غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تتجه الخارطة السياسية في إسرائيل للأحزاب اليمينية المتطرفة، خصوصاً بعدما أعلن عن فوز مرشحي متطرفين داخل حزب الليكود، حيث إتفق محللان سياسيين أن ذلك يرجع للخلفية الدينية الأصولية التي يدين فيها المجتمع الإسرائيلي، وأن ذلك يرتبط أيضاً بميل المجتمع ككل نحو عداء العرب.
وأجمع المحللان في أحدايث منفصلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء" اليوم الثلاثاء، أن الإتجاة داخل إسرائيل سوف يدفع لمزيد من الحروب وسياسة تهويد وبناء المستوطنات.
ويعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية وليد المدلل، أن فوز مرشحين متطرفين في حزب الليكود للكنيست للفترة القادمة، أنه يأتي ضمن ظاهرة عامة يتجه فيها المجتمع الإسرائيلي للتطرف بشكل عام، ويرجع ذلك لعدة خلفيات وأسباب تتعلق في بنية المجتمع نفسه ذو الطابع الديني المنغلق والمتطرف والقومي الذي يدعوا إلى القضاء على الأخر وعدم الاعتراف في شريعة وحق الفلسطينيين في أرضهم .
ويضيف أن " الخارطة السياسية الإسرائيلية برمتها تسير نحو التطرف أكثر من أوقت مضي، حيث يري بأن العدوان الأخير على قطاع غزة الذي بدأ في 14 من الشهر الحالي، الذي لم تحقق فيه إسرائيل نتائج حقيقية تحسب لصالحها، بل كان انتصار للمقاومة الفلسطينية، دفع بالشخصيات المتطرفة بالفوز في بسبب مطالبة المجتمع الإسرائيلي في حرب جديدة تعوض هذه الهزيمة ".
ويوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن " أن العقيدة الدينية في إسرائيل ذات طابع متطرف وعقيدة منغلقة لا تقبل الآخر، ولا يمكن أن تتعايش مع الغير، ويلفت أن مؤشر التطرف يتصاعد منذ بداية الثمانينيات حتى اليوم بصورة ملحوظة داخل إسرائيل ".
ويقول المدلل" أن قطاع غزة أستطاع استيعاب الضربة التي قام فيها الاحتلال بالاغتيالات ثم فاجئ العدو في نقل المعركة داخل كيانه مما أفشل هذه العملية منذ بدايتها وأعطي قوة للمقاومة الفلسطينية، لافتاً بأن هذا العدوان بما حمله من انتصار للمقاومة الفلسطينية أسس لحرب جديدة قادمة يظن فيها الاحتلال أنه يمكن أن يعوض هذه الهزيمة ".
ويعتبر بأن الضربات الإستباقية والحاسمة السريعة التي كانت تقوم فيها إسرائيل في حروبها بدأت تفشل سواء ضد المقاومة حزب الله في لبنان أو ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة , حيث بدأت هذه الإخفاقات تظهر جلياً خلال السنوات الماضية ".
ويتابع أن "إسرائيل تظن بأنها لم تستخدم القوة المفرطة في العدوان الأخير على القطاع, ولذلك يتوقع بأن الحرب قادمة قادمة , وعلى المقاومة الفلسطينية أن تكون حذرة وتعد نفسها " .
هذا وقد أُعلن بشكل غير رسمي، يوم أمس ، نتائج الانتخابات الداخلية لاختيار قائمة مرشحي حزب الليكود للكنيست القادمة، بعد فرز أصوات الناخبين من خلال النظام الالكتروني، حيث أظهرت النتائج تقدم المرشحي اليمينين المتطرفين .
من جانبه يري المحلل والخبير في الشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر، أن التطرف في إسرائيل متجذر ومتشعب وله خلفياته المتعددة الخاصة في الأصولية الدينية التي يتبعها المجتمع في عقيدته، حيث أن الأحزاب السياسية الإسرائيلية جزء مما يحمله المجتمع ".
ويضف أن "الخارطة السياسية للأحزاب الإسرائيلية بدأت تعود لما كانت علية في السابق إلي" يمينيتها " , التي اختفت في فترة ثم عادت من جديد منذ عام 1977م , حيث بدأ أحزاب اليسار في إسرائيل تتراجع ويحل مكانها الأحزاب اليمينية " .
ويقول أبو شومر إن " حزب الليكود في انتخاباته الداخلية التي تم الإعلان عنها أفرز مرشحي متطرفين ولعل أكثرهم تطرف هو موشيه فايغلين زعيم المعسكر اليميني المتشدد"، ويكمل" أن ما يسمي المعتدلين داخل الأحزاب اليمينية حسب مفهوم تلك الأحزاب لم يعدوا موجودين فإن التطرف يتجه نحو اليمين اليمين المتطرف " .
وتوقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن يكتسح حزب " الليكود" مع شركائه من حزب "اليهود بيتنا " وحزب " شاس " الكنيست بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة , ورأى أن المعركة ضد الفلسطينيين سوف تستمر في سياسة تهويد الأراضي وبناء المستوطنات ".
وقال إن "قطاع غزة بالتحديد يعيش دائماً في أزمة بسبب الاحتلال، والتهدئة فيه لا تدوم طويلاً، معتبراً التهدئة التي نتجت بعد العدوان الأخير تهدئة موقوتة ولم يستبعد بأن تعود الحرب من جديد على القطاع، لافتاً بأن كل ذلك مرهون في نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية والبرنامج الذي ستحمله الحكومة القادمة , بالإضافة للمتغيرات الدولية .
ويعد كلاً من حزب الليكود , وشاس , القائمة الموحدة للتوراة , البيت اليهودي , وإسرائيل بيتنا , حزب القومي الديني , من الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل حيث بدأت هذه الأحزاب في أن تتقدم شيئاً فشيئاً على حساب الأحزاب اليمينية الوسط مثل حزب كاديما وغير من الأحزاب الأخرى .