، لن أبكيك لأن هنا ما زال يوجد طفلا يرقد في حضن أمه، لن أبكيك بالرغم من جراحك ونزيف دمك، لن أبكيك لأن شهدائك لا يعرفون ولا يقبلون إلا بالشهاده في سبيل الله والوطن والشرف، فشهدائك وأبطالك يا غزة قالوها وما زالوا يرددوها، إقتلونا فوالله إنكم تفرحونا بهذا القتل حيث هو لنا عادة وحيث إنا من نفخر بأن نقتل شهداءاً بيد أقذر وأجرم خلق الله ديناً ودنيا, وإنا التواقون إليها كما تاق لها من قال فزت ورب الكعبة, وإنا التواقون العاشقون لها كما عشقها من قال ربنا إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى, وإنا تواقون وعاشقون وساعون إليها كما سعى إليها ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي وعمر القاسم وعطايا ابو سمهدانه والجعبري وجهاد العمارين وثابت ثابت.

فوالله يا غزة الذي لا إله إلا هو إنه لمن دواعي السرور والبهجة أن نرى تلك القوافل تترى على بارئها زاحفة، وهي الموقنة أن يد الآثمين متربصة ولكنها تصر عليها تلك إحدى الحسنيين إصرار العاشقين على رؤية المعشوق زاحفة إليها.
لن أعزيكم يا شهداء غزة بعد اليوم ولن أعزي ذويكم بل هي هلهولة أم الشهيد بزفاف إبنها وهي فرحة الشيخ العجوز بالقربان الذي ان تقبله الله قال بعدها رباه إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى, وهي فرحة العروس بيوم زفافها, وهي فرحتي بعرس الشهادة في غزة العزة.

إنها غزة وإنهم أبطال غزة الذين ضربوا كل الإدعاءات والمراهنات والمحاولات الظلامية عرض الحائط بل سحقوها وكل يوم يثبتون شيئاً جديدا، ليفهم الداني والقاصي إنهم متمسكين بالحديث الشريف (( إنما المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )).

سلاما يا غزة سلاما يا أهل غزة وفيكم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .إنها صفعه إلى كل من يفكر بالإعتداء على أرضكم وعرضكم وشرفكم وكرامتكم، لك يا غزة عز أنت فيه، فكل قطرة دم سالت فيك هي بحر من العز والفخار فيه من الدرر ما يسر الناظرين.
سلام عليك يا غزة وسلام عليك أيها الشهيد يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حيا.



جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت