هل يحرق الصراع على السلطة مصر ؟

بقلم: د.إيهاب العزازى


ماذا يحدث فى مصر ولماذا تتراجع الثورة المصرية وتنهار بهذا الشكل العبثى الفوضوى الذى يدعوا للإحباط والخوف من إنفجار وطن يعانى من أزمات كثيرة وأمراض مزمنة وشعب إلتهمتة الأمراض والفقر وهل لايتعلم من فى السلطة حساسية وخطورة الموقف وأن الحكم الفردى لن ينجح فى مصر بعد اليوم فمصر قامت بثورة من أجل مشاركة وطنية فى بناء مصر الجديدة والجميع كان ينتظر أن يكون الرئيس للمصريين جميعآ والمشهد المصرى الحالى منقسم ومفخخ وعلى وشك الإنفجار لإنعدام حالة الثقة بين الفصائل السياسية والحكومة ونخشى ونحذر من ذلك لأن تحول الصراع السلمى إلى عنف وتخريب ستنفجر مصر وندخل فى حرب داخلية أهلية ستحرق الأخضر واليابس وسنخسر جميعآ وتنهار مصر .

لا أعلم كيف يفكر الرئيس ويتخذ قراراتة فبعد صدور الإعلان الدستورى الذى جمد القضاء وحصن الرئيس ضد أى إعتراض أو تعقيب لقراراتة وعزل النائب نتسائل جميعآ كيف يتخذ القرار بمفردة ولماذا لم يشاور الجماعة الوطنية فى هذة القرارات قبل صدورها ليمهد الرأى العام لهذة القرارات ويعرض عليهم مبراراتها ولماذا صدرت بهذا الشكل الذى أثار غضب الجميع وتشكك الجميع فى محاولة الرئيس الإنقلاب على الثورة والإنفراد بالحكم فى مصر فلايجوز بعد هذة الثورة العظيمة أن يحصن الشكل قراراتة بهذا الشكل لأننا لانريد صناعة فرعون جديد فلماذا فعل ذلك ولماذا لايتحصن بالشعب ويعبر معهم نحو المستقبل بتأييد شعبى حقيقي ويشرك كافة القوى الوطنية فى هذة القرارات المصيرية وأعتقد أن الرئيس إعتقد أن إعلانة الدستورى سيمر بهدوء أو بعض التظاهرات القليلة ولكن حدث العكس الأوضاع تزداد تدهورآ وإنهيارآ وكل ما فعلة الرئيس ينهار .

أزمة الإعلان الدستورى كشفت مشكة كبرى تتعرض لها مصر وهى أننا أمة تعانى من حالة إنقسام شديد وغياب للثقة فى كافة الأطراف وحالة من التشوية ممنهجة تستخدمها كافة القوى للقضاء على من تراهم أعدائها وهذا الإنقسام الواضح شرخ كبير فى نسيج المجتمع المصري الذى يزداد كل يوم ولنرى ماذا حدث جماعة الإخوان المسلمين وحزبها وبعض التيارات الإسلامية نزلت لتأييد قرارات الرئيس وخرج الرئيس ليخطب فيهم خطبتة الشهيرة التى أشعلت الموقف أكثر بوصفة المعارضة أنها غير واعية ومؤثرة فماذا يريد الرئيس وعلى الجانب الأخر القوى السياسية بكافة طوائفها المعارضة للرئيس تنزل للشارع وتنظم تظاهرات وإضرابات وغيرها إحتجاجآ على قرارات الرئيس ورفضها فهذا المشهد العبثى قاد المصريين للعودة مرة أخرى وعاد الطرف الثالث للظهور وتم الإعتداء على بعض السياسيين المعارضين للإخوان وفى المقابل تم حرق بعض مقرات الإخوان المسلمين وحزبهم فالمشهد فى مجملة عبثى وتزداد سعة الخلافات بين المصريين ويتساقط الشهداء والمصابين وتخسر مصر جميعها .

لا أعلم لماذا تغيب الحكمة ويرتفع صوت العقل فى المشهد المصري الحالى فكل القوى السياسية تتصارع للوصول لحكم مصر وتريد أن تعبر على حساب جثث المصريين من أجل ذلك فالرئيس وجماعتة وحزبة ومؤيدية يرون أنهم الشعب وهم غالبية المصريين والوحيدون القادرون على الحشد الجماهيرى وأنهم المدافعون عن الإسلام وكل من يعارضهم فلول وفاسد وخائن وعميل وجميعنا نلاحظ ذلك جيدآ من تدهور حالة الصراع السياسي فى مصر وغياب للإخلاق فى هذة الحالة وفى المقابل المعارضة المنقسمة على نفسها تريد إفشال الرئيس بأى شكل من أجل الوصول للحكم فهى كالحزب الحاكم لاتقدم سوى تصريحات ووعود ولايوجد خطة واضحة المعالم لدى الحكومة والمعارضة لنهضة مصر كلهم مستفيدون من تأزم الموقف وتعقدة وإشتعال الموقف يراود البعض لعودة الإنتخابات الرئاسية والوصول لكرسي الحكم ونعلم جميعآ أن كلا الفريقين يستميت وسيدافع عن مكاسبة بأى شكل من أجل حكم مصر .

مصر وطن يحترق أزماتة تزداد يوم بعد يوم ويشتعل الموقف ويزداد تعقيدآ فلاتوجد حقيقة واضحة والكثير من الأشياء تزداد غموضآ ولكن الحقيقة أن مصر على وشك الإنفجار والإنهيار سواء على الصعيد السياسي والإقتصادى وأتمنى من الرئيس أن يري الحقيقة كاملة وأنه لن ينجح بمفردة وأن تعلم المعارضة أن قوتها فى تواجدها على قاعدة شعبية صلبة وخدمات حقيقية للشعب فماذا سيستفيد الفريقين من وطن على وشك الحرب الأهلية و مصر تحتاج لجميع الجهود أن تتوحد لتنمية ونهضة مصر .

د/ إيهاب العزازى
أكاديمى - باحث سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت