قائمـة العــار ضــرورة ومطلـب وطنــي

بقلم: رمزي صادق شاهين


مبروك لشعبنا العظيم الإنجاز السياسي بإنتزاع حقه في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، هذا الإنجاز الذي لم يأتي من فراغ ، بل هو نتيجة عملية تراكمية من الجهد السياسي والدبلوماسي للقيادة الفلسطينية ، وهو أيضاً نتائج مئات الآلاف من التضحيات التي قدمها شعبنا البطل من شهداء وجرحى وأسرى ومبعدين ، نتيجة نضال شعب بأكمله وصموده وإصراره على التمسك بحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

مبروك هذا الإنجاز لكُل من عانى من أبناء شعبنا ، لكُل قطرة دم نزفت على أرض فلسطين الطاهرة ، مبروك لكُل شهيد حمل روحه وقدمها رخيصة من أجل أن يحيا شعبنا في فلسطين الوطن والهوية ، ولكي تبقى القدس عاصمة دولتنا وخاصرة الوطن وقبلته الأولى والأخيرة ، مبروك لأسرانا الصامدين والذين بصبرهم نستمد عزيمتنا وإصرارنا على السير على خطى قادتنا الذين وضعوا القضية الفلسطينية على أجندة دول العالم وعلى رأسهم شيخ الشهداء الزعيم الراحل ياسر عرفات .

لا بد لنا إلا الاعتراف بأهمية الجهد الدبلوماسي مع الأشقاء والأصدقاء في العالم ، هذه الدول التي أكدت مرة أخرى أن فلسطين ليست قضية هامشية ، بل هي قضية العالم الأولى ، وهي حق شعب موجود على العيش بأرضه حراً كريماً كباقي شعوب الأرض ، هذه الدول التي تستحق منا كُل الاحترام ، ولها نرفع قبعاتنا تقديراً منا لمواقفهم الإنسانية تجاه شعب يرزح تحت أطول احتلال في العالم ، ولم يبقى شعب على وجه هذه الأرض لم يحصل على حقوقه في ظل تعنت احتلال غاشم يقتل ويصادر ويُدنس المقدسات ويتلقى الدعم من دول تقول عن نفسها ديمقراطية لكنها في الحقيقة هي أنظمة سادية ومتطرفة تتغذى على دماء الأبرياء .

الخزي والعار لأمريكا وزعاماتها رعاة الإرهاب في العالم ، والخزي والعار لبريطانيا التي كانت سبب تقسيم فلسطين ، والخزي والعار لكُل من ساعد إسرائيل على التنصل من التزاماتها القانونية والأخلاقية ، ومساعدتها على إبقاء شعب أعزل تحت آلة القتل والإرهاب ، ومشاريع الاستيطان الغير شرعية ، هذه الدول التي تساوي بين الضحية والجلاد ، في انحياز واضح للإرهاب والتطرف ، وللأسف هناك من يتعامل معها وكأنها راعية للسلام في العالم وناشرة للديمقراطية ، لكن الحقيقة أنها وراء كُل الخراب والدمار في العالم .

لنعمل سوياً من أجل تعميق مفهوم قوائم العار ، هذه القوائم التي يُسجل بها كُل الدول والشخصيات التي تعمل ضد شعبنا ، وتقف ضده وتساند دولة الاحتلال على إبقاء شعبنا تحت الاحتلال ، هذه الدول التي تدعمه بالسلاح والمال من أجل قتل أطفالنا ونساءنا ، يدعمونه من أجل إقامة المستوطنات وهدم المقدسات من كنائس ومساجد ، هذه الدول التي أثبتت أنها عدوة للإنسانية ، وهي تتبجح وتتباهي أمام الأمة العربية التي يجب أن يكون لها موقف عربي جدي تجاه قضيتنا الفلسطينية والانحياز الأمريكي والبريطاني لإسرائيل المجرمة .
&&&&&&&&

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت