وفد من "حسام" وأهالي الأسرى يلتقي فولك

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
التقى وفد يضم عددا من مسؤولي جمعية الأسرى والمحررين "حسام" ونخبة من أهالي أسرى قطاع غزة مع ريتشالد فولك المقرر الخاص في الأمم المتحدة لحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

واستمع فولك خلال اللقاء إلي شرح مفصل لمعاناة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي .

وبدأ رفيق حمدونة مدير عام جمعية حسام اللقاء بإبداء الترحيب بزيارة فولك إلى غزة مثمنا حرصه علي متابعة ورصد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى الفلسطينيين والاطلاع علي معاناتهم المستمرة داخل سجون الاحتلال.

وأكد حمدونة بأن دولة الإحتلال هي الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب عبر سن جملة من القوانين التي تجيز استخدام العنف ضد الأسرى الفلسطينيين في دليل واضح علي استمرارها في التعامل مع نفسها باعتبارها دولة فوق القانون ، مطالبا فولك بالعمل علي تحديد الصفة القانونية التي يجب أن يحظى بها الأسرى الفلسطينيين لتتضح آلية التعاطي القانوني مع قضيتهم العادلة.

وقدم موفق حميد مدير العلاقات العامة في الجمعية عرضا سريعا لبعض السياسات العقابية التي يتعرض لها الأسرى كالإهمال الطبي والحرمان من الزيارة والعزل الإنفرادي وما تتركه هذه السياسات من انعكاسات سلبية توقع ضررا واضحا علي حالة الأسير العضوية والنفسية لفترت طويلة.

من جهتها تحدثت والدة الأسير رامي عنبر عن طبيعة المعاناة التي تعيشها الأسرة منذ اليوم الأول لاعتقال ابنها ، مشيرة إلي عدم تمكن "حفيدتها" ابنة الأسير رامي من زيارة والدها بعد سماح الاحتلال مؤخرا بالاستئناف المؤقت والاستثنائي لزيارة أهالي أسرى قطاع غزة بعد حرمان دام لأكثر من ست سنوات وما تسبب به ذلك من صدمة وحزن شديدين لهذه الطفلة البريئة ، ذلك بسبب المعايير المجحفة التي يفرضها الاحتلال علي هذه الزيارات المنقوصة والتي عمد بالرغم من ذلك إلي وقفها مؤخرا بدون أسباب .

وأكدت عنبر بأن جل ما تتمناه في هذه اللحظات هو أن يخرج لها ولدها حيا من داخل سجون الاحتلال وأن يعيش حرا بين أحضان أسرته قبل أن تفارق هي الحياة ، مطالبة فولك بالعمل علي تحقيق هذا الحلم الذي يراود أمهات وزوجات وأبناء الأسرى بدون استثناء.

وتطرقت والدة الأسيرين فهمي وصلاح صلاح إلى ما أحدثه اعتقال ابنيها من جرح غائر تعاني منه العائلة بسبب الفراغ الذي تركه غياب الأسيرين بعد أن كانت تعتمد عليهما في تحمل أعباء أسرتها المكونة من خمسة عشر فردا ، كما تحدثت عن حجم الألم والمعاناة التي يتسبب بها حرمان الاحتلال للأطفال من زيارة آبائهم في السجون لهذه المدة الطويلة التي تجاوزت الست سنوات ، مشيرة إلى قسوة الأحكام الانتقامية الظالمة والمبالغ فيها التي حوكم بها ابنيها بالمقارنة مع التهم التي وجهت إليهم .

ولفتت زوجة الأسير المريض ناهض الأقرع إلى الخطر الذي يتهدد حياة زوجها الذي يمكث منذ اعتقاله في مستشفى سجن الرملة وما يمارس بحقه من إهمال طبي متعمد من خلال تأجيل إجراء عمليات جراحية كانت قد أقرت له قبل اعتقاله في كلتا قدميه ، موضحة بان هذه السياسة قد تسببت في بتر إحدى قدميه وأصبحت الأخرى مهددة بالبتر قريبا إذا لم يتم التسريع في إجراء العمليات الجراحية مؤكدة بأن زوجها يعاني في هذه اللحظات من آلام مبرحة وأنه أصبح لا يستجيب مطلقا للمسكنات التي يتناولها باستمرار للتخفيف من آلامه ، مما يضاعف من حجم القلق والتوتر الذي تعيشه أسرة الأسير خشية علي حياته .

كذلك فقد استمع فولك لشهادة الأسيرة المحررة والمبعدة إلي قطاع غزة هناء شلبي التي تحدثت عن ممارسات الاحتلال وسياساته ضد الأسرى خاصة في ما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري حيث شرحت تفاصيل إعادة اعتقالها وتعرضها للضرب المبرح والتعذيب الوحشي إضافة إلي التفتيش العاري الذي تعرضت له بالشكل الذي وصفته بأنه يتنافي مع كافة معايير حقوق الإنسان ويخلو بالمطلق من احترام الخصوصية التي يجب مراعاتها في التعامل مع المرأة في كافة الظروف والأحوال .

كما تحدثت شلبي عن الآثار النفسية التي تسببت بها تجربة اعتقالها المريرة مؤكدة بأن إمكانية إعادة اعتقالها قد تحولت إلي كابوس دائم يطاردها في كل لحظة من لحظات حياتها .

وفي مرد تعليقه علي ما سمعه من مداخلات لمسؤولي جمعية حسام ولشهادات أهالي الأسرى ، عبّر فولك عن حزنه الشديد لما سمعه من قصص مؤثرة ونماذج مؤلمة لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين ، مبديا أسفه الشديد لهذا الواقع الأليم الذي تشهده سجون الاحتلال ومؤكدا علي أن ما سمعة من مآسي وتجارب قاسية سيجعله أكثر تصميما علي نقل معاناة الأسرى ومطالب ذويهم إلى المجتمع الدولي ، وأنه شخصيا سيواصل النضال من أجل إلزام إسرائيل بالانصياع إلي ما يمليه عليها القانون الدولي الإنساني والقيم الأخلاقية وصولا إلي حملها علي رفع المعاناة عن الأسرى الفلسطينيين.

وشدد فولك علي أنه لا يمكن لدولة إسرائيل أن تتورط في هذا السلوك المسيء والمنافي لمبادئ حقوق الإنسان تحت ذرائع حماية أمنها أو خدمة لمشروعها القومي علي الوجه الذي يفضي إلي حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الأصيل في تقرير مصيره .

وفي نهاية اللقاء عبر فولك عن تمنياته بمستقبل أفضل خاليا من المآسي والأحزان لعموم الشعب الفلسطيني ولأهالي الأسرى والشهداء علي وجه الخصوص .