الأخ الرئيس أبو مازن ، نخاطبك بإسم أبناء حركة فتح ، وخاصة أولئك الغير موجودين في المواقع التنظيمية للحركة في الأقاليم أو المناطق ، والذين يُشكلون القاعدة الأساسية للحركة ، وهم الذين يدافعون عنها ، ويدفعون الثمن الغالي نتيجة أخطائها وسوء الإدارة فيها ، نتيجة غياب الرؤية وغياب الإستراتيجية التنظيمية الواضحة لتفعيل الحركة ومؤسساتها في محافظات غزة .
تتابع الكوادر الحركية اليوم الإنجازات المتتالية لشعبنا وقيادتنا وفصائلنا ، تلك الإنجازات التي تمثلت في انتصار شعبنا وصموده الأسطوري إبان العدوان الأخير على قطاع غزة ، وكذلك الانتصار السياسي والدبلوماسي الذي تتوج بحصول فلسطين على دولة مراقب بالأمم المتحدة ، وهذا بالتأكيد ما رفع من معنويات شعبنا وغير مجرى الأحداث ونقل البوصلة باتجاه القدس الشريف كعاصمة أبدية لدولة فلسطين حلمنا وهويتنا التي لا يمكن أن نتنازل عنها .
رسالة الكادر الفتحاوي اليوم هي أن الكُل الوطني ينتظر المصالحة الوطنية الفلسطينية ، بشرط أن تُعيد هذه المصالحة الحقوق لأصحابها ، وتُعيد الكرامة لفتح وأبنائها ، وتعيد البسمة على شفاه المظلومين والمقهورين .. مصالحة يكون أساسها استعادة العلاقات الاجتماعية الحقيقية وإزالة كُل ما شاب هذه العلاقات وفق رؤية واضحة للتعويض عن الخسائر التي لحقت بالكثير من القطاعات نتيجة أحداث الانقسام ... مصالحة وطنية تؤسس لشراكة سياسية حقيقة على أسس واضحة لا تحمل ضمنها أي نوايا للمحاصصة أو الإنفراد أو تكريس مفهوم الحزب والتنظيم الواحد .
رسالة الكادر اليوم هي مع أهمية بناء حركة فتح على أساس الرؤية التي تتوافق مع القاعدة الفتحاوية والكوادر الميدانية ، بعيداً عن الشخصنة والإقصاء وتصفية الحسابات ، وأهمية الانطلاق بعملية الإصلاح وفق ما يتطلبه وضع قطاع غزة على وجه الخصوص ، بما يأخذ بعين الاعتبار الجغرافيا ونوعية الكادر ومواقع القوة والضعف في الحركة ، لأن الكادر الفتحاوي وبكل صراحة لديه الكثير من العطاء ، وهذا ما يستوجب على الرئيس والقيادة ترتيب أوضاع الحركة من هذا المنطلق ، وعدم الاكتفاء بإرضاء شريحة لا يمثل الأغلبية لدى الكادر الفتحاوي على حساب الأكثرية .
رسالة الكادر الفتحاوي اليوم للأخ الرئيس ، هو الوفاء بما تعهد به في المؤتمر السادس ، وهو الحفاظ على إرث الحركة ووجودها وترتيب بيتها الداخلي ، وعدم السماح بوجود التكتلات والإصطفافات ، وهذا يتطلب ضرورة إجراء المصارحات الداخلية وصولاً للمصالحات الحقيقية ، بعيداً عن المناطقية والشخصنة لأن فتح أهم من الأشخاص ، وفلسطين أهم من كُل الفصائل والمواقع .
هذه هي رسالة الكادر الفتحاوي في قطاع غزة ، والذي يتمسك بحركته ويُريدها أن تكون حركة قوية ومتماسكة ، تعود لطبيعتها في طليعة الفصائل التي تقود مسيرة شعبنا في مشروعه الطويل الذي بدأنا برسم خريطته في 29 نوفمبر ، نحو التحرير الكامل وزوال الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، دولة ديمقراطية يعيش فيها الجميع سواسية ، بعيداً عن التعصب والحزبية ، دولة تكون حقيقة واقعية لشعب ضحى وناضل وقدم شهداءه دمائهم من أجل أن يراها حرة مستقلة .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت