بيت لحم - وكالة قدس نت للأنباء
وجهت وزارة الإعلام التابعة للسلطة الفلسطينية رسالة عاجلة إلى مسيحي العالم، قالت فيها :" تدق أجراس الميلاد الحزينة، ويتكرر صدى السيد المسيح وابتهالات السيدة العذراء مريم، في ميلاد جديد وجديد، يكرر نداء:"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".
ككل ميلاد عزيز، منذ ما يزيد عن ستة عقود، نستلهم رحلة سيدنا عيسى، وحكاية العذراء-البتول السيدة مريم، لنتذكر من حواف بيت لحم التي تبكي مهدها، وكذا تفعل مساجدها، هذا الاحتلال اللعين، وجدار كراهيته البغيضة، ومستعمراته التي تعيث في الأرض الفساد.
من بيت لحم وحقل الرعاة وكنيسة المهد ومن جوار باحات الأقصى والحرم الإبراهيمي، وعلى أسوار الجثمانية والبشارة، نطلق رسالة أمل وخلاص للعالم، لننعم بالحرية، وليتوقف شلال دمنا، ونهب أرضنا، واستيطانها واستلابها وإقامة جدران كراهية، وتدنيس مقدساتها المسيحية والإسلامية، والتطاول عليها بالحرق والرسوم المسيئة للسيد المسيح وللنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد آن الأوان ونحن نضيء شجرة الميلاد بالحرية، ونُزين ساحات المهد والقيامة والبشارة وكل كنيسة بالأنوار والنجوم، أن ننعم بالشمس والحرية، وأن يرحل هذا الاحتلال الطويل والبغيض، إلى غير رجعة.
ونحن نستلهم كفاح السيد المسيح ومخاض العذراء مريم وكل فصول الميلاد والعذاب والجهاد لسيدنا عيسى وأمه، نتذكر المبادئ الرفيعة لرسول السلام عليه السلام، مثلما يتحد مع تعاليم نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذ نبارك لمسيحي الأرض، والمحتفلين بالميلاد، نطلق لهم نداء حرية وصرخة سلام وأمل، ونتساءل: أما حان الوقت لهذا الليل أن ينجلي؟ أما جاء وقت النهاية لمخاضنا العسير؟ أما آن الوقت للمهد والقيامة والأقصى أن تنعم بسلامها وأمنها وحريتها؟
لقد عاث الاحتلال ببلادنا الخراب، وتجرأ على مقدساتنا، وشوه أديرتنا، ولطخ صورة كنائسنا، وحاصر مساجدنا وحرقها وهدمها، من دون أن يتدخل العالم الحر للجمه وإيقافه عند حده. مثلما قتل ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويهلك الحرث والنسل، ويواصل احتجاز أسرانا في منافي الحياة، ويقطع أوصال أرضنا، ويدمر البيوت، ويقيم الحواجز، ويقطع الطرق، وينهب أموالنا، ويفعل ما يحلو له في سمائنا المستباحة ومياهنا المنهوبة وجبالنا السجينة، ووديانا المحاصرة، وسهولنا المعزولة.
وكتلك البشارة التي جاءت لسيدتنا مريم، شهدنا بشارة الحرية بلحظة تاريخية حين أعادت 138 دولة في العالم، الاعتراف بنا في الأمم المتحدة كدولة غير عضو، في خطوة هامة للخلاص من ثقل الاحتلال، وقيوده. وهي مناسبة أن نهنئ المحتفلين بالميلاد فيها وفي كل أرض، ونقول لهم: وأنتم تضيئون شجرة ميلادكم، ولأننا نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلاً، تذكروا موتنا وظلمة أرضنا وقبور شهداء حريتنا ومنافي أسرانا. وأنتم تذهبون لكنائسكم التفوا إلى مهدنا وأقصانا وحرمنا الإبراهيمي. وقولوا للاحتلال: أرحل، كفاك قتلاً ودماراً، لقد حان الوقت للمسرة والسلام والحرية.