إن تفجر الانتفاضة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية لهو أهم الصواريخ الذي فجرتها المقاومة الفلسطينية، إنها الصاروخ المعبأ بالحقد على الإسرائيليين، والذي بدأ شظاياه تغلق طريق المستوطنين، وراحت حجارته ترشق وجه المنسقين.
إن شرط تواصل الانتفاضة في الضفة الغربية، وانتقالها من مرحلة ردة الفعل التضامنية إلى مرحلة المقاومة الجدية، هو استمرار إطلاق الصورايخ، تلك الصورايخ التي تعمق الإحساس الوطني بوحدة المصير بين الضفة الغربية وغزة، وهذا أروع إنجاز تحققه المقاومة حتى الان، وهذا يشجع على الإيقاع بجيش العدو في مصيدة الحرب البرية على قطاع غزة، تلك الحرب التي تحتاجها فلسطين كلها، تلك الحرب البرية التي ستوجع غزة بلا شك، ولكنها ستلهب جيش العدو بالنار، وستشعل الغضب العربي في المنطقة برمتها، وسترتقي بالضفة الغربية من حالة الجمود واليأس من المفاوضين إلى حالة الحراك النشط ضد الغاصبين.
على قيادة حركة حماس ألا تلهث على التهدئة، فنحن قادرون على الصبر والاحتمال أكثر مما يظنون، وإذا طالب الإسرائيليون بالتهدئة، وازدادت الضغوط من أجل ذلك، فلتكن تهدئة فلسطينية مقابل تهدئة صهيونية فقط، دون أي التزام فلسطيني بمنع صواريخ المقاومة في المستقبل القريب، فنحن أصحاب أعدل قضية سياسية، ومصلحة شعبنا لا تقف عن حدود قطاع غزة، وسلامة الحياة داخل جدرانه المحاصرة، سلامة قضيتنا الفلسطينية في تواصل المقاومة حتى انهيار دولة الكيان الصهيوني، وهروب آخر غازٍ عن تراب فلسطين.
لقد سقط صاروخ حركة حماس الذي أطلق من غزة على مدينة القدس المغتصبة على مسافة 200 متر من إحدى القرى العربية في الضفة الغربية، هذا ما ذكره مراسل صحيفة يديعوت أحرنوت، الذي سأل أحد العرب الفلسطينيين عن رأيه بهذا الصاروخ الذي هز جدران المنازل في قريتهم، فأجابه الفلسطيني: إن حركة حماس تعمل ما يجب أن تعمله، فعندما تقتل الطائرات الإسرائيلية الأطفال في غزة، نحن مستعدون لتحمل الضرر، ولن نغضب على حركة حماس التي أوصلت صواريخ المقاومة إلى هذا المكان، حتى ولو أصاب قريتنا، نحن نتمنى أن يستمر إطلاق صواريخ المقاومة، لأنها تدافع عن كل الفلسطينيين.
أما في غزة، فبعد أن مسحت الطائرات الإسرائيلية منزل المقاوم رافع سلامة عن وجه الأرض، اهتز البيت بأمي العجوز، فرفعت يديها إلى السماء وقالت: الله يكسر اليهود، والله لو كنت قادرة لخرجت بنفسي لحربهم، الله يكسر اليهود، ويجعلني أشوف فيهم يوم،.الله ينصرك يا حماس، اللهم انصر المقاومة، واهدم بيت اليهود.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت