خطوات لابد منها لتعزيز الثقة بيننا

بقلم: عماد عبد الحميد الفالوجي


لا يختلف عاقلان بأن جذر المشكلة الفلسطينية الداخلية هي حالة من انعدام الثقة بين أطراف المعادلة الفلسطينية وهذه الحالة قادت أصحاب القرار الى التشكيك في كل خطوة يقوم بها أي طرف فلسطيني وأصبح كل طرف لا يرى سوى السلبيات في الطرف الآخر بل ولا يسمح كل طرف لنفسه لافتراض الوجه الحسن أو النوايا الطيبة تجاه كل تصريح يصدر من هذا الطرف أو ذاك بل لا تجد سوى لغة التضخيم والتهويل في تفسير كل خطوة أو تصريح وفي الاتجاه السلبي ، وأصبح كل طرف ينتظر الخطأ من الطرف الآخر ويتربص به ، ووصل الأمر أن يشعر بعضنا بعدم الرضى الداخلي إذا نجح أي طرف في تحقيق انجاز معين ويعمل كل جهده للتقليل من قيمته أو التشكيك به أصلا .

ولذلك لابد بداية من القيام بخطوات نراكم من خلالها افعالا على الأرض لنسترد ما فقدناه من ثقة فيما بيننا ، ولعل ما يحدث على الأرض في هذه الأيام يساعد على ضرورة الاستمرار في إرساخ هذه الروح الجديدة التي بدأت تسود وعدم السماح لها بالانتكاس من جديد ، ولعل أهم هذه الاحداث هو السماح لحركة حماس بالاحتفال بانطلاقتها في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ومشاركة حركة فتح لها في احتفالاتها وتبادل التهاني وكذلك السماح لحركة فتح بالاحتفال بانطلاق الثورة الفلسطينية في قطاع غزة ومشاركة حماس لها وتبادل التهاني ، هذه خطوات لا يمكن الاستهانة بها بالرغم كونها حقوق لا يشكر فاعلها ولكن في ظل أجواء الانقسام وتبعاته فلها مدلول آحر وطعم مميز تؤكد أم عمر الانقسام قصير وأن الأصل هو وحدة هذا الشعب وأن الانقسام هو استثناء أسود يجب أن يزول .

الخطوة الأخرى هو استمرار الاتصالات بين القيادات الفلسطينية وما سمعناه من السيد خالد مشعل خلال زيارته الى قطاع غزة وحديثه الإيجابي حول علاقته الوطيدة بالرئيس محمود عباس وتواصل الاتصالات بينهما خطوة مهمة جدا في الاتجاه الصحيح ويجب تواصها مهما كانت حجم الخلافات السياسية أو المواقف من أي قضية كانت .

الإحساس المتنامي داخل كافة الفصائل الفلسطينية بأننا نعيش حالة فلسطينية جديدة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانجاز السياسي الذي حققه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة ، هذا الاحساس يجب أن يتطور ليقود حالة من التصالح والتقارب فيما بيننا .
الأزمات التي تعصف بالسلطة والتهديدات التي نواجهها كلها أسباب يجب أن تدفعنا نحو الاقتراب من بعضنا البعض لأنه في حالة الانهيار لن ينجو أحدا ، والكل سيتحمل مسئولية المرحلة .

ولذلك فإن كل الظروف المحيطة بنا تدفعنا للقيام بمجموعة من الخطوات السريعة للبناء على ما وصلنا إليه ولعل أهمها الإسراع في اللقاء الرسمي في القاهرة لوضع آليه تنفيذ كل ما تم التوافق حوله ، وكذلك الخروج من مربع المحاصصة ومسألة الربح والخسارة لأننا جميعا نمثل الكل الفلسطيني بعيدا عن حسابات الفصائل الصغيرة ، يجب نشر ثقافة المحبة والتسامح فيما بيننا والكف عن التصريحات الموتورة وعدم السماح للموتورين من قيادتنا الى حيث يريدون لأنهم مهما تصاعدت خطاباتهم فهم الأقلية ، والأغلبية من شعبنا هم الحكماء الوطنيون الذين ينظرون الى الأمام نحو مستقبل وطنهم وأبنائهم ولا يلتفتون أبدا الى الخلف ، وكما وحدنا الدم يجب أن توحدنا مصلحة شعبنا ، ويجب أن نرتبط بكل ما يدور في البلدان المجاورة لنا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت