ما أروع الفتح أهدافا ومنطلقات, وما أجمل الفتح في كفاحها أسلوبا, وفي دقة إدارتها للازمات. ما أروع الفتح بجماهيرها وقت الحرب والسلم وفي الكوارث والأزمات. ما أروع الفتح برجالها ونسائها وشبابها, ومن فيها من أشبال وزهرات. ما أروع الفتح برصاصتها الأولى, بقنبلتها وقذيفتها, بحجر في يد شبل وآخر في يد زهرة, يوم ابعد العرب رجالها عن حدود النار في الأردن, وعن لبنان بعد أن أصبحت ساحة المواجهات.
ما أروع عظمة قادتها الأحياء منهم والأموات , من احمد موسى أول شهيد لها مرورا بمن قذف الأحجار بوجه الاحتلال, ومن أطلق الصرخات . ما أبدع الفتح عندما تسامت على جراحها في كل محطة من محطات نضالها رغم الألم, رغم المؤامرات.
رحمكم الله يا قادة الفتح كنتم النخبة وتوجتم أقوالكم إلى انتصارات , رحمك الله يا ياسر , يا نبي القضية, يا صاحب الأفعال الساحقات الماحقات, رحمك الله يا خليل الوزير, يا قائد العاصفة التي أحببت وبها من اجل فلسطين آمنت , فهى من جسدت الحلم, وهي وحدها من تحقق الأمنيات.
ما أعظم الفتح التي انطلقت بالفاتح من يناير عام الخمسة والستين,التي حولت اللاجئ إلى مقاتل من اجل فلسطين, ما أروع الفتح التي حولت النكسة إلى كرامة والتف حولها الملايين وتسابق الشيب قبل الشباب لمعسكرات الثورة والفدائيين , وفي عجلون والأحراش كانت البطولة , والرجولة كانت في دبين , وفي جبال الشيخ بين الثلوج كان الدفء أكثر من أحضان أنظمة العرب المتصهينين منهم والمتخاذلين , وفي لبنان انتصر القرار المستقل واسقطت الفتح الوصاية والتبعية والاحتواء وكان القرار وكانت البندقية من اجل فلسطين, وفي قلعة الشقيف والرملة البيضاء وفي بيروت كان الصمود ,وكانت البطولة رغم انف الحاقدين والمتآمرين.
وفي غزة والضفة كانت السلطة بسواعد رجالها كنواة لدولة على حدود السبعة والستين وعيون الفتح ما زالت مفتوحة على تحرير فلسطين كل فلسطين , وفي غزة العزة رفضت المواجهة والصدام حقنا للدم لان صراعنا مع العدو لا مع المغرر بهم, أو مع المندسين , ورغم الدكتاتورية وحالات الاستئصال كانت الوحدة هدفها, ولم تثير القلاقل ولم تحاول المواجهة مع أخوة الدم ,وكنا حماة وسندا لهم في ساحات المواجهة والميادين .
هي الفتح التي آمنت بغيرها وأرادت منهم أن يكونوا عونا لها لا عليها مستأسدين ,هي الفتح التي آمنت بالانتخابات فصلا بين الحق والباطل , وما بين البنادق إن كانت حرة أو مأجورة لاختيار من هم أحرار وطرد كل من هم لأجندات خارجية تابعين.
هي الفتح التي حرص قادتها على خدمة الشعب وكانوا الأصلب في العمل من اجل الدولة ,من اجل الملايين ,ولم تكن كما غيرها من بعض الفصائل تجار دم وسماسرة وفي الدين متملقين , ممن يرفضون المصالحة وعلى صدورنا ما زالوا جاثمين , بشعارات الدكتاتوريات وما كان يقوله حكام العرب المخلوعين.
في ذكرى انطلاقة فتح الثامنة والأربعين هي الدعوة لكم أن تجددوا البيعة لها بان تزحفوا إلى ساحة السرايا من كل مدن ومخيمات غزة وقراها والحشد في كل الميادين ,لأنها الأصلب في حماية حقوقنا, والأكثر إخلاصا بكفاحها من اجل فلسطين , فهي الفتح التي أحببت, وبها آمنت والى ساحة السرايا مع إخوة الدرب سأكون أول الزاحفين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت