القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
اجمع خبراء ومختصين في الآثار الفلسطينية على وجود صعوبات وظروف منعت وتمنع التحرك باتجاه تطوير المفهوم الأكاديمي الأثري، ومن اكبر هذه الصعوبات وجود الاحتلال الذي ينفرد في بالتعامل مع أثار القدس بحسب أجندات تدعم مصالح إسرائيلية خاصة.
جاء ذلك في ورشة عمل عقدت بدعوة من جامعة القدس "المعهد العالي للآثار"- وحدة دراسات آثار القدس- في مسرح كلية هند الحسيني بعنوان:" آثار القدس الماضي الحاضر والمستقبل" وناقشت ثلاثة محاور، الاول: الحقب المختلفة في اثار القدس، الثاني: دور المؤسسات الاجنبية والمحلية والجامعات والمجتمع المحلي، الثالث: منهجيات وأثار القدس.
وبدأت الورشة بكلمة د. سري نسيبة حول أهمية علم الآثار وأهمية وحدة دراسات آثار القدس، وتخللها عدة جلسات بمشاركة أكاديميين ومتخصصين بآثار فلسطين.
وقدم الاستاذ بشير بركات محاضرة حول دور الأجداد في آثار القدس في الفترة العثمانية، تلاها محاضرة من الاستاذ غسان نجاجرة والاستاذ بهاء الجعبة تحدثا فيها عن الدور الفلسطيني والبريطاني في آثار القدس من الأعوام 1920 الى 1948م، فيما بعد انتقل الحديث إلى الدكتور مروان أبو خلف ودور المؤسسات الأجنبية في العمل في آثار القدس. ختم الدكتور هاني نور الدين الجلسة بورقة حول دور الاحتلال الإسرائيلي في آثار القدس.
دور المؤسسات المحلية والدينية والأجنبية في اثار القدس..
أما د. يوسف النتشة، فقدم ورقة حول دور دائرة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية في الحفاظ على التراث المعماري لمدينة القدس، فيما بعد تحدث الاستاذ اسامة حمدان عن دور المجتمع المحلي في آثار القدس.
بدوره تحدث د.عيسى الصريع عن موضوع دور المتاحف في القدس وتأثيرها على المجتمع المحلي، بعد ذلك تحدث الدكتور حامد سالم عن دور الجامعات الفلسطينية في آثار القدس.
اما الاستاذ جمال برغوث، فتحدث عن تاريخ القدس والروايات التوراتية الحد الأعلى والأدنى. بعد ذلك تحدث الدكتور عدنان عبد الرازق حول حائط البراق.
الآثار في الماضي والحاضر..
وتحدث عدد من المحاضرين عن الآثار في الماضي والحاضر، وبعد ذلك تحدث المحاضر بشير بركات حول دور الأجداد في الآثار وأعطى بعض المواقف المسجلة حول عمل هؤلاء في ما يتعلق بالآثار، بالإضافة إلى دور الحكومة العثمانية في ذلك من قوانين وعقوبات تم وضعها على بعض من عمل بطرق غير شرعية في ذلك.
أما محاضرة الاستاذ غسان نجاجرة والاستاذ بهاء الجعبة فتحدثا فيها حول الدور البريطاني والفلسطيني فيما يتعلق بآثار القدس في الفترة بين 1920 و1967، وكيف كانت الظروف التي حكمت الضعف الذي أصاب الدور الفلسطيني، وكيف خطط ونفذ البريطانيين مشاريعهم الأثرية من خلال الدراسة بالاضافة إلى بعض المجلات، وماذا حدث بعد ذلك خلال فترة حكم العثمانيين في ما بعد 1948 الى 1967م.
وتحدثت الدكتور مروان ابو خلف حول نشاط المدارس والمؤسسات الاجنبية بإتجاه آثار القدس خلال فترة الانتداب وما قبله، منها المدرسة الامريكية والفرنسية والالمانية والبريطانية والإيطالية، وانعكاس هذا النشاط من خلال المجلات العلمية المتخصصة والحفريات الأثرية في تلك المنطقة، وانشاء مكتبات يستخدمها طلاب العلم من الغرب.
وتناولت محاضرة الدكتور هاني نور الدين، الحديث عن دور الاحتلال في آثار القدس والنشاطات الأثرية الكثيرة في أجزاء مختلفة من القدس، كان من اهمها المنطقة أو الجهة الجنوبية للقدس القديمة وسلوان، وكيف تم تسويق وتمرير بعض الأفكار التوراتية التي تعكس منهج من عمل بها ومحاولتهم طمس تاريخ المدينة الحقيقي.
وتحدث الدكتور يوسف النتشه حول دور دائرة الاوقاف فيما يتعلق بآثار القدس، وبعض النشاطات التي حققتها دائرة الاوقاف، وتحدث ايضا حول الصعوبات التي تواجه الدائرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الحرم القدسي الشريف.
وتحدث محاضرة الاستاذ اسامة حمدان عن دور المجتمع المحلي والطرق التي يمكن من خلالها توصيل افكار عن تاريخ وآثار القدس للمجتمع المحلي بما يتضمن من طلاب مدارس وجامعات، بالاضافة الى سكان القدس بشكل عام وتوجيه عنايتهم الى المواقع الاثرية الغنية في القدس من الزيارات العلمية والارشادية، بالاضافة الى الحديث حول المشاكل التي تواجه تلك العلمية، وتناول ايضا الحديث عن بعض المواقع التي تم ترميمها كالكنسية الجسامنية.
واشار د. عيسى الصريع الى دور المتاحف في آثار القدس ومؤثراتها على المجتمع المحلي، وبين تاريخ تلك المتاحف في القدس، وكيفية نشأتها والعوامل التي ادت الى ذلك، كما تطرق الى موضوع الملكية وانتقالها بين الحكومات والانتداب والاحتلال الاسرائيلي، والمشاكل التي تواجه هذا الحق.
وتناولت الاستاذة عبير زياد الحديث حول عن الادلاء الساحيين في القدس، ودورهم في نشر التوعية فيها، وركزت على المصاعب التي يوجهونا هذه الايام من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكيفية سلب حقهم الطبيعي في ممارسة نشاطات التوعية السياحية، بالاضافة الى الحديث حول المؤسسات السياحية الاسرائيلية وممارساتها باتجاه نقل معومات مزيفة حول التاريخ والآثار الحقيقي عن القدس.
وتحدث د.حامد سالم عن دور الجامعات الفلسطينية باتجاه آثار القدس، وندرة الأبحاث المتعلقة بدور الجامعات في آثار القدس، اما دور المتخصصين في ذلك فهو ضعيف جدا بالمقارنة بعلماء الآثار الإسرائيليين، بالاضافة الى ذلك الظروف التي تحيط بالمتخصصين وكيفية تعامل الجامعات والعاملين فيها وعدم اعطائهم فرص معينة للتفرغ في البحث عن آثار القدس، وينبغي على هذه الجامعات ان تحاول اعادة النظر في التاريخ الذي يخص تاريخ القدس، وركز ايضا على وجوب ايجاد تعاون بين الجامعات.
وتحدث الاستاذ جمال برغوث عن فلسفة علم الآثار في القدس، وانقسام الدراسات التورايتة وظروف ذلك فيما بعد الحداثة، ودور بعض علماء الفلسفة في تطوير العلوم المختلفة، واستفادة علم الآثار من ذلك وكيف استفاد وتأسست المفاهيم الحالية حول الآثار وتاريخية ذلك والتأثير الذي خضعت له الدراسات التوراتية في هذا المجال، بالاضافة الى الحديث حول النظريات التوراتية حول وجود اليهود في فلسطين في بدايات العصر الحديدي الاول وعلاقة ذلك بالقدس.
أما د. عدنان عبد الرزاق فتحدث حول حائط البراق والطريقة التي اصبح فيها يسمى حائط "المبكى"، اي تاريخية استعمال اليهود لهذا المكان للصلاة، والنظريات المتعلقة في تفسير وجود هذا المكان جغرافيا حول قبة الصخرة والمسجد الاقصى المبارك، ومكان وجود الهيكل في تلك المنطقة.
أما محاضرة الدكتور حمدان طه (قرأها الدكتور حماد سالم) تحدث فيها حول علم آثار القدس، والتنقيبات الأثرية غير القانونية في القدس، ودور القانون الدولي في ذلك، الاتفاقيات التي تحظر القيام بهذه التنقيبات وان هذه التنقيبات يجب ان تكون تحت رعاية دولية، وتطرق الى احصايئات اجراءات الاحتلال في التنقيب وعددها في القدس والضفة الغربية وتراخيص الحفريات التي قاموا بها واصدروها الاسرائيليين. وكيف ركز اليهود على بعض البقايا الأثرية وتعزيز التاريخ اليهودي في القدس من خلال تلك البقايا، بالاضافة الى الحديث حول مباشرة التنقيبات بعد احتلال القدس في العام 1967م والتي تجري عادة بسرية ومجهولة النتائج لذلك فمن المشكوك به مدى مصداقية هذه التنقيبات.