ليس اعتباطاً هذا الجنون الأمريكي الصهيوني من هذه الولادة لفلسطين وفي هذا الوقت تحديداً ... وليس جزافاً أن تكون هذه العصبية والسعار الأمريكي ... إنه الوعي بالقادم ... والوعي بتطور الأمور في هذا الكون !!!
نحن الفلسطينيون عمومـاً ... وفي فتـح خصوصاً لم نضع في أي يـوم من الأيام إمكانية الانتصار على الكيان الصهيوني بالضربة القاضية ... ولا بإمكانية الانتصار في معركة عسكرية واحدة كما كان يعدنا بعض الحكـّـام تبريراً لاستنكافهم عن المواجهة ، أو لإخفاء التواطؤ على نكبتنـا والصمت عن تشريدنا ... فكل ثقافتنا وعملنـا ومنذ الانطلاقة في فاتح 1965 بأن الانتصـار لـن يكون إلا بحرب الشعب طويلة الأمـد ... وبالكفـاح المسلح وكافة أشكال النضـال المكملة له ... وبالتراكم المتواصل للإنجـازات الصغيرة على طريق الإنجـاز الكبير ... هذا الإنجـاز الموصوف بدقة في البيـان الأول للانطلاقة وفي هيكل البناء الثوري لحركة فتـح اللذان حـددا المبـادئ والأهـداف للإنطـلاقة ولحركة فـتـح .
ما أنجـزة شعبنـا اليـوم خطوة مهـمـة ومهمـة جـداً ... ولكنـه يبقى خطـوة أخـرى تتراكـم مع سابقاتها على طريق الإنجـاز الكبير الموعـود والـذي تـم عليـه القـَسـَمْ وتـم عليـه العهـد .
ولكن يبقى مـا هـو اكـثر أهميـة في الأبعـاد العميقـة لهـذا الإنجـاز الـذي تـم اليـوم ... وواجبنـا أن نصفـه لأبنائنـا وأطفالنـا ونـُعرفهـم بمعانيـه وابعـاده حتى يتصرفـون على بصيرة في أيامهـم القادمـة ويكون لهـم زاداً فيمـا ينتظـرهـم في قـادم الأيـام وهـم في طريقهـم للإنجـاز الكـبيـر ... وأول هـذه الأبعـاد هـو هـذا السـبق الـذي سـجلـة شـعبنـا في التمـرد على ما سـُمى بالقـرن الأمريكـي بعـد انهيـار الاتحـاد السوفييتي والحلم الأمريكي بالهيمنـة المطلقـة على العالـم لقـرن من الـزمـان على الأقـل ... وثاني هـذه الأبعـاد بعـد هـذا التمـرد الأول هـو الإعـلان عـن أول ولادة تـُرسـخ ولادة النظـام الـدولي الجـديـد النظـام المتعـدد الأقطـاب وأن مفاعيلـه بـدأت تفعـل فعلهـا على الأرض ... وهـو الإعـلان عن بـدء التـآكـل والانهيـار لنظـام القـرن الأمريكـي .
هـذا الـتمـرد الفلسطيني ، وهـذه الـولادة لدولة فلسطين ... وهـذا الإعـلان بأن النظـام الدولي الجديد والمتعـدد الأقطـاب اصبـح راسخاً وأصبحـت لـه مفاعيـل على الأرض يجـب أن لا يلهينـا ما فيـه من بشـائر الأمـل عن الاستعـداد لمـا هـو قـادم من بشـائر الشـؤم أيضـاً ... خصـوصـاً تلـك الرفسـات مـن بغـال القـرن الأمريكي التي بـدأ بعضهـا يحتضـر أو تلـك التي في طريقهـا إلى الاحتضـار ، وإلى المـاضي ... ويكفي أن نـرى أن الحلـم الصهيـوني بدولـة تمتـد من الفـرات إلى الـنيـل لـم يصـلوا إلى اليـوم إلا إلى حـارة لليهـود حشـرت داخـل سـور نزاحمهـم داخلـه ... ولا يحميهـم من مقـلاع طفـل في قلقيليـة ومخيم الدهيشـة ولا من حجـر في يـد طفـل في غـزة
نحـن وابناؤنـا واطفالنـا قـادمـون إلى المستقبل ومن حاول سـلب حقوقنـا وهـويتنـا ذاهبـون إلى المـاضي ... وعلى اطفالنـا الاستعـداد للوصـول إلى الـنـصـر وإنهـا لــ :
ثـورة حـتى الـنـصــر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت