الأمن الداخلي لحماس ينتصر للأسرى

بقلم: فايز أبو شمالة


ماذا ستحصدون من الشوك؟ أي نصر ستجلبونه للأسرى الفلسطينيين من حكومة المالكي التي أهانت العراق؟ ألا تعلمون بأن مانح الموت لا يهب الحياة! وأن الذي تعود على تعذيب الأسرى العراقيين لا شفقة في قلبه على الأسرى الفلسطينيين! وأن من يستل خنجره ليطعن العراق غيلة فقد الشعور؟ فكيف تسمحون بعقد مؤتمر دولي للأسرى الفلسطينيين بين براثن الجلاد، وكيف تلوثون أطهر قضية في وحل الأحقاد؟ وما لون هذا المؤتمر الذي ينز من دم العراقيين، ويطفح من لحمهم الذي داسته الدبابات الأمريكية، ومزقته الحراب الصهيونية؛ التي سعت جاهدة لأن يتوج المالكي رئيساً لوزراء حاضنة العروبة بغداد.
كان يجب أن تمنع شرطة الحكومة الفلسطينية أي فلسطيني من المشاركة في مثل هذا المؤتمر الهزيل، كان يجب أن يثاب المرء رغم أنفه، وتقف قوى الخير وتحول دون مشارك وفد من قطاع غزة في مثل هذا المؤتمر، لأن مشاركة أي شخص من غزة فيه إهانة للمقاومة الفلسطينية، وفيه تحقير لمكانة الأسرى.
فما أروع جهز الأمن الداخلي لحماس! ما أروعكم وأنتم تمنعون الراغبين بالسفر باسم فلسطين، ما أروعكم وأنت تفضون بالقوة التحالف المقيت القائم بين حكومة المالكي التي شكلتها أمريكا في العراق، وتقدم كافة أشكال الدعم المادي والسياسي لها، وبين حكومة رام الله التي رضيت عنها إسرائيل، وتوفر لها كل أشكال الدعم المادي والسياسي.
وكم تمنيت ألا يشارك الأخ عيسى قراقع في هذا المؤتمر الذي سيقعد في الحادي عشر من هذا الشهر في بغداد، وأن يشكل موقفاً وطيناً رافضاً، كي لا تكون مهمة الأسرى الفلسطينيين تبييض المواقف السياسية للطغاة، وكي تتحقق الفضيحة لكل من سيشارك في مؤتمر اتفق عليه المالكي ومحمود عباس في ليل، وأعطوه غطاء الجامعة العربية التي انعقدت في سرت سنة 2010، وشارك فيها القذافي ومبارك وزين العابدين وبشار الأسد وغيرهم من القتلة، الذين يبدون الحرص على الأسرى الفلسطينيين، بينما هم في الحقيقة يعتقلون أبناء العراق وأبناء فلسطين وأنباء الأمة العربية بوحشية تفوق ما يقوم فيه الإسرائيليون !.
فما أروع غزة التي رفضت المشاركة في هذا المؤتمر! وما أروع جهاز الأمن الداخلي حين يمنع أي فلسطيني من المشاركة في مؤتمر مشبوه! فأرض غزة الطيبة المحررة المقاومة المنتصرة لا يقيم فوق ترابها إلا حر شريف نقي نظيف..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت