لم يعد احد يعرف كيف تقوم قيادة هيئة فتح في غزة بإدارة أمور الحركة بالشكل المطلوب كما وكيفا، وما هي الأساليب الديمقراطية المتبعة للتواصل والمشاركة مع القاعدة الفتحاوية من اجل الحفاظ على كينونة الحركة التى محياها الجماهير الفتحاوية التى تقول كلمتها بعيدا عن هيئة قيادة غزة الفاقدة للقيادة والتأثير، والجميع يستشعر اليوم ويدرك تمام الإدراك أن المزاجية الفردية هي المسيطرة في التكييف التنظيمي للهياكل من أقاليم واطر الحركة والفعاليات التنظيمية، وما حصل مؤخرا من تكليف أعضاء قيادة الأقاليم وفقا لمزاجية بحثه لشخوص بعينهم بعيدا عن المصلحة العامة الفتحاوية وافتقارا للمعايير التنظيمية المتعارف عليها بالعرف التنظيمي، حتى انه خلال ثلاث شهور تم تكليف ثلاث أمناء سر إقليم وتغيير ثلاث هيئات قيادية لنفس الإقليم الواحد خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة، وهذا دليل واضح على حالة الإفلاس التنظيمي لقيادة فتح بغزة والمزاجية بعيدا عن استشارة الكادر الفتحاوي وضربا بعرض الحائط للنظام الأساسي المعطل وهدم لمبدأ العمل الجماعي بروح فريق العمل التنظيمي الواحد وعدم المعرفة والتخبط باتخاذ القرار، وما بالكم من قائد هيئة غزة ينسحب من اجتماع لمجموعة من قيادة إقليم أثناء مواجهته في امر تنظيمي معين يترك الجلسة زعلان، وتلك حكاية من حكايات وقصص وتجارب لا تعد ولا تحصي مع هيئة قيادة غزة.
إن البناء التنظيمي لحركة فتح في غزة بعيدا عن المزاجية له تأثيره البالغ في الحركة الأمر الذي يؤدي إلى تمتع القادة بقدر كبير من الحرية , والتوقع منهم قدرا كبيرا من المبادرة , وتحمل المسؤولية, وهكذا فان معرفتنا بخصائص البناء التنظيمي تساعدنا على تحقيق فهم أفضل لما يصدر عن القادة من سلوك، ولكن الكثير سوف يستغرب من المفردات الواردة في المقال والبعض يجزم بأنه لا يوجد بالتنظيم هذا المسمى إلا انه في الواقع موجود وكل فتحاوي ينخرط بالعمل التنظيمي ولو بفترة وجيزة سوف يؤيد هذا المصطلح "المزاجية" التي هي مع الأسف بازدياد بشكل ملحوظ، هذه المزاجية تبدأ بالظهور عندما لا يوجد للعمل التنظيمي نظام وسياسة واضحة ولوائح تنظيمية توضع من قبل فريق متخصص لعمل مسار جلي وواضح يتبعه الجميع، والتفرد في اتخاذ القرار من قبل شخصية قيادية مشرفة على فتح غزة مغرر بها وبعيدة كل البعض عن الواقع مستندا في قراراته الى التقارير الكاذبة والكيدية وأحيانا سماع كلام كاذب من أشخاص كاذبين هوايتهم الكذب من أجل البقاء في الموقع وفي ظل صمت أعضاء اللجنة المركزية، ومن البديهي أن تكون الفرصة سانحة لمتقلبي المزاج من قيادة غزة للتعامل مع الأمور وفقا لتلك المزاجية ومن يقدم الولاء والطاعة لهم باي ثمن يستطيع ان يكون في موقع قيادي متقدم, فالمزاجية تلعب دورا رئيسيا على البيئة المحيطة وبالتالي على اتخاذ القرارات وجميع المخرجات العامة للعمل التنظيمي لا تكون بالشكل المطلوب والمتوقع، وإذا كان هناك مقولة منتشرة ومألوفة عند كثير من أبناء التنظيم ألا وهي " الرجل المناسب في المكان المناسب" وينادي بها أغلبية الفتحاويون بشكل بديهي, ولكن للآسف هذه مجرد شعارات تعود اللسان على نطقها، وللآسف إن "مبدأ تكافئ الفرص" بين الأطر الفتحاوية غير مفعل وغير مطبق.
ليس من الصدفة الحديث عن تنظيم فتح بغزة ولكن حقيقة الأمر الواقع تتطلب تقييم العمل التنظيمي في الوقت الذي كثر فيه الحديث من هيئة غزة عن إعادة البناء التنظيمي وترتيب وضع الأقاليم بطريقة غريبة عجيبة تعتمد على العقلية الفردية ونظام الصفقات داخل الهيئة القيادية وآليات الاختيار والترشح، والادهي من ذلك التغيير بين الحين والأخرى في الإقليم الواحد اكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة وإعفاء مكلفين بدون أي مبررات فقط لأنهم أصحاب موقف ورؤي تنظيمية سليمة ويعارضون التفرد بالقرارات ويتم مكأفاتهم بطريقة هيئة غزة الخاصة بالإقصاء وإنهاء الخدمة.
إن فتح غزة غزة اليوم بحاجة ماسة على قيادة فتحاوية جديدة تمتلك التجربة والقدرة على العطاء وتعيد لفتح زخمها الثوري على أسس ومعايير المشاركة بعيدا عن المصالح الشخصية التي يخطط لها البعض للوصول لعضوية المجلس الثوري وسباق الزمن والقيام بالتعيين والتكليف بطريقة مزاجية للوصول إلى ما يرغب فيه في ظل الحديث عن انعقاد المؤتمر الحركي العام، لذلك يتحتم على أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح الوقوف بجدية على وضع الحركة في غزة قبل فوات الأوان وتصحيح المسار التنظيمي ووضع أسس ولوائح مدروسة على أسس ومعايير علمية تتبع من قبل القيادة في الحركة لتفادي المتقلبات النفسية للعنصر البشري, فوجود نظام وإجراءات تحدد سير العمل التنظيمي والمشاركة الجماعية فان العملية تتغير وتتحول من مزاجية إلى عقلانية وهذا هو المطلوب.
بقلم: رمزي النجار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت