fبانتهاء حرب الايام الثمانية غزة تفتح الطريق الى فلسطين

بقلم: أكرم أبو عمرو

وهكذا انتهت الحرب على غزة ، بعد ثمانية أيام طوال تعرض القطاع إلى مئات الصواريخ الثقيلة الوزن ، التي اسقتطها طائرات الاحتلال الحربية ، بعدد فاق كثيرا ما أسقطته إسرائيل على القطاع في حرب عام 2008/2009 ، وقد واجه شعبنا هذه الحرب بكل بسالة وتحدي ، واجهها بصموده ووحدته ،وواجهها بسكينته ، ففي الوقت التي كانت طائرات الاحتلال تمزق سماء القطاع وتلقي بحممها الملتهبة كانت شوارع غزة تعج بالمواطنين الذي يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ، حتى أن الأطفال كانوا يلعبون في الشوارع على الرغم من تكرار استشهاد العديد منهم ، واجهها بالتفافه حول المقاومة ، واجهها بقدرة فائقة على التحمل حيث الدماء النازفة والتدمير الهائل لمقدرات هذا الشعب ، تنتهي هذه الحرب وتثبت بان غزة دائما هي بداية الوطن ، وتثبت أن الطريق إلى فلسطين يبدأ من هنا ، وتثبت بان غزة تلك النقطة الصغيرة في هذا العالم ، إنما نور كاشف لأمة ممتدة في هذا العالم ، جعلت من مواردها ومقدراتها مرتعا للدول الاستعمارية ، وآن الأوان لان تمسك بزمام أمورها ونهضة شعوبها ، لقد شهدنا هذه الحرب ، سمعنا القصف الإسرائيلي الهستيري ، وسمعنا أصوات الانفجارات الضخمة التي هزت الأرض من تحتنا ، رأينا حجم الدمار الهائل الذي خلفته قنابل وصواريخ الحقد الإسرائيلي ، ولكن صبرنا وصمدنا ، لم نرحل ، لم نتوجه إلى أماكن لجوء جديدة ، فلم يكن أمامنا إلا الصمود والصبر ، فكان النصر بإذن الله ، ومع الفرحة العارمة التي تسود الشارع الفلسطيني في هذه اللحظات ، فلا بد لنا من الإشارة إلى بعض نتائج هذه الحرب التي نحن في حاجة إلى استثمارها ، وعدم تفويت الفرصة على شعبنا للاستفادة من هذه التجربة .ومن هذه النتائج :
• عدم الرهان على سياسة واحدة ، كمن يضع بيضه في سلة واحدة ، المفاوضات فقط ، أو المقاومة فقط ، لا بل يجب أن نعيد حساباتنا ونحن مدركين قدرات شعبنا وصلابة إرادته ، فالمفاوضات لا بد لها من قوة تساندها ، حتي تستطيع فرض شروطك ومطالبك ، وبدون قوة حقيقية تبقى دائما ضعيفا، ورأينا كيف راوحنا أكثر من عقدين من الزمن في مفاوضات عبثية ، لا طائل منها ضاعت الأرض وتوسع الاستيطان في غياب القوة المساندة .
• قوة إرادة شعبنا وقدرته على الصمود والصبر وإيمانه بعدالة قضيته وتحمله الشدائد ، وقدرته على تجاوز كل الظروف والقضايا التي تعترضه وعدم النظر إلى الوراء ، ففي هذه الحرب القي شعبنا بكل الفصائلية والحزبية وراء الظهر ناظرا إلى الأمام ، وقال كلمته انأ فلسطيني ، هذه القوة ستظل رصيدا كبيرا في مخزون شعبنا في معركته من اجل التحرير والعودة .
• يجب فتح كل الآفاق على كل قوى التحرر والقوى الداعمة لنا لا نفرق بينها ، طالما أن العلاقة تصب في صالح قضيتنا ، لان في تنوع علاقاتنا قوة لنا ، حيث أثبتت بعض العلاقات أن لها فائدة كبرى على الأرض ولعل في الدعم الإيراني للمقاومة دليل على ذلك .
• توسيع علاقاتنا العربية والدولية ، مع الحرص على عدم معاداة أي دولة مهما كانت مواقفها ، فنحن في مرحلة تحرر وطني ، يهمنا كسب الأصدقاء وتقليل الأعداء .
لذلك فإنه من الضروري الآن سرعة الاستفادة واستثمار تلك النتائج بدون تأخير وأول مظاهر الاستثمار هو إلقاء الانقسام وراء ظهورنا ، وذلك بسرعة الالتئام لنكون شعبا واحدا وقيادة واحدة وبرنامج واحد ، فأي تأخير ليس له تبرير ، وقد رأيتم الشعب الفلسطيني في كل قراه ومدنه كان شعبا واحدا في مواجهة العدوان ، في الضفة الغربية كما في قطاع غزة وليس غريبا ما صرح به بعض قادة حركة فتح تجاه إخوانهم من حركة حماس ،فهذا هو الشعب الفلسطيني على حقيقته وأصوله، لقد ذهل قادة العدو الإسرائيلي من التحرك الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية ، التي اعتقد بأنها نسيت وغابت عن الوعي الوطني وإذا بها تنتفض ضد جبروته وطغيانه نصرة لإخوانهم في غزة ، الأمر الذي سيدفع بإسرائيل من إعادة النظر في سياستها في الضفة الغربية ، وربما توجيه خططها والتها التدميرية تجاه الضفة ، لذل يجب سرعة توحيد شقي الوطن حتى لا ينفرد العدو بإحداها .
وبانتهاء الانقسام يمكن وضع البرنامج الوطني الكفيل بتحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني .
إننا وإذ ندعو إلى تأسيس مرحلة جديدة من حياتنا الفلسطينية لاستئناف مسيرة نضالنا الوطني في مواجهة عدونا الذي لم يهدا ولن يستكين ، ضرورة العمل على تعزيز وترسيخ الوحدة بين أبناء شعبنا وذلك باستيعاب الفصيل الذي يقدر له إدارة دفه الأمور في البلاد الكل الفلسطيني ، فإذا ما آلت الأمور لأي فصيل نتيجة انتخابات حرة ونزيهة فيجب على حكومته النظر إلى الشعب بعين واحدة ، عندها يسود العدل بين إفراد المجتمع ، وعندها تكون أسباب التماسك متوفرة ، وهي احد عوامل القوة في المجتمع ، وأخيرا نبارك إلى شعبنا صموده وانتصاره في معركة من سلسلة معارك قادمة ولكنها معركة أسست إلى النصر الدائم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين إنشاء الله، والرحمة كل الرحمة لشهدائنا الأبرار ، والشفاء العاجل للجرحى .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت