لم تكتفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين unrwa بتقليص خدماتها في مخيمات الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ، متحججة بعدة أمور أهمها الأزمة المالية ، وعدم توفر الدعم من المانحين الدوليين لتنفيذ الخدمات بالشكل المطلوب ، إضافة لأمور أخرى لا نعلمها ولم يتم الإعلان عنها ، وبإعتقادي أنها تتعلق بتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بتوجهات أمريكية .
ومن الأمور التي تتخذها وكالة الغوث كتبرير لتقليص الخدمات ، هو ازدياد عدد اللاجئين في العالم وخاصة خلال السنوات الأخيرة كنتيجة طبيعية لثورات الربيع العربي ، وهذا بالتأكيد مبرر غير مقنع لأن قضية اللاجئين هي من اهتمامات الدول الموجودين فيها بالتنسيق مع دول كبرى في العالم وبمشاركة الأمم المتحدة ووكالة الغوث جزء أصيل منها .
ما نتحدث عنه هو إجراءات على أرض الواقع ، تتم في مدارس وكالة الغوث ، إما بعلم رئاسة الوكالة ودائرة التربية والتعليم فيها ، أو بتطنيش واضح منهم ، وخاصة بالطلبات المتكررة من مدرسي ومعلمي المدارس للطلبة ، فيومياً يضطر ولي الأمر لدفع مبلغ من المال ثمن إما ورق الامتحانات ، أو ورق التصوير ، أو كراسات المراجعات للامتحانات ، برغم وجود الكتب المدرسية التي توزع في المدارس وبها المنهج المقرر وهذا ما يتعارض مع وضع أولياء الأمور ، والذين أصلاً من أزمات مالية متكررة وحالة اقتصادية صعبة وعدم وجود آلية واضحة لدفع الرواتب .
وكالة الغوث ومدارسها وُجدت لتقديم خدمة التعليم المجاني للاجئين الفلسطينيين ، هذه الخدمة ضمن أهم عناصر وجود هذه المؤسسة الدولية الخدماتية ، ولطالما أصبحت مدارس الوكالة تكلف أولياء الأمور الأعباء المالية ، فما الهدف من وجودها أصلاً ، ولماذا تقوم بتجزيء خدماتها وتقلصيها والتلاعب بها ، وصولاً لهداف لا يعلمها إلا الله ، والأجدر من وكالة الغوث أن تتحول لمؤسسة خاصة وان تحول التعليم المجاني إلى تعليم برسوم سنوية أسوة بالمدارس الحكومية والخاصة .
المواطن الفلسطيني أصبح يتمنى الموت اليومي ، فبالإضافة للوضع الاقتصادي الخانق ، واحتياجات الأسر والأطفال ، وصولاً إلى تراكم الديون والقروض والاحتياجات ، ناهيك عن انسداد الأمل بحياة أفضل ومستقبل آمن في ظل تراكم المشكلات الإنسانية والاقتصادية والسياسية ، وانعدام الرؤية بحل سياسي مع إسرائيل ، مع كُل هذا لم يعد يتحمل المواطن وولي الأمر طلبات المدارس والمصاريف الزائدة عن الحاجة ، والتي باعتقادي تتم لخدمة خاصة لبعض المدرسين ومدراء المدارس ، حتى يتم تقييمهم بأنهم يوفرون على الوكالة المصاريف .
&&&&&&&&&&
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت