مسرحية "رصاصة الرحمة" .. ثورة فنية ضد انتهاكات حقوق الانسان بفلسطين

خانيونس - وكالة قدس نت للأنباء

رصاصة الرحمة فواصل تمثيلية تشابكت خيوطها لتنسج عمل مسرحى يحاكى الواقع المرير التى تعيشه مكونات الاسرة بفلسطين بتناقضاتها ، فانتقلت بسلاسة من الزوج وإهماله لزوجته واستغلاله لراتبها وتهميشها وضياعه وبحثه عن لقمة العيش والضغط الذى يعيشه في ظل حصار اجتماعى واقتصادى واحتلالى ،لتنتقل لمعاناة كبار السن وإهمالهم وشعورهم بالضعف والوهن والمنة من قبل افراد الاسرة ،للزوجة التى تحارب على جميع الجبهات في ظل مجتمع تحكمه معتقدات ذكورية ينظر لتطلعاتها المشروعة بدونية .

رصاصة الرحمة التى فجرت ثورة البحث عن الكرامة الانسانية فى عقول ووجدان الحاضرين بملامستها لكم الانتهاكات التى يتعرضون لها بفعل واقع اجتماعى واقتصادى واحتلالى معقد تداخلت فيه كل العوامل الخارجية الناتجة عن ممارسات المحتل وانتهاكه لكرامة المدنيين العزل والأسرى وما تركه ذلك من اثر نفسى انعكس على واقع الاسرة ،للعوامل الداخلية بتناقضات المجتمع وصراعه ضد بعض العادات والتقاليد التى تنتقص من كرامته لواقع الظروف الاقتصادية وانعكاسها على النيل من كرامة الاسرة بكل مكوناتها ولاسيما عمودها الفقرى الرجل .

المسرحية التى تفاعل معها الجمهور وصفق كثيرا اعجابا بنصها وبقدرة الممثلين على تجسيد واقع الامتهان التى تعيشه الاسرة الفلسطينية عرضت امس على مسرح مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في عرضها الاول امام جمهور غفير ضمن مشروع الكرامة الانسانية والحق في التنمية في مجال التطبيق "العدالة الان " الممول من برنامج الامم المتحدة الانمائى .

مخرج العمل المسرحى نعيم نصر الذى استطاع تعرية كم الانتهاكات التى يتعرض لها المجتمع الفلسطينى من خلال قدرته على تجسيد نموذج مصغر لواقع الاسرة الفلسطينية قال :" هذا عمل مسرحي يتناول وضع حقوق الانسان بفلسطين وانتهاك الكرامة الانسانية من خلال تسليط الضوء على نموذج مصغر من المجتمع وهى الاسرة من خلال فواصل تمثيلية منفصلة متصلة رصدت بواقعية الانتهاكات التى يتعرض لها كل فرد فى الاسرة (الرجل والمرأة والمسن) سواء كانت هذه الانتهاكات نابعة من الوضع السياسى من احتلال وانقسام ،او اقتصادى متمثل بالحصار وقلة فرص العمل وانعدام المساواة وتكافؤ الفرص ،الى الانتهاكات المجتمعية التى تفرضها بعض العادات والتقاليد ، التى انتجت بدورها اثار نفسية وشعور بالظلم والقهر الاجتماعي والغربة الداخلية لدى كل فرد من افراد الاسرة ."

ومن ناحيتها قالت الممثلة فايقة النجار:" رصدت من خلال دورى عدد من الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة بمجتمعنا بداية من تحميلها المسئولية عن الانجاب والنظرة لها بدونية فى حال عدم انجابها ، الى المرأة الموظفة المسئولة عن توفير احتياجات البيت مع رجل عاطل لا يتحمل اى مسئولية واعتبار الراتب حق من حقوقه ، اضافة الى التعامل ألا انسانى باعتبارها خادمة ،الى الاهل الذى يعاملونها على انها مكينة فلوس ولهم الحق بجزء من الراتب دون النظر لإنسانيها وكرامتها وطموحها فى اكمال دراستها العليا ، وتدخل الاخرين بتقرير مصيرها ، وفرض ماعليها أن تفعله في إطار العادات والتقاليد الفلسطينية البالية.

المحامى شحدة شراب من العيادة القانونية الثامنة اوضح ان الهدف من انتاج العمل المسرحى هو تسليط الضوء على كم الانتهاكات التى تتعرض لها الاسرة الفلسطينية من انتقاص لحقوقها الاساسية الملزمة التى لايجوز انتقاصها باى شكل من الاشكال وبضمانة القانون الفلسطينى وكافة القوانين والشرائع السماوية التى تحفظ حقوق والتزامات كل فرد بالمجتمع بما يتضمن لهم الحياة الكريمة ومشاركتهم الفاعلة في المجتمع .
المحامى محمود وافى اوضح ان اختيار العمل المسرحى جاء في اطار تكامل الادوات التى تنتهجها العيادة القانونية الثامنة من ورش توعوية وحلقات اذاعية وجداريات فنية لتعزيز مفهوم الكرامة الانسانية ، مؤكدا على دور الفن عموما فى تغيير الواقع

رصاصة الرحمة استطاعت ان ترصد بلغة فنية رائعة انتهاك الكرامة الانسانية بمجتمعنا الفلسطينى ومدى الحاجة الملحة لإطلاق رصاصة الرحمة في كل الاتجاهات وعلى مختلف المستويات لتغيير بعض المفاهيم والمعتقدات في اطار التحول باتجاه تعزيز وتكريس مفهوم الكرامة ، من خلال ثلاث ممثلين(محمد حمدان ، مفيد سويدان ، فايقة النجار ) أجادوا جميعهم لحدٍّ بعيد في التعبير عن ذلك .