الإبراهيمي ... سوريا .... بين خيارين الجحيم أو الحل السياسي

بقلم: علي ابوحبله


ما يجري على الأرض السورية ليس بثورة شعب على نظام وإنما تدخل خارجي يستهدف سوريا ومكونات الشعب السوري ووحدة الأرض السورية والشعب السوري بهدف تدمير المؤسسة العسكرية للجيش العربي السوري ، حين تصبح سوريا بوجهة نظر البعض ارض جهاد والقدس والأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي لا يقصدها الجهاديون فلا بد من إمعان النظر في حقيقة ما يجري في عالمنا العربي ، هل هو التغيير بحسب المشروع المخطط للشرق الأوسط الجديد الهادف لتقسيم عالمنا العربي إلى دويلات تصبح فيه إسرائيل احد مكوناته الرئيسية كقوة مهيمنة ومسيطرة على امن ألامه العربية ، ويهدف المشروع للشرق الأوسط الجديد إلى بث الفتن العرقية والطائفية التي تؤدي للحرب الطائفية المذهبية كتلك التي يشهدها العراق والتي قد يمتد لهيبها لتشمل المنطقة برمتها ، تصريحات الأخضر الإبراهيمي في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع لافروف لم يأتي من فراغ وإنما في سياق التقييم للأخضر الإبراهيمي لحقيقة الوضع في داخل سوريا وحقيقة الصراع على سوريا ، الإبراهيمي في تصريحاته إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي يتعين علينا جميعا العمل بلا كلل من اجل حل سياسي ، محادثات الإبراهيمي لافروف مواقف محذره يغلب عليها طابع التشاؤم إذ خير الإبراهيمي السوريين بين حل سياسي للازمه أو ( الجحيم ) محذرا من ( الصومله ) في وقت أعرب فيه الإبراهيمي عن تفاجئه من رفض الائتلاف الوطني المعارض دعوته إلى حوار مع النظام معتبرا ان ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود رغم تأكيده وجود فرصه للحل السياسي . وبوجهة نظر الإبراهيمي ان تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع ملاحظا ان الخطر قائم من ان تتحول سوريا إلى صومال ثانيه ، وما تهدف إليه التصريحات هو ان هناك من لا يريد لسوريا ان تكون دوله قويه وان تحتفظ بموقعها الممانع ، وغير ذلك فان المتآمرون على سوريا لا ضير لديهم بصوملة سوريا لتصبح دوله مفككه ومقسمه ومجزئة بلا جيش قوي يحافظ على وحدتها وتماسكها وان تحكمها مجموعات مسلحه تتقاتل فيما بينها وتتقاسم المغانم والمكاسب هذا ما يهدف المتآمرون على سوريا لانجازه وتحقيقه ، المؤامرة على سوريا أصبحت واضحة المعالم والرؤيا لما يجب ان تكون عليه سوريا وعلى السوريين معاودة التفكير في كيفية إعادة بناء سوريا وفق منظور يقوم على التوافق بين السوريين وان تسود لغة الحوار والوصول لرؤيا مشتركه تؤدي إلى تحقيق الحرية لكل السوريين بفكر سوري يغلب عليه الطابع الوحدوي والفكر الوحدوي الذي على أساسه ينظر العرب لسوريا ان توحد شملهم وتجمع فيما بينهم لتكون بوصلتهم الحقيقية تحرير الجولان وفلسطين وتحرير القدس والأقصى من الاحتلال الإسرائيلي ، لا ان تصبح سوريا جزء من منظومة تحقيق الأمن لإسرائيل ، ان حقيقة ما يجري في سوريا هو صراع بين مشروعين ، مشروع يقوم على انخراط سوريا في منظومة الأمن والتعايش السلمي المشترك بما يحقق الأمن لإسرائيل بحدودها الكبرى وهيمنتها على مقدرات ألامه العربية واستمرارية احتلالها للأرض الفلسطينية والقدس والجولان والأراضي العربية المحتلة ضمن ما تسعى لتحقيقه ما تسمى دول الاعتدال العربي التي قبلت بالهيمنة الامريكيه الصهيونية والقبول بالقواعد الامريكيه على أراضيها بعد ان تمكنت أمريكا الحاضنة للمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد من تدمير الجبهة الشرقية المتمثلة في دولة العراق وتقسيم العراق بما في أوهامهم يخدم هذا المشروع الذي لا بد وان يشمل سوريا ، المشروع المقاوم مستهدف من قبل أصحاب المشروع الأمريكي الصهيوني ما تتعرض له سوريا ليس هدفه إسقاط النظام في سوريا فحسب بل ما يهدف المتآمرون على تحقيقه من مشروعهم للشرق الأوسط الجديد تدمير مكونات ألدوله السورية ، فما تتعرض له سوريا تدمير لمكوناتها وبنيتها التحتية والاقتصادية ، وهو تدمير يستهدف بنية الجيش العربي السوري وتفكيك بنيته وهيكليته العتاديه والقيادية وهو استهداف لتصفية كل العقول المبدعة والمنتجة والفكرية للشعب السوري خدمة لأهداف غير سوريه ، ان التفكير والإمعان في تصريحات الإبراهيمي الذي وضع السوريين بين خيارين لا ثالث لهما الحل السياسي أو الجحيم ، ان يقود السوريين مليا للتفكير في حقيقة ما يواجه سوريا الوطن والشعب وحقيقة التآمر على سوريا التي هي مستهدفه بموقفها وبموقعها الجغرافي ، فهل يعقل ان تسعى أمريكا لتحقيق الحرية والديموقراطيه للشعب السوري وهل تركيا حقا حريصة على حقوق السوريين وان كان كذلك لماذا لا تعيد سوريا لواء الاسكندرونه المقتطع من الأراضي السورية ، وان كانت تركيا حريصة على عدم المس بمكونات ألدوله السورية فما معنى وتفسير التحالف التركي مع قوات حلف الناتو ونصب صواريخ الباتريوت لتهديد سوريا والسوريين ، وما حقيقة التحالف الذي يربط قطر والسعودية والأتراك وما هية المصالح التي تجمعهما باستهداف سوريا ، هل تحققت حرية الخليجيين لتسعى تلك الدول لتحقيق حرية السوريين ، وهل تحققت حرية الفلسطينيين وتحررت الأرض الفلسطينية لتصبح سوريا ارض الجهاد ، وما حقيقة توجهات اردغان الذي يمني النفس في الصلاة في الجامع الأموي الكبير ، هل الحرية التي ينشدها السوريين هي تلك التي ترتبط فيها تركيا بعلاقاتها مع حلف الناتو وإسرائيل وهل حقيقة ما ينشده السوريين هو بتحقيق أهداف اردغان لتصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي جراء تآمرها على سوريا ، وما حقيقة تصريحات الرئيس المصري في خطابه في مجلس الشورى ان مصر لاعبا إقليميا وأنها ترفض التدخل الدولي في الشأن السوري وان النظام في سوريا لن يكون جزء من الحل أليس في هذا تدخلا في الشأن الداخلي السوري وجزء من المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ، ان ما يتعرض له الوطن العربي وما تتعرض له القضية الفلسطينية من حصار لشعبها ومن استيطان يستهدف ارض فلسطين ويستهدف تهويد القدس إنما يستهدف الأمن القومي العربي الذي هدفه تحقيق امن إسرائيل على حساب المصالح القومية العربية، ما جرى ويجري في عالمنا العربي يفتقد لمعنى الثورات التي في معناها وفكرها تغير جوهري في هيكلية وبنيان الانظمه التي كانت قائمة ، لكن حقيقة ما نشهده من تغيير تحت مسمى ثورات الربيع العربي هو امتداد لتلك الانظمه التي قبلت بالاستظلال والحماية الامريكيه وقبلت بالتطبيع مع إسرائيل وبالاتفاقات ألاقتصاديه الأمر الذي لابد من التفكير مليا ان سوريا بين خيارين الحل السياسي أم الجحيم لان الذي يستهدف سوريا ليس بثورة وإنما استهداف لان تصبح سوريا جزء من منظومة المشروع للشرق الأوسط الجديد الذي في واقعه وحقيقته يهدف إلى تدمير سوريا فهل ينقذ السوريين دولتهم من الهلاك والدمار الذي يستهدف مكوناتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت