حرارة أمعائهم الخاوية وبرودة الساسة وصناع القرار

بقلم: فؤاد الخفش


توقعت أن تحرك صرخات أمعاء تلك الثلة المضربة والتي تخوض نيابة عن الأحرار حرباً مفتوحة بلا "وساطات" أو "حلول وسط" ، جمود وبرود القادة والسياسيين وتخرجهم من حالة صمتهم "الغريب" وتكسر الجمود الذي لفهم وتعطيهم مادة "حارة" كحرارة أمعاء المضربين عن الطعام .

الحديث عن الأسرى المضربين مادة وحدث ما بعده حدث ترفع كل من أراد الحديث عنهم وخصوصاً أولئك الذين يعشقون الكاميرات والأضواء والخبر الأول في كل وسائل الإعلام ولكن حتى هؤلاء لم نرهم تفاعلوا واهتموا بأمرهم والسبب .. لا تفسير علمي مهني لديّ .

بحّت أصوات عائلات المضربين كما جفت أمعاء المضربين عن الطعام وهي تناشد المسؤولين والقيادات والفصائل بضرورة التدخل السريع والعاجل فمر الشهر الأول والثاني وها هو الشهر السادس سينتهي دون أن يخرج "الباردون" عن صمتهم ويتحركوا حركة توازي حرارة صوت تلك الأم التي لم يدفأ صدرها بعناق فلذة كبدها حتى أعاد الاحتلال اعتقال ولدها المحرر في صفقة الوفاء للأحرار الشراونة أيمن والعيساوي سامر .

وقفات خجلة لا ترقى أبداً لآلام أسير مضرب عن الطعام لم يستعمل المرحاض منذ أشهر وقد سدت أمعاؤه ، ولا يستطيع النوم فالأفكار تحاصره وتلاحقه في كل وقت وحين ، فهل أصابت برودة الساسة والمسؤولين جماهير الشعب وبات لا يهتم بمصير هؤلاء ...

في مكان ليس بالبعيد عن مستشفى الرملة حيث الشراونة والعيساوي ، هناك ثلاثة رجال أبطال قرروا أن يخوضوا معركة أخرى رفضاً للاعتقال الإداري وكأنهم يقولون سنأخذ على عاتقنا محاربة هذا الغول الذي يلاحق الأسرى المحررين .

فطارق قعدان القائد ، وجعفر عزالدين المجاهد ويوسف شعبان الفذّ وضعوا نصب أعينهم هدفاً لا تراجع عنه ، سنحطم الاعتقال الإداري ، وهم بذلك لا يبحثون عن مجد أو مكانة أو بوستر وإن كان حقاً علينا رفع صور هؤلاء على رؤوسنا ولكن هم أرادوا أن يفعلوا ما لم تستطع فعله كل المؤسسات الرسمية والحقوقية والفصائل والمنادين بحقوق الإنسان إنهاء الاعتقال الإداري .

حركتهم وفعلهم ومعركتهم هذه هي معركة كل أسير محرر جرب الاعتقال الإداري ، هذا السيف المسلط على رقاب المحررين والفلسطينيين وأبناء الشعب المحاصر ، هي معركة الأسرى الإداريين الذين لا تبرير لعدم انخراطهم في هذه المعركة واتخاذهم موقف المراقب الخجل علماً أن مكانهم يجب أن يكون مكان المهاجم السرش كما فعلها ويفعلها قعدان وشعبان وعزالدين .

عشرات وأقل هي الفئة المتفاعلة مع هذه القضية ، في ظل عدم اكتراث يذكر إطلاقا لقضيتهم على لسان القادة الفلسطينيين المنشغلين في إتمام المصالحة التي قد لا تتم ، والحديث عن اللاجئين الذين لن يعودوا في الوقت الحاضر ، وشجب الانتهاكات بحق مدينة القدس التي لن تنتهي دون ذكر حديث عن الأسرى المضربين .

على كل حال لا أنتظر من أحد بعد هذا المقال أن يتحرك ولم أقصد من هذا المقال تجريح أحد أو فئة ولكن أردت أن أسجل موقفاً وأعلن أننا لن نسامحكم أو نحترمكم إن أصاب أياً من هؤلاء أي مكروه لا سمح الله .. وإلى أن تفيقوا من سباتكم العميق لكم الله أيها المضربون دفاعاً عن حريتنا وكرامتنا لله فهو الناصر والمعز .


جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت