أعيدوا الهيكل وقانون المحبة نصابا لفتح

بقلم: شفيق التلولي


انطلاقة فمحطات ومؤتمرات أول فثاني وثالث فرابع وخامس ثم ....... سادس ، مناطق فأقاليم .. هيئة قيادية وقطاع غزة .. مجلس ثوري فلجنة مركزية وأما بعد ،،

لسنا هنا بصدد سرد حروف تاريخ حركة التحرير الوطني الطويل والذي تجلت روعته منذ انطلاقة الشرارة الأولى على يد قوات العاصفة شعلة كفاحها المسلح ، وهذا ليس من باب الإستخفاف أو القفز عن مجرى التاريخ وإنما علينا استخلاص الدروس منه فالعبرة بالنتائج .

فمنذ أن عقدت حركة فتح مؤتمرها السادس بعدما فصله زمنا طويلا عن المؤتمر الخامس وما ساد هذا الفاصل من محطات واجتهادات ونجاحات واخفاقات وما اعتراها من غياب لهياكل الحركة وآليات عملها وفقا لأنظمتها ولوائحها وأدبياتها وأبجدياتها ، إذ كنا قد استبشرنا خيرا بأن هذا المؤتمر التاريخي هو بمثابة محطة هامة ستعيد للحركة هيبتها ومجدها وعلى الرغم من جل التجاوزات القانونية التي حملها ذلك المؤتمر وتجاوز عنها أبناء الحركة أملا في الولوج بالمؤتمر ليفضي إلى قيادة للحركة تأخذ بها إلى الأمام وتحافظ على كينونتها وسيرورتها في مواجهة ما عصف بالحركة من احداثيات طالت النظام السياسي الفلسطيني برمته من خلال فوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية والتي جرت في عام 2006 وما تبعها من انقلاب عسكري لها على رأس الشرعية الفلسطينية في عام 2007 مما غيب حركة فتح سياسيا وعسكريا عن ساحة قطاع غزة والذي نزع أيضا من المنظومة الوطنية الفلسطينية وحضنها الشرعي .

غير أن النتائج التنظيمية لهذا المؤتمر جاءت بخلاف المأمول ، وعاد ليسود الحركة حالة من غياب لأطرها وهياكلها ناهيك عن حالة التجاذب والإستقطاب والإستزلام والتي باتت تتغلغل فيها من جديد مما أثر سلبا على القاعدة الفتحاوية العريضة والفت من عضدها ، وتمثل ذلك على وجه الخصوص في قطاع غزة وما شهده في الآونة الأخيرة من اعادة استحداث ما سمي بالهيئة القيادية لحركة فتح مرارا وتكرارا وما تبعه من تشكيلات لأطر وهياكل الحركة في الأقاليم والمناطق وغيرها إذ شهدت سجالات واجتهادات عدة ربما أفضت لإستكمال هذه الأطر غير أنها لم تحقق ما نصبو إليه حتى هذه اللحظة مع أن حركة فتح هي بأمس الحاجة لوحدتها في مواجهة ما يتربص بها من تحديات جمى على كافة الأصعدة .

واليوم وإذ يجتمع المجلس الثوري لحركة فتح في هذا التوقيت الهام على أبواب العام الجديد وبعد النصرين العسكري والسياسي اللذين حققتهما كل من المقاومة والدبلوماسية الفلسطينية معا في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وانتزاع الإعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب في الأمم المتحدة واستعدادا لخوض جولة جديدة من الحوار مع حركة حماس من أجل انجاز واتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ومع ما يجري من استعدادات للإحتفال بالذكرى الثامنة والأربعين لإنطلاقة حركة فتح المجيدة وثورتها المعاصرة وما تتعرض له الحركة في قطاع غزة من مماطلات ومراوغات من قبل حركة حماس ورفضها على المكان الذي تقترحه حركة فتح لإقامة مهرجانها فيه وتحفظها على أماكن أخرى مفترضة عبر ذرائع واهية من أجل ثنيها عن إخراج مهرجان انطلاقتها الجماهيري الكبير بما يليق بوزنها الجماهيري وحجمها الوطني ومكانتها السياسية وعمقها التاريخي
عبر ذرائع واهية ، وكذلك فإن المجلس الثوري قد يوصي أيضا للجنة المركزية فيما يخص إعادة تشكيل للهيئة القيادية في قطاع غزة ، فيما ينتظر الكل الفتحاوي ما سيتمخض عن هذا الإجتماع ومن ثم قرار اللجنة المركزية بما يحفظ هذه الحركة ويعيد لها دورها الريادي في قطاع غزة .

إذن نحن ومرة أخرى في انتظار تحد جديد والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون بمقدور المجلس الثوري واللجنة المركزية الإحتكام لنظام الحركة فيما يخص قراراتها وفي مقدمتها تشكيلات أطرها المختلفة وخصوصا في قطاع غزة كي تخرج من قمقم الشخصنة والإستزلام ، كما وأن الأمر في غاية البساطة إذا ما أراد الجمع القيادي للحركة الإبتعاد عن التعقيد بمعنى أنه حينما لجأت الحركة في الماضي لإستحداث اطر قيادية للضفة الغربية وقطاع غزة كان هناك في كثير من الأحوال حلقة مفقودة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري بواقع التقادم الزمني أي قبل انعقاد المؤتمر السادس بالإضافة لبعض الضرورات الجغرافية وغيرها وكان المجال واسعا جدا للإجتهاد والتأويل مما استدعى لأن يستعاض عن ذلك بتشكيل قيادتين لكل من قطاع غزة والضفة الغربية ، أما اليوم وقد اكتمل النصاب القانوني فيما أنتجه المؤتمر السداس فالأجدى أن نعود إلى قواعد وهياكل التنظيم السليمة ، بمعنى أن تكتفي بلجان المناطق ولجان الأقاليم والمكاتب الحركية للمنظمات الشعبية والمهنية والمجلس الثوري واللجنة المركزية ومن الممكن إدارة شؤون قطاع غزة الفتحاوية من خلال مكتب التعبئة والتنظيم في اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري ممن هم في قطاع غزة وأمناء سر الأقاليم وأمناء سر المكاتب الحركية للمنظمات الشعبية والمهنية ولا ضير من رفدهم ببعض الكادر التنظيمي المتقدم إذا لزم الأمر وليسمى مكتب التعبئة والتنظيم للحركة في قطاع غزة أو ولتسمه اللجنة المركزية ما شاءت من تسميات ، المهم أن تخرج الحركة من حالة التيه والتأويل والتشرذم والمصادرة والإختطاف حتى تنطلق أطرنا وتتحرر من الأدراج .

لعلنا نعيد الهيكل وقانون المحبة ليكونان نصابين لحركة فتح فهي ماضي ومستقبل الشعب الفلسطيني وحاضنته الحنونة التي ستمنحه الحياة على الرغم من كل سياسات الإحتواء والإختزال والإستحواذ التي طرأت على الساحة الفلسطينية بفعل ما أنتجته المرحلة من تحولات في المنظومة السياسية الفلسطينية .

وأخيرا وإذا ما صدق القول فيما وافقت حركة حماس لحركة فتح على اقامة مهرجان انطلاقتها على أرض السرايا فلنكن على درجة كبيرة من المسؤولية الوطنية والأمانة الفتحاوية الثورية ولنتجه سويا وجميعا معلنين النفير العام نحو هذا الزحف الجماهيري الوطني الكبير لنشكل لوحتنا الفتحاوية ببياض الياسمين حاملين أعلام فلسطين ورايات الفتح وصور الشهداء لنصوغ هويتنا بوحدتنا الفتحاوية والوطنية ولنسقط كل المراهنات والمزايدات على شرذمتنا وانقسامنا لتبقى جذوتنا متقدة ولنعمد قانون المحبة في مهرجان الإنتصار .

عاشت الذكرى .. وإنها لثورة حتى النصر .. وكل عام وأنتم خير

غزة في /
28/12/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت