القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
استهجنت صحيفة إسرائيلية الأحد قرار حكومة الاحتلال إقرار بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وتبرير ذلك بأنه جاء رداً على قبول الأمم المتحدة لعضوية فلسطين بمقعد مراقب قبل يومين.
وقالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحية عددها الأحد إن "قرار بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة جاء عقاباً من الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد العالم بعد إقرار عضوية المراقب لفلسطين".
وأضافت أن هذا الرد الأولي بيّن أن قرارات إسرائيل الاستيطانية تأتي للتأكيد على أنها إجراء عقابي، مردفة بأن هذا القرار خطير وجدي للغاية، وجاء في مواجهة العالم الذي يطالب بدولة فلسطينية وينبذ الاحتلال.
وأوضحت أن رفض إسرائيل التجاوب مع هذا الطرح يعمق ويجذر العزلة والانفصال بينها وبين الواقع في العالم، وأنها بدلاً من الاستفادة مما جرى واستخلاص العبر من الفشل الحالي، انساقت الحكومة الحالية وراء سياسة منحازة وتمييزية أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي بدلاً من الانخراط في مفاوضات جدية مع "الدولة المراقبة" (تقصد فلسطين بعد منحها المقعد الجديد)، وتظهر أمام العالم بأنها تدير ظهرها، وتدق المسمار الأخير في نعش خطاب "بار إيلان".
وذكرت أن كل التعهدات التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه المذكور ثبت أنها كانت مخادعة بعد القرار الاستيطاني الأخير، الذي كان بمثابة "بصقة" في وجه صديقته الحقيقية الألمانية أنجيلا ميركل، للتغطية على فشله في الأمم المتحدة.
وبيّنت أن هذا القرار وتداعياته يقضي على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة في الضفة الغربية، فضلاً عن توجيه صفعة صادمة على الوجه للولايات المتحدة التي قدمت دعمها للكيان في الأمم المتحدة، وخاصة في ظل التعهدات مع إدارة أوباما بعدم البناء في هذه المنطقة المسماة "إيه 1".
وذكرت أن نتنياهو على ما يبدو يقدم لما سيواجه الحكومة المتوقع أن يشكلها بعد فوزه في الانتخابات القادمة، وهي: التشدد، والعزلة السياسية، وانتقاد العالم، مشيرة إلى أن القرار الاستيطاني الأخير سيشجع من يرغبون بتحريك الملف ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية إلى المضي قدماً.