القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
يواصل تسعة شبان مقدسيين إضرابهم المفتوح عن الطعام بساحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويجسد الشبان بهذه المبادرة حالة وحدة فلسطينية هدفها إعلاء صوت الأسرى الفلسطينيين للعالم اجمع، كي ينظر إلى قضيتهم في ظل الظروف القاسية والصعبة والمعاناة التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال والتي تشكل انتهاك واضح لكافة القوانين والمعاهدات الدولية المتعارف عليها.
مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" في القدس المحتلة زارت الخيمة التي يعتصم فيها الشبان التسعة المضربين عن الطعام بساحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسلط الضوء على مبادرتهم، لاسيما في ظل ضعف حالة الحراك الشعبي والرسمي مع قضية الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في السجون وتجاوز اثنين منهم الـ6 أشهر.
ويقول الشاب احمد الجعبة (21 عاما) المضرب عن الطعام لليوم السادس:" كشاب مقدسي لا يوجد بيدي اية حيلة من اجل نصرة قضية الأسرى إلا بالإضراب".
ويضيف أن "هدف هذه المبادرة انقاد حياة الأسيرين المضربين عن الطعام لأكثر من نصف عام، الأسير سامر العيساوي من القدس والأسير ايمن شراونة من الخليل والذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد أن تم الإفراج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمت بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية."
ويقول الجعبة " إنهم (الأسيرين) يدخلون في موت تدريجي، والكل في صمت مدقع، لذلك أشارك في هذا الإضراب من اجل لفت نظر المجتمع الدولي والتدخل من اجل انقاد الأسيرين".
حسام دنديس(29 عاما) مضرب عن الطعام لليوم السادس أيضا يؤكد أن "سبب الإضراب هو حالة الصمت الدولي والعربي والشعبي، وعدم وجود من يدعم قضية الأسرى حتى المؤسسات الدولية لا تقوم بالدور اللازم من اجل التحرك، لذلك هذه الوسيلة الوحيدة من اجل الضغط على الصليب الأحمر من داخل مقر الصليب الأحمر".
ويشير بان هذه اللجنة الدولية هي المسؤولة عن" تقديم المساعدات للأسرى وتحصيل حقوقهم داخل السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن الشارع العربي لايرى الموضوع من ناحية انسانية، لذلك قررنا السير على نفس النهج ومحاربة الاحتلال بنفس امعائهم الخاوية ،من اجل ابراز وجهة نظرهم، ودعمهم".
ويقول الشاب دنديس :" في بداية الإضراب كنا فقط 3 شبان أما الآن فنحن 9شبان، تم تقسيم الإضراب إلى نوعين: إضراب مفتوح واضراب متناوب أو متتالي، يعني أي شخص ممكن أن يحضر إلى خيمة الاعتصام و يعلن إضرابه لمدة 24 أو 48 ساعة هناك باعتبار هناك الكثير من الأشخاص لا يستطيعوا ترك منازلهم أو عائلاتهم.
اما شقيق الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي ( شادي العيساوي) الذي دخل الإضراب يوم السبت فيقول:" إن الشعب الفلسطيني في صمت حتى القيادة السياسية لا يوجد لها أي تفاعل مع الموضوع بالرغم من وجود العديد من المبادرات في الكثير من المناطق".
ويضيف:" انتفض الشبان المقدسيين وخاصة بعد رؤية الاعتداء الوحشي من قبل القوات الإسرائيلية على سامر في المحكمة قبل أيام، لذلك اتخذوا هذه الخطوة الفردية والتي هي ليست تابعة لأي منظمات أو جهات رسمية".
ويقول الشاب موسى العباسي مضرب عن الطعام لليوم الرابع، :"نحن وحدة واحدة بجميع الفصائل لذا نريد أن نؤكد إلى جميع الأسرى أننا نحن في مدينة القدس السابقون من اجل الوحدة الوطنية ودعم صمود الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المضربين عن الطعام منذ فترة طويلة".
وتابع حديثه:"نحن نوجه رسالة إلى كل العالم من اجل دعم صمود الأسرى، فالصليب الأحمر نقطة الالتقاء لأهالي الأسرى وباعتبارها منظمة دولية ممكن أن يكون هناك حماية بسيطة من قبلهم وخاصة في موضوع الاعتصام وتجمع اكبر عدد ممكن من الأشخاص أو من اجل المبيت".
ويقول العباسي:" في البداية لم يكن هناك أي تعاون من قبل الصليب الأحمر، أردنا توفير الخيم من اجل المبيت لكن تم رفض المبيت وفرض مغادرة الخيمة قبل الساعة 5 مساء، أما الآن اشترط الصليب مبيت عدد لا يتجاوز عن 10 أشخاص وعدم تواجد أي ضيوف بعد 10 مساء".
ويوضح الشاب المقدسي بان قوات الاحتلال حاولت ليلة أمس السبت (22-12) اقتحام ساحة مقر الصليب الأحمر لإخلاء الخيمة، لكن رفض حراس الصليب الأحمر فتح الباب الرئيسي.
الممرضة نهال عبد الرحمن مسعفة في جمعية اتحاد المسعفين العرب تتواجد بجانب الشبان المضربين من اجل ضمان الوضع الصحي لهم.
وتقول عبد الرحمن إنه "لحد هذه اللحظة الوضع مستقر ولا يوجد أي تتدهور وخاصة بالنسبة للضغط والسكري"، مؤكدة عدم وجود أي خطر حاليا.
وبينت بان هناك تخوف لبعض المضربين من انخفاض مستوى السكر في الدم أو انخفاض مستوى الضغط, ولذلك يتم إعطاءهم ماء وملح إذا انخفض الضغط وماء وسكر إذا انخفض السكر.
ويستمر خمسة أسرى فلسطينيون بالإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم إداريا هم: الأسير أيمن الشراونة (36 عاما) من بلدة دورا قضاء الخليل ، والأسير سامر العيساوي (33 عاما) من العيسوية قضاء القدس(منذ ستة أشهر تقريبا)، وانضم إليهما في الإضراب عن الطعام ثلاثة أسرى منذ شهر تقريبا هم : الأسير جعفر عز الدين (41 عاما) والأسير طارق قعدان (40 عاما)، وكلاهما من بلدة عرابة قضاء جنين، وكذلك الأسير يوسف شعبان شافع ياسين (29 عاما) من قرية عانين قضاء جنين.