نشرت أحد صفحات المواقع الإجتماعية التونسية التي يشرف عليها أطرافا أمنية تنبيها وتحذيرا للأستاذ عبد الرؤوف العيادي مؤسس حركة (وفاء لتونس ) من إمكانية محاولة إغتياله و تصفيته جسديا من طرف أجهزة مخابراتية أجنبية وذلك على خلفية تحركاته الأخيرة وتصريحاته الفاضحة لتغلغل عناصر من الموساد في المشهد التونسي وقد جاء في خطاب التحذير النص التالي :
تنبيه إلى السيد " عبد الرؤوف العيادي "
وردت على صفحتنا معلومات تفيد بتصفيتك بعد أن قمت بتحريك عديد الملفـات الســـــــــاخنة والخطيرة كملف الموساد وعملاءه بتونس ، فالرجاء الإنتباه أثناء القيادة والسيـر على القدمين .
وقد أوردت بعض الأوساط الإعلامية التونسية ردا للأستاذ العيادي حول هذا التهديد الذي أكد فيه أن هذا الأمر غير مستغرب ولا مستبعد في ظل الأوضاع الأمنية التي تسود البلاد وأن مثل هذه التهديدات لن تثنيه عن مزيد كشف ما خفي من ملفات الفساد التي يتفانى البعض في إخفائها و التستر عليها .
وقد أختلفت ردود أفعال الطبقة السياسية والمجتمع المدني التونسي حول صدقية هذا التهديد ففي الوقت الذي يعتقد فيه بعض خصوم العيادي وحركة وفاء أن هذا الخبر فرقعة إعلامية بغرض جلب الإنتباه والترويج الإعلامي والتسويق السياسي لحركة وفاء حديثة النشأة فإن البعض الآخر يرى أن مثل هذا التهديد يجب أخذه بجدية خاصة بعد تسرب كثير من المعلومات المتواترة عن تكاثف تواجد أجهزة المخابرات الأجنبية بتونس وخاصة منها أجهزة الموساد الاسرائيلي.
وتجدر الإشارة أن الأستاذ رؤوف العيادي من السياسيين القلائل في تونس الذين يطلقون التصريحات الجريئة التي تضرب في الصميم رموز الفساد والثورة المضادة و هو من الذين يسمون الأشياء بأسماءها ولا يعتمدون لغة الرموز و المخاتلة السياسية فقد سبق له أن أعلن سابقا عن حدوث عمليات حرق وإتلاف واسعة النطاق لوثائق رسمية تهم العلاقات الصهيونية التونسية زمن الجنرال الهارب كما أشار في وقت سابق إلى تغلغل الموساد في الأجهزة الأمنية التونسية بعد الثورة بغرض تحريف مسارها وجعلها في خدمة الصهيونية العالمية
ويأتي هذا التهديد بعد أقل من شهر من تقديم الأستاذ رؤوف العيادي قضية عدلية ضد السلطات الإسرائيلية على خلفية إعترافها العلني والصريح بعملية إغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد فوق الأراضي التونسية مع العلم أن بعض وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي أكدت أن الموساد أستعان بخدمات ثلاثة مواطنين تونسيين تم تجنيدهم لمتابعة تحركات وسكنات أبو جهاد مما مكن من تصفيته في عملية عسكرية مخابراتية ناجحة ولم تبخل علينا هذه الصحيفة الإسرائيلية بإيراد معلومة خطيرة تؤكد أن التونسيين الذين تم تجنيدهم كانوا يجهلون تمام الجهل أنهم تحت خدمة أجهزة الموساد بل تم إيهامهم أنهم يعملون لصالح المخابرات الفرنسية مما يدفعنا بجدية إلى التساؤل والإستفهام عن التنسيق الوثيق والتحالف الإستراتيجي الذي يربط المخابرات الفرنسية بالموساد الإسرائيلي في تونس...
الأستاذ عادل السمعلي
كاتب من تونس
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت