غزة- وكالة قدس نت للأنباء
احتفل سكان مدينة الزهراء في قطاع غزة ذات الكثافة السكانية والمنتمين لحركة فتح على طريقتهم الخاصة بإلإنطلاقة 48 لحركة فتح، فقد تجمع آلاف الأشخاص من شبان ورجال وعائلات، ليل الاثنين في شوارع ومربعات الأبراج في المدينة رافعين صور حركة فتح والأعلام الفلسطينية وصورتي الرئيس الشهيد ياسر عرفات والرئيس القائد محمود عباس، وهم يغنون ويرقصون ويهتفون للفتح في عيدها 48 غير مكترثين بالبرد القارص الذي يعاني منه القطاع ، فيما فضل معظم الأطفال إقامة الاحتفالات على أسطح الأبراج السكنية وفي المنازل والشقق التي جمعتهم بأطفال عائلات أخرى تبادلت التهاني واضطرت في النهاية إلى المبيت في منزل المضيف وأشعلوا الشموع ورفعوا رايات الفتح خفاقة في كل ركن من أركان منازلهم.
وتجمع آلاف المواطنين في مدينة الزهراء في الشوارع، خصوصاً على دوار المدينة الرئيسي، يرقصون ويغنون في ظل إطلاق الألعاب النارية. كما سهر الكثير منهم حتى ما بعد منتصف الليل رقص شبان في الشارع وأخذوا يقرعون الطبول ويلتقطون الصور لبعضهم بعضاً باستخدام هواتفهم المحمولة، فيما كانت الأغاني تنطلق من أجهزة التسجيل الصوتي في السيارات.
وبمنتصف الليل أطلق سكان المدينة المفرقعات في الهواء احتفالا بالذكرى الثامنة والأربعون لتأسيس حركة فتح، كما أضاءت الألعاب النارية السماء وساعد انقطاع الكهرباء الذي أغرق المدينة في الظلام على زيادة ضيائها.
وقالت إم سري (37 عاما) التي كانت مع زوجها وأطفالها في سيارة على دوار المدينة بينما كانت شقيقتها مع أسرتها في سيارة قريبة مع أطفالها وزوجها «على رغم توفر كل وسائل الراحة في البيت لكن الفرحة أجمل وسط الشوارع وبين الناس».
وقالت أم علي، إحدى المحتفلات في مدينة الزهراء «كانت الاحتفالات العام الماضي غير آمنة، ولكنها جميلة هذا العام. أشعر بالتفاؤل بنجاح تمتين الجبهة الداخلية وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
أما أحمد (42 عاماً) وهو كادر فتحاوي ونقيب في جهاز الدفاع المدني، فلم يخف فرحته برؤية شبان يرقصون في شوارع الزهراء. وقال: «لدي إحساسي بعودة الحياة الى طبيعتها تقريبا في غزة الحبيبة».
وقال حسن أبو علي الذي جاء للاحتفال بالعام الجديد مع زوجته وأولاده الثلاثة «نشعر بالأمان حاليا في شوارع غزة، لذلك خرجنا وأطفالنا نحتفل بإنطلاقة حركة فتح وبالعام الجديد». مضيفاً بأنه يأمل من الله أن تكون هذه السنة هي سنة خير ووئام للشعب الفلسطيني، مقدماً التهنئة إلى أبناء حركة فتح وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس.
من جهته، أكد سائق سيارة الأجرة نبيل محسن (25 عاماً) وهو يراقب الألعاب النارية «إنها المرة الأولى التي نحتفل بإنطلاقة فتح بهذه الطريقة منذ ما يقارب 5 سنوات».
وقالت الطالبة ندى وليد (22 عاماً) التي كانت ترتدي الكوفية الفتحاوية وترفع راية حركة فتح « لقد تغير الوضع للأفضل ونحن سعداء للغاية خاصة نحن الفتيات». مؤكدة بأنها لم ترى مكانا به سعادة وفرح مثل هذا المكان منذ فترة طويلة. متمنية من الله عز وجل أن تكون هذه الذكرى العطرة يوماً لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وعودة الأسرى إلى عائلاتهم ليشاركوا أطفالهم بالأعياد والمناسبات السعيدة.
أبو أحمد السعدي رئيس نادي مدينة الزهراء والقيادي الفتحاوي في المدينة قال في هذه المناسبة أن فتح ستبقى طليعة العمل الوطني النضالي، فهي التي فجرت شرارة الثورة في الفاتح من يناير من العام 1965 لتعلن بذلك ميلاد عهد جديد بدأ بالكفاح المسلح، فتحولت مخيمات اللجوء وساكنيها إلى معسكرات تدريب ولتبدأ مع نضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة إلى جانب شعبنا في الأرض المحتلة مرحلة تكريس الهوية الوطنية والسياسية الفلسطينية على الأرض، وكذلك في المحافل الدولية، وتخوض معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، لتنتقل حركة فتح وعبر مسيرة طويلة من المقاومة البطولية والعمل الفدائي والسياسي والدبلوماسي إلى مربع الاعتراف الدولي بحقوق شعبنا الفلسطيني في تقرير المصير والإقرار الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف السعدي أن فتح بتاريخها وحاضرها، بشهدائها الأبرار وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، وبأسرى الحرية، تعاهد شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد أن تبقى الوفية والأمينة للأرض والشعب والحقوق الثابتة وللشهداء والأسرى، وأنها على العهد والقسم بمواصلة المسير والنضال.
ويحتفل سكان قطاع غزة وخاصة في مدينة الزهراء كل عام في هذه الأوقات بانطلاقة حركة فتح مجددين العهد والبيعة لقادتهم الأوائل شهداء حركة فتح على المضي قدماً نحو تحقيق الأهداف والثوابت الوطنية الفلسطينية.