هل تعود السلطة للمفاوضات مع إسرائيل..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
يبدو أن المفاوضات قدرا لا يفارق السلطة الفلسطينية، فما تلبث إن توقفها حتى تعود لها من جديد، أو يدور حديث بإمكانية عودتها، فقد كشف مسئول فلسطيني رفيع عن مبادرة عربية ستطرح الشهر المقبل لتحريك العملية السلمية بعد الانتخابات الإسرائيلية .

وتتضمن المبادرة إطلاق مفاوضات لمدة ستة شهور بعد الانتخابات الإسرائيلية يرافقها تجميد الاستيطان خلال هذه الفترة وينقل المصدر أن وفدا من لجنة المتابعة العربية سيتوجه الشهر المقبل إلى جهات دولية وأعضاء" اللجنة الرباعية " لطرح هذه المبادرة .

"وكالة قدس نت للأنباء " استطلعت أراء الفصائل الفلسطينية حول المفاوضات والموقف منها، وما إن كانت الظروف التي تحيط بالسلطة من ضغوط دولية وأزمة مالية تعيشها والمضايقات الإسرائيلية عليها في ظل عدم توفير شبكة الأمان العربية حتى اللحظة دوافع تجبرها بأن تدخل في مفاوضات جديدة .

فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم حركة "حماس"، قال :" إن حركته سيكون لها موقف رسمي إذا ما تمت هذه المفاوضات بشكل جدي رسمي، لافتاً أنه حتى هذه اللحظة الحديث عن عوده للمفاوضات هو حديث يدور في الإعلام ".

وطالب السلطة الفلسطينية بان تستخدم أوراق القوه وأن تمزق الأوراق التي أضعفتها منذ سنوات عديدة ومنها أطلاق يد العنان للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، والارتكاز على الظهير العربي، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية للاتفاق على إستراتيجية مقاومة .

وأوضح برهوم ، أن السلطة ربما مازالت تعرض المفاوضات على الاحتلال، ورغم الظروف الصعبة التي تحيط فيها إلا أنه لا مبرر للغت الاستجداء في حين مازال الاحتلال يمارس الاستقواء على الشعب الفلسطيني .

من ناحيته أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، عبر عن رفض حركته أي مفاوضات مع الاحتلال قادمة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة حتى وإن تم فيها تجميد الاستيطان .

وبين المدلل، أن المفاوضات عقدت الأمور أكثر، بل إن الاستيطان كان يزداد حدته أثناء المفاوضات السابقة التي كانت تجري، موضحاً أن على السلطة مسؤولية بان تعيد الثقة بينها وبين الشعب الفلسطيني والأمة العربية ألا تعود لهذا الطريق مرة أخري .

وتطرق إلى الأمة العربية وقال :"عليها مسؤوليات بأن تدعم الفلسطينيين وتقدم لهم العون لأنهم من يدافعون عنها وعن فلسطين والمراهنة عليهم وليس على أمريكا وعلى العدو الصهيوني فهما ليس قدرنا" .

وكان صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نفى الإنباء التي تحدثت عن وجود مبادرة عربية جديدة لاستئناف عملية السلام، قائلا ان "ما سيجري هو عملية تطوير لمبادرة السلام العربية حسبما أقر في اجتماع الدوحة الأخير ".

وقال " في حديث للإذاعة الفلسطينية :"ان القيادة الفلسطينية لن تبقى صامتة إزاء الممارسات الإسرائيلية غير الأخلاقية في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة فيما يتعلق بالاستيطان ".

رباح مهنا عضو المكتب السياسي لجبهة الشعبية، رفض العودة للمفاوضات تحت اى عنوان لآن هذه الأداة جربت عبر 20 عاماً ولم نحقق فيها شيء وخاصة أن الأستيطان يتسع والاحتلال لم يزل والجدار قائم وقتل أبناء الشعب الفلسطيني مستمر .

ووصف الحديث عن إطلاق مبادرة مفاوضات جديد بعملية الضارة , قائلاً " يجب أن نتجه إلي تفعيل دور المقاومة والعمل الدبلوماسي على المستوي الدولي لمحاصرة دولة الاحتلال دون اللجوء للمفاوضات من جديد ".

وأضاف أن الاستيطان مستمر منذ أتفاق أسلوا وحتى اليوم ولا يمكن وقفه إلا من خلال تفعيل دور المقاومة لأنها وحدها هي التي يمكن أن توقف الاستيطان المتسارع في جميع الأراضي الفلسطينية .

من ناحيته قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، رغم الظروف الصعبة التي تمر فيها السلطة الفلسطينية إلا أنها يجب ألا تخضع للإبتزازات والضغوط الدولية , وأى مبادرة لإطلاق مفاوضات جديدة عربية و غير ذلك, يجب أن تضمن تجميد الاستيطان , وتستند إلى مرجعية دولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م .

وأوضح أن الواجب فعله الآن يتمثل في كيفية تجسيد الاعتراف في عضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة , وعدم تفريغ هذه الخطوة من ضمنها من خلال الاتجاه في مسارات عديدة , منها تصعيد المقاومة الشعبية , وانجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية، ومطالبة جامعة الدول العربية بالإفاءة وتوفير شبكة الأمان المالية التي تبلغ 100 مليون دولار , والفلسطينية العربية حتى تتمكن السلطة من الصمود بوجه الضغوطات التي تقع عليها .

كما دعا العوض ، إلى الاستثمار التضامن الدولي الواسع الذي حصلة عليه فلسطين مؤخراً والمتمثل بالاعتراف الواسع بعضوية فلسطين من قبل اغلب دول العالم، والعمل على الانضمام إلى كل المؤسسات الدولية "16" من ضمنها محكمة الجنايات الدولية , لافتاً أن اى مبارده يجب أن تستند إلى دعم الشعب الفلسطيني بما حققه في الاعتراف الاممي مؤخراً وانتصار غزة .

يجدر الذكر أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد قال لصحيفة " الحياة اللندنية " "إن هناك مبادرة عربية لاستئناف عملية السلام , تقوم على إطلاق المفاوضات لمدة ستة شهور، بعد الانتخابات الإسرائيلية، يرافقها تجميد للاستيطان خلال هذه الفترة".