غزة- وكالة قدس نت للأنباء
بعد مرور "25 "عاماً على إنطلاقتها، مرت خلالها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في مراحل مد وجزر، كما حال القضية الفلسطينية، حيث يتساءل كثيرون عن مستقبل هذه الحركة السياسي والإتجاه التي تنوي سلوكه، في ظل تطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
وأجمع محلالان سياسيين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة قدس نت للأنباء " اليوم السبت، أن حركة "حماس" تتجه نحو التعاطي مع العمل الدبلوماسي أكثر من العمل المقاوم في الفترة القادمة وبان تكون أكثر قبولاً على المستوي الدولي، ودون أن تنغمس بالإعتراف في إسرائيل وشروط الرباعية الدولية .
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن سياق تطور حركة "حماس" يتجه أكثر فأكثر تجاه المربع السياسي، وذلك لا يعني إعتارفها بدولة الاحتلال، أو العمل وفق شروط الرباعية الدولية، بل تبدي مرونه سياسية وتطلع بان تلعب دوراً أكثر فاعيلة على المستوي الفلسطيني والإقليمي والدولي .
ويوضح بأن "ما ساعد هذه الحركة على للوصول لهذه الحالة بأنها مستعده طوال الوقت بأن تدفع ثمن مشروعها، بجانب مخرجات الربيع العربي وفشل المشروع السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك أسس لها بان تكون شريكاً قوياً في القضية الفلسطينية , بينما الأفق مفتوح أمامها بان تكون الأهم في الساحة الفلسطينية لتعاطي مع القضايا ذات العلاقة بذلك ".
ويتابع" بأن ذلك يفرض على حماس بأن تمارس من موقع المسؤولية سياسة مختلفة عما قدمته في السابق، بأن تتجه نحو تطبيق المصالحة الفلسطينية فمستقبلها الواعد مرتبط بالمصالحة وبدون ذلك سيبقي يأخذ شكلاً فصائلي إلي حداً ما ويبتعد عن البعد الوطني الجامع , مرجحاً بانها ستسلك طريق المصالحة ".
وبين أن حماس تزاوج بين العمل السياسي والمقاوم، وربما يتقدم عملها الدبلوماسي في الفترة المقبلة أكثر، قائلاً " أشكال النضال متنوعة وتأخذ الأدوات المناسبة في كل فترة، والتجربة الفلسطينية جميعها تثبت أن الفصائل لم تلقي السلاح، فالقائد الراحل ياسر عرفات بدأ بالكفاح المسلح ومن ثم دخل أوسلوا ولكن في إنتفاضة الأقصي أسس كتائب شهداء الأقصى " .
ولفت عوكل إلى أن حماس فاوضت مرتين الأولي في صفة "وفاء الأحرار" وتضمنت إفراج عن الأسرى، والثانية في إتفاق التهدئة الأخير، وفي الحالتين جاءت بنتائج جيدة، متوقعاً عدم إلتزام الاحتلال بالتهدئة الأخيرة .
من جانبة يقول المحلل السياسي هاني حبيب :" إن حركة حماس تتوجه في المستقبل القريب لعملية مراجعة تعيد فيها مراجعة ما ترتب عن العدوان الأخير علي قطاع غزة , ما تسميه "حجارة السجيل " بعد التوصل إلي تهدئة مع الإحتلال ".
ويضيف " هذه المراجعة تنشئ قدرة لحركة حماس علي المجال السياسي بحيث تكون أكثر قبولاً علي نطاق أوسع مما كانت عليه، حيث تتطلع إلي أن تلعب دوراً أبرز ومحورياً على الساحة الفلسطينية العربية والإقليمية .
ويلفت المحلل السياسي، إلى أن جماعة الأخوان المسلمين سيعملون بان تكون حركة حماس أكثر قبولاً في المرحلة القادمة علي الساحة الدولية، وذلك يشير بأن حماس ستتمسك في التهدئة في القطاع التي تم التوقيع عليها وحالت الهدوء .
ويتابع أن " حماس شعارها الأساسي المقاومة ولن تلغيه , لكن ذلك لا يلغي أيضاً بأن تستخدم وسائل أخري في المرحلة المقبلة، ومن هنا كان واضح تأيدها خطوة القيادة الفلسطينية في التوجه للامم المتحدة لنيل العضوية، فالعمل الدبلوماسي لايتعارض مع العمل المقاوم ".
على صعيد علاقة حركة "حماس" في الفصائل الداخلية وخاصة ملف المصالحة، يقول :" أن هناك إشارات واضحة من قبل الحركة في إمكانية التوصل إلي المصالحة الفلسطينية , ولكن من وجهة نظري أنه مع وجود عقبات ستحول دون تطبيق المصالحة الفلسطينية ".
ويكمل أن " من هذه العقبات وجود الإشتراطات بين حركتي فتح وحماس , بحيث تري الأخيرة بأن أولوية المصالحة تكون في إعادة بناء منظمة التحرير , فيما ترفض فتح ذلك وتري بأن الأولوية في إجراء الإنتخابات الفلسطينية , وبإعتقادي لن تتحقق المصالحة حتي تتهيىء ظروف أفضل لتطبيقها " .
ويبين أنه بالفعل لم تعد قضية المصالحة فلسطينية بل هناك عوامل عربية وإقليمية تحول دون تطبيقها لمصلحة الخارطة السياسية الجديدة في المنطقة , ولأنها تريد التعامل مع نظام واحد قادر علي أن يضبط الأمن ويوفر الهدوء فيما تفتح المعابر ويفك الحصار بكامله عن قطاع غزة جواً وبراً وبحراً .