مدلولات شعار الانطلاقة الـ 48 لحركة فتح

بقلم: مازن صافي


ولأنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني ولأنها عيلبون والكرامة والانتفاضة والقرار الفلسطيني وأخيرا الدولة الفلسطينية وعضوية الأمم المتحدة كان لابد لها وان يكون لها حضورها الذي لم يغيب .. هذه فتح التي كتبت رموز شعار انطلاقتها الـ48 .. شعار حاز على رضى وإعجاب كل من شاهده وتعمق فيه ولاحظنا أن صفحات الفيسبوك والتوتير وكافة الأدوات الالكترونية على الصعيد الفردي اعتمدوا هذا البروفيل الذي يرمز ويدلل على كثير من الثوابت والدلالات .
ومن هنا انطلقت في كتابة مقالي هذا ..
استند تصميم الشعار على 13 بند رئيس وهي :
الدولة الفلسطينية المستقلة وقرار الأمم المتحدة باعتماد فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة فلقد ظهرت في الشعار ودلالة على حصول فلسطين علي صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة بإجماع دولي .. وبالتالي فهو انتصار سياسي فلسطيني والانتصار السياسي بمفهومه أنه يمهد للسيادة وقيام الدولة الفلسطينية فوق الأرض الفلسطينية وهنا ظهرت مفردتين هامتين تدللان على ذلك " الدولة والانتصار " .. والانتصار هو انتصار مبادئ الثورة الفلسطينية التي أعلنت منذ انطلاقتها الأولى حتماً سننتصر إننا لمنتصرون وأكدت في كل المواقف والمنعطفات ومن وسط الصعاب والتحديات. وإننا حتماً لمنتصرون .. إذن انه الانتصار بالدولة في ذكرى الانطلاقة الـ48 لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ...

ومن هنا ظهر الرقم الذي توسط الشعار .. انه الانتصار الذي أغضب إسرائيل وبضع دول انحازت الى الهزيمة التي منيت لها دولة الكيان الاحتلالي .. انه الانتصار الذي ولد أيضا وصدرت له شهادة ميلاد عالمية كما قال الأخ الرئيس أبومازن .. الدولة والانتصار على إسرائيل التي عملت بكل صنوف الضغط السياسي والنفسي والأسلحة الفتاكة على اختلافها والحصار والعزل والعقوبات الجماعية وقتل القيادات وعلى رأسهم الشهيد الرمز ابوعمار ، إلى جانب الضغوط الدبلوماسية التي استهدفت منعنا من تحقيق أي فوز سياسي في المحافل الدولية ، وقام الاحتلال ومعه أمريكا بتوظيف جهوداً استثنائية في ميدان الترويح لسياستها الاحتلالية دوليا وإقليميا .. ولقد تطابق الموقف الأمريكي مع الإسرائيلي ولكن العالم قال كلمته بتصويت كبير جدا نعم لعضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة لهذا ولد الانتصار .


ولأن قضية اللاجئين تشكل جوهر في القضية الفلسطينية ولأن حق العودة ليس بدعة أو تسولا ، وإنما هو أساس من أساسيات مبادئ حركة فتح وأيضا أساس قرار اتخذته الأمم المتحدة ولا تزال تتمسك به ويتم تأكيده بلا توقف ، فلقد كان حق العودة الثابت الفلسطيني ثابتا في شعار الانطلاقة وشكل ذلك أساسا من أركان الدولة الفلسطينية وظهر في حرف اللام في كلمة الدولة " مفتاح " يرمز إلى حق العودة الثابت . إن قضية اللاجئين في مبادئ حركة فتح هي قضية مقدسة لا يمكن أن يتم العبث فيها وهي محور ارتكاز للحقوق الفلسطينية .

ولأنها الدولة فالقدس هي العاصمة ولهذا وجدت قبة المسجد الأقصى دلالة على القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة .. القدس التي حوصر من أجلها الختيار ابوعمار ورفض الاعتراف بالوجود اليهودي فيها وأنها للفلسطينيين ولهذا تم اغتياله بعد حصار ظالم وبعد مؤامرة كامب ديفيد التي قال فيها باراك لاءاته ومن أبرز هذه اللاءات : " لا للدولة الفلسطينية ، ولا لعودة اللاجئين ، ولا لسيادة فلسطينية على القدس " لهذا قالت فتح في انطلاقتها الـ 48 وعبر شعارها ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وان فلسطين من بحرها إلى نهرها تكسوها الكوفية الفلسطينية كوفية الثوار ورمز القضية في كل العالم .. فتح مرونة في التكتيك وثبات في الإستراتيجية … وها هو باراك ينهزم ويخرج من عالم السياسة وها هي فتح تتقدم وابوعمار حاضر فينا في ثورتنا وانطلاقتنا المجيدة وهنا هو الرئيس القائد أبومازن يعلنها دولة فلسطينية وفلسطيني ارفع راسك ..


ولأنها فتح التي رفعت صوتها دائما وهتفت نادي فلاسفة السلاح ورددي عاشت رجال الفتح عاصفة القتال كانت البندقية حاضرة في الشعار .. بندقية تمثل ألف الدولة وتتصل بالقدس والمقدسات حيث العاصمة وقلب القضية .. إنها فتح التي تؤكد من خلال انطلاقتها الـ48 إنها تتكلم من فوهة البندقية .. بندقية الفتح ديمومة الثورة وتؤكد أن غصن الزيتون لا يعني إسقاط البندقية وحين حملت فتح غصن الزيتون كانت العمليات الفلسطينية تعبر إلى قلب المحتل وتوجعه وها هي أيضا توجع المحتل بالانتصارات وحقنا في الدولة الفلسطينية ..


وتقدم فتح في انطلاقتها الـ 48 تحية الإجلال والإكبار لكل الأبطال في المعتقلات الاحتلالية ، ويظهر رمز الحرية من خلال الطائر الذي يفك قيده ويتحرر مغردا في سماء الحرية متجها الى القدس العاصمة والدولة ومحتفلا بالانتصار ومزهوا بالعودة والانطلاقة ،ومتجها ببصره الى ذكرى الانطلاقة الـ48 حيث الشمس التي تتوهج فيها فتح في انطلاقتها الـ48 كما هو ظاهر بالشعار حيث الشمس تحتضن الرقم 48 ، ولأنهم أسرانا الأبطال هم الجرح النازف في الخاصرة الفلسطينية، كانت قضية الأسرى حاضرة بقلها وعدالتها في شعار الانطلاقة ، ومن هنا نبرق بالتحية لكل أسرانا الأبطال ونعلم أيضا انه من عاش تجربة السجن يدرك كم هي طويلة وقاسية لكنه يدرك أنه لا مكان للاستسلام. وان بزوغ الفجر قادم ان شاء الله ...


ويظهر في الشعار علم فلسطين .. وتظهر ألوانه التي تعبر عن الطموح الفلسطيني فظهر اللون الأبيض ، والأسود والأحمر والأخضر وجاء العمل ليرفرف فوق الدولة ومؤكدا على حق العودة وحق الحرية للأسرى .. والجدير بالذكر أن علم فلسطين قد تم تبنيه في المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948 ، وتم الاعتراف بالعلم الفلسطيني من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني، وكذلك أكدت منظمة التحرير على ذلك في المؤتمر الفلسطيني في القدس عام 1964، وفي 15 نوفمبر 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية التي أعلنها الشهيد القائد الرمز ابوعمار في عام 1988. وليرتفع شامخا خفاقا فوق الأمم المتحدة في عهد الرئيس القائد محمود عباس في الانتصار التاريخي في 29/11/2012 . وعلم فلسطين رمز الحرية والوحدة التي تجلت هذه الأيام وسجلت صعودا نحو المصالحة ان شاء الله . وعلينا ان نتذكر ان هذا العلم قد استشهد فوق المئات ورفعه الأبطال وسجل رفعه في فترات الاحتلال تحديا ابهر العالم كله وليس بغريب أيضا ان يكون التطرف الصهيوني حاضرا وضد العلم الفلسطيني ، ففي يوم التصويت بالأمم المتحدة قام أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف ينتمون الى حزب "عظمة إسرائيل" المتطرف ونشطاء اليمين بحرق علم فلسطين أمام مكتب الأمم المتحدة بالقدس المحتلة، احتجاجا على قبول فلسطين دولة غير عضو واعتراف الهيئة الأممية بالدولة الفلسطينية. فهو يعلمون ان العلم هو رمزا من رموز السيادة الفلسطينية والدولة والانتصار وهو علم الانطلاقة أيضا وشعارها ..

وأما الدائرة التي تحيط بـ قبة الصخرة في المسجد الأقصى والتي ظهرت في شعار الانطلاقة فهي تشير ان القدس في العيون وان عيوننا ترحل إليها كل يوم وانه لن يكتمل حلمنا الا بدولتنا والقدس عاصمتنا وانه لا سلام ولا استقرار بدون القدس وهي بوصلة العمل الفلسطيني بكل ألوانه وتنوعاته . والدائرة تدلل على ان حركة فتح اعتمدت في استيراتيجيتها البعد الإنساني وتبنيها للقضايا الإنسانية بجانب البعد السياسي .. وهي دلالة على الانسجام والتوحد والتناغم الفكري على مدار سنوات الثورة والحالة الفلسطينية في مدها وجذرها وفي كل منعطفاتها ..

وها هي فتح اليوم تذهب صعودا الى انطلاقتها لتعالج أيضا في أدبيات الخطابات والمواقف هناك تداعيات الانقسام البغيض وأحداثه وتدافع وبكل قوة التاريخ الثوري والأسطوري عن وحدة الوطن والقرار المستقل والمستقبل والتحديات والهموم المشتركة وسوف تتغنى بالوطن وتنحاز الى صالح الوطن .. فتح تزف البشرى بان الانطلاقة قادمة وستحتفل بها من غزة البطولة والكرامة وبوابة الانتصارات والتاريخ الفلسطيني المعبق بالفتوحات .. فتح المصالحة والوحدة والثورة ستكون هنا في غزة والضفة والقدس والشتات وكل ما احتوته الكوفية ..


وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول لحركة فتح مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية ، وللجنة التحضيرية لمهرجان الانطلاقة ، و لمن صمم الشعار ومن قام على وضع زواياه والقضايا التي بني عليها شكرا جزيلا من القلب لهذا الشعار شعار الانطلاقة الـ48 لحركة فتح الديمومة والعاصفة والدولة ، وأخيرا وكما ظهر وكما قدمت في مقالي إن الشعار يتميز بالبساطة من حيث التصميم وتجانس المحتويات ورمزيتها وتجانس الألوان وواقعية وسيادية القضايا التي تناولها واشار لها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت