جنين - وكالة قدس نت للأنباء
لم تتسطع الأسير المحرر نسيبة جردات أن تخفي كم المشاعر الهائل الذي تحمله لرفيقات دربها الأسيرات المعتقلات في سجون الاحتلال الاسرائيلي خلال حديثها عن تجربتها الإعتقاليه والسبع الشهور العجاف التي أمضتها في زنازين القهر .
نسيبة جرادات (30 عاما) من بلدة زبوبا في مدينة جنيين والتي أفرج عنها يوم الأحد الموافق 30/12/2012 وفي مقابلة مع مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان تحدثت عن اعتقالها، وعن مشوار سبعة شهور من الألم والحرمان من الأهل والأولاد، فنسيبة أم لطفلان، وهم: البراء(10 أعوام)، وآلاء( 11عام).
وتقول نسيبة: " ولدت في عمان وكنا نسكن أنا وعائلتي في عمان، إلا أنني تزوجت في جنين، وأنجبت براء وآلاء، وأردت في الوقت ذاته إكمال دراستي في الجامعة، واخترت الدراسة في الجامعة الأردنية تخصص (معلم صف) ، وكنت أحضر للضفة بين حين وآخر، حتى تخرجت حصلت على البكالوريوس".
وتضيف نسيبة: "جئت إلى الضفة بتاريخ 3/2/2012، وبقيت في جنين شهران، ثم رجعت إلى الأردن لإكمال إجراءات التخرج، وما أن أنهيت أموري، حتى رجعت للضفة بتاريخ 20/6/2012، وهو تاريخ الاعتقال".
وتكمل الأسيرة المحررة جرادات:" تفاجأت وأنا على جسر الليمبي بجنود الاحتلال يهاجمونني بطريقة بشعة للغاية، وأرادوا حينها أن يحققوا معي، وبالفعل اقتادوني إلى غرفة داخل الجسر، وحققوا معي مدة ساعتين متتاليات، وسألوني عن سبب تكرار المجيء والذهاب إلى الضفة والأردن أكثر من مرة خلال فترة قصيرة، فشرحت لهم الأسباب، إلا أنهم لم يقتنعوا، واقتادوني بعد تعصيب يدي وعيني ووضعوني في الجيب العسكري".
وتتابع نسيبة:" وصلت إلى مركز تحقيق الجلمة، وهناك وضعوني في زنزانة لمدة شهر كامل، مع تحقيق وتعذيب نفسي مميت، لدفعي للاعتراف، وتوجيه تهم لي لا أساس لها من الصحة، ومن ثم تم تحويلي إلى سجن هشارون".
وتقول نسيبة:" خلال فترة اعتقالي لم أرى أولادي، الأمر الذي تسبب لي بمعاناة أخرى من نوع آخر، فكنت دائمة القلق عليهم، وكنت أتمنى رؤيتهم ولو لدقائق معدودة، علها تخفف عني ألم البعد وألم الأسر".
وتتابع نسيبة:" بعد خمسة شهور من اعتقالي تقررت لي محكمة، وفيها صدر الحكم ضدي بالسجن سبعة أشهر، والتهمة مساعدة منظمات جهادية".
أوضاع مأساوية في السجون وحالات مرضية..
وحول ظروف السجن والاعتقال، تقول نسيبة:" في السجن المعاناة الحقيقية، التي يكتب عن كل منها قصة، وفي السجن المرار والقهر الذي لن يشعر به إلا من ذاقه، فهناك الأسيرات المريضات اللواتي لا يقدم لهن العلاج، وهن بوضع صحي سيء، أمثال الأسيرة لينا الجربوني، كما تحدثت نسيبة عن الوضع العام داخل المعتقل: حيث الرطوبة والمجاري المفتوحة، وانعدام النظافة، وامتلاء الغرف بالفئران".
وأشارت نسيبة في حديثها لموضوع مهم وخطير، وهو وجود الأسيرات الجنائيات مع الأسيرات الأمنيات، الأمر الذي يشكل إزعاجاً للأسيرات الأمنيات، بسبب وضع هؤلاء الجنائيات، وسلوكياتهن المنحرفة، والألفاظ النابية التي تستخدمهاالأسيرات الجنائيات، مؤكدة نسيبة أن الوضع في غاية الخطورة ".
التفتيش المهين ورحلة البوسطه الصعبة..
كما تطرقت الأسيرة المحررة نسيبة جرادات، للتفتيش الذي يمارس عند خروج كل أسيرة للمحكمة، مشيرة إلى أن هذا النوع من التفتيش يسيء للأسيرات ومشاعرهن ويتسبب بالإيذاء النفسي، الذي يخدش كرامتهن.
كما أضافت جرادات:" التنقل عبر البوسطة أثناء الذهاب إلى المحكمة يشكل لنا معاناة كبيرة، فلا يوجد مكان فيها للجلوس، مع أن الرحلة تستمر لساعات طويلة، رغم أن المحكمة لا تصل مدتها إلى أكثر من ربع ساعة، ومع ذلك تكون رحلة الذهاب والإياب إلى المحكمة عبر تلك البوسطات رحلة محفوفة بالألم والعذاب".
وطالبت الأسيرة المحررة نسيبة جرادات عبر مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، بضرورة إنقاذ الأسيرات من سجون الاحتلال، فأوضاعهن غاية في الصعوبة والخطر، خاصة المريضات منهن، وطالبت وعلى لسان الأسيرات بزيادة وتفعيل دور الحراك الحقيقي من أجل قضايا الأسرى والأسيرات داخل السجون بشكل عام.
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن" أوضاع الأسيرات أوضاع مأساوية حيث يتواجد الآن في سجون الاحتلال 11 أسيرة فلسطينية" .
وذكر الخفش أن "ثلاثة أسيرات فلسطينيات يتواجدن بالسجن مع أزواجهن وهن نورا الجعبري زوجة الأسير محمد أبو وردة، والأسيرة نوال السعدي زوجة الأسير بسام السعدي، والأسيرة منى قعدان وخطيبها الأسير المقدسي حسن اغبارية".