الجزائر تبارك ميلاد الثورة الفلسطينية

بقلم: عبد ربه العنزي


كانت فاتحة البدايات للثورة، كانت اوسع فضاءات التمرد والاشتعال، كان عام 1965م عام البعث لجيل اعتقد المستعمرون انه ذهب إلى طريق النهاية، فاكتشفوا أنهم أمام بداية القيامة لشعب من امة لا تموت.
لم ترحب الأنظمة الرجعية العربية في ذلك الوقت، أو تطمئن لهذا الميلاد الثائر، لكن الله بعث للفلسطينيين من يناصرهم ويقف في جانبهم في ذاك الوقت، وقد كانت الدولة الأولى التي رحب بانطلاقة حركة فتح وثورتها المسلحة – عام 1964 مـ هي بلد المليون ونصف مليون شهيد، بل وقدمت لها كل العون المادي والمعنوي، لقد كانت الجزائر الثورة - جزائر العزة والكرامة- جزائر الأحرار ، وهى النظام الذى سمح ايضا بتأسيس ممثليه فلسطينية بالجزائر .
لقد انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وهي تحمل شعارات المرحلة وكان عليها أن تواجه كل تساؤلات التشكيك… والاتهام التي حاصرتها من كل فج واتجاه، لكنها بقيت مصرة على ان تصنع مرحلتها الجديدة ،وتجيب على كل تساؤلات الشتات واللجوء والهزيمة .. ماذا… وكيف…؟ وبمن…؟ ومن أين…؟ ومتى..؟ واستطاعت في عناد وبسالة أن تشق طريقها، وتؤسس لتجربة ثورية فلسطينية خالصة أخذت على عاتقها زمام المبادرة والمواجهة في زمن الهزيمة.
لقد سعت نحو تفعيل الوجود الفلسطيني… وبعث الشخصية الفلسطينية محلياً ودولياً من خلال المقاتل الفلسطيني الصلب العنيد القادر على تحطيم المناعة الإسرائيلية، واستقطاب الجماهير الفلسطينية ومن خلفها كل الجماهير العربية في طريق الثورة المسلحة وحشدها فيها، واعادة بناء الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، واستمر المقاتلون ابطال "العاصفة” يقطعون الأرض طولا وعرضا في صقيع يناير القاسي،وواجهوا المطاردة والملاحقة والاعتقال في كل مكان من الأرض العربية، وبعد عامين من المواجهة المنفردة بين فتح وإسرائيل.. ورغم ضراوة المعركة التي واجهتها على الأرض العربية بالتشكيك والاتهام والحصار والحجز والمطاردة بغرض خنق الثورة… استطاعت “فتح” من خلال قتالها اليومي أن تحطم التساؤلات الحائرة والعاجزة والمشككة… وتقفز عنها… وتثبت أن العمل داخل الأرض المحتلة ممكن… وان أسطورة المناعة الإسرائيلية ما هي إلا خرافة تتحطم تحت ضربات الارادة الفلسطينية الباسلة، وأصبح التمرد المسلح الفلسطيني واقعاً اكبر من أن يحجز عليه.
لقد قدر عدد شهداء فتح من انطلاقتها الى الان نحو ما يزيد75 الف شهيد، كانوا قربانا لمذبح الحرية الفلسطيني، هذه الثورة التي ولدت في خندق المقاومة قادرة على استكمال الطريق وصنع القرار للمستقبل.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت