المصالحة الفتحاوية أيضاً مهمة

بقلم: رمزي صادق شاهين


تابعنا مع أبناء شعبنا الفرحة الشعبية العارمة ، التي تمثلت بانتصار الحق على الباطل ، انتصار شعبنا العظيم على آلة الحرب الإسرائيلية ، انتصار غزة على حكومة التطرف والاستيطان ، هذا الانتصار الذي شكل خارطة طريق جديدة لتحرير فلسطين ، وفق رؤية سياسية جديدة تدعمها المقاومة ، ومبنية على الثوابت الفلسطينية المشروعة ، وحقنا في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

لقد باركت كُل قوى شعبنا الفلسطيني حالة الوفاق والوحدة الاجتماعية والوطنية التي عمت محافظات غزة ، حيث وقف شعبنا بكُل مكوناته السياسية والاجتماعية لحماية المقاومة ، وهو ما أعطاها كُل هذا الزخم ، وجعلها تُسجل هذا الانتصار المهم الذي لم يكن لولا حالة الإجماع الوطني الداخلي ، وكانت حركة فتح كما عاهدناها جزءاً من معادلة المقاومة وحاضنة لها ، لكونها تؤمن بأن المقاومة حق مشروع للدفاع عن شعبنا .

قادة حركة فتح وأعضاءها وكوادرها ، كانوا على مقربة وتماس من أبناء شعبهم ، وشكلوا جزء مهم من حالة الوفاق ، وكان الخطاب الإعلامي الفتحاوي داعم أساسي ومهم ، وجاءت تحركات فرسان فتح من أبناء الكتائب تتويج لحالة الوفاق لحماية شعبنا ، وقد رأينا كيف تغير الخطاب الإعلامي لأعضاء اللجنة المركزية ، الذين شكروا المقاومة ووقفوا إلى جانب غزة وشعبها بشكل إيجابي .

لقد رأينا كيف كانت اللهفة الفتحاوية على المصالحة الداخلية ، وتوجتها التحركات الشبابية والتنظيمية على الأرض ، التي آمنت بأن المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لتحقيق طموحات شعبنا في الصمود والوقوف أمام التحديات القائمة وعلى رأسها حصولنا على العضوية بالأمم المتحدة ، وهي بداية لمشوار سياسي ودبلوماسي داعم لحقوقنا المشروعة .

المصالحة الوطنية الفلسطينية شيئ مطلوب وعاجل ، ويجب أن يكون عنوانها دماء شهداء غزة وتضحيات أهلها ، برغم أنني على قناعة بأن المصالحة الآن هي أبعد ما تكون ، نتيجة عدة أسباب ، لكن أعتقد أن المصالحة الفتحاوية الداخلية لا تقل أهمية عن المصالحة الوطنية ، لأن وحدة حركة فتح هي رافعة أساسية لتحقيق الوفاق الفلسطيني ، لأن حركة فتح هي الشريك الأصيل في المشروع النضالي ، وقد كانت حاضنة المشروع الوطني منذ الانطلاقة الأولى عام 1965م ، وقدمت خيرة قادتها شهداء من أجل فلسطين الوطن والهوية ، ولم يكن الشهيد ياسر عرفات ، إلا عنواناً لهذه الثورة والمشروع النضالي الفلسطيني .

المطلوب الآن من قادة وعناوين حركة فتح ، التحرك الجاد لمصالحة فتحاوية حقيقية ، وعليهم أن يعملون على تحقيقها كما هم الآن يعملون على تحقيق المصالحة مع حركة حماس ، لأن المصالحة الفتحاوية ستُعطي حركة فتح مصدر قوة ، وهي عنوان لبقاء فتح حركة متماسكة وقوية لمواجه المستقبل ، ومواجهة ما ينتظر شعبنا من مؤامرات تتعلق بشطب القضية الفلسطينية ، وشطب حركة فتح ، وتحويل مشروعنا الوطني لمجرد مشروع استثماري أو تجاري ، أو مجموعة مصالح مرتبطة مع دويلات وأحزاب وجماعات .

اليوم نحن أحوج ما نكون للمصالحة الداخلية في فتح ، فالخلافات لن تُعطي أحد الشرعية ، ولن ينتصر أحد على الآخر ، فسياسة المؤامرات ومحاولات شطب الآخر يجب أن تتوقف ، ومهما حاول البعض تشويش وتسميم الأجواء ، فلن تتغير قناعات الجماهير بأن هناك خلل حاصل في بنية وقرارات حركة فتح ، وأن ما حصل هو مشروع تصفية حسابات شخصية ليس له علاقة بقضايا أو ما شابه ، وهذا ما أثبتته الأيام ، بأن كُل ما قيل بحق الأخ محمد دحلان ، هو مُجرد خيال ، وما قيل هو محاولة للتخلص من كُل من يعارض تحويل حركة فتح إلى تنظيم هامشي بدون أي تأثير وطني ، أو تحويله إلى عزبة خاصة .

&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت