غزة- وكالة قدس نت للأنباء
بعد أن انتهى الحشد الجماهيري الفلسطيني في أحياء ذكرى انطلاقة "48" لحركة فتح، الذي وصفه بعض السياسيين بأنه أكبر تجمع خرج فيه الفلسطينيين منذ أعوام طويلة، تطرح تساؤلات حول الدلالات التي حملها، والرسائل التي ووجهها لكل من الاحتلال الإسرائيلي، قيادة حركة حماس وفتح بالتحديد والفصائل الفلسطينية الآخرى، والدول العربية ودول العالم .
مراسل "وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون ، تناول قراءة المشهد مع محلالان سياسيين حيث اتفقا أن الحشد أكد على نقاط عدة لا تحمل التأويل، ولا يمكن أن تغمض أحد الأطراف المذكورة سابقاً عينها، ولا تقرأ الرسالة المخصصة لها .
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن الحشود الجماهيرية التي خرجت في ساحة " السرايا "، بعثت في رسائل عدة أولها، أنه لا يستطيع أحد أن يقصي الآخر، ولا يمكن للأخر أن يتجاوز أحد وكانت هذه موجهة لحركة حماس بالتحديد التي حاولت أن تقدم غزة في الفترة الماضية بمشهد حمساوي، وكذلك للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية .
وأضاف "أن حركة حماس تحظى في شعبية لكن الجماهير التي خرجت في انطلاقة فتح كبيرة، وهذا يعطي دلالات بأن الناس احتجت على أداء حكم حماس في الفترة الماضية، وبينت أن الناس تهتم في أداء الفصائل الفلسطينية والقضايا الداخلية ,ولذلك سوف تقرأ حماس المشهد في عمق ".
الرسالة الأخرى بحسب عوكل كانت هي رفض الانقسام، وبهذا الصدد يعتقد، أن تطبيق المصالحة الفلسطينية كانت مرتبطة في إرادات سياسية وفصائلية داخلية , والآن تحول إلى مطلب شعبي واسع وضاغط كسر كل المشاريع الفصائلية التي عطلت تطبيق المصالحة وشكل دافع قوي لإنهاء الانقسام .
بجانب ذلك يرى عوكل، أن جماهير حركة فتح أوصلت رسالة لقيادتها تتطلع فيها بضرورة تغير النهج القائم داخل الحركة لتكون أكثر فاعلية وتنظيماً في المستقبل .
وحول سؤال كيف ستقرأ الدول العربية والعالم هذا الحشد، أجاب أن " بعض الدول العربية تمارس ضغط على السلطة الفلسطينية وتحاصرها باعتقاد منها أن ذلك سوف يقود لربيع فلسطيني يسقط القيادة , ولكن هذه نظرة خاطئة , فالناس خرجت لتعلن أنها متمسكة بالقيادة مما شكل نقطة قوة جديدة للسلطة الفلسطينية .
ويؤكد المحلل السياسي أن الشعب الفلسطيني أرسل رسالة للمجتمع الدولي بأنه متمسك في وحدة التمثيل الفلسطيني ولا بديل عن ذلك ويرفض مشاريع تقسيمه .
من جانبه يتفق الكاتب السياسي هاني حبيب، مع عوكل بأن أوضح رسالة كانت من قبل الجماهير انه لا يمكن لفصيل واحد أن ينفرد بقيادة الشعب الفلسطيني , وأن الشعب يرنوا إلى تطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام وفي ذلك تحذير لجميع الفصائل الفلسطينية .
ويضيف" أن الطوفان البشري الذي خرج بالأمس في ساحة "السرايا" إشارة لخارطة سياسية فلسطينية جديدة , ودعوة للفصائل بأن تكرس الوحدة , ولكن يشكك في نفس الوقت بقدرة قيادة الفصائل لاستثمار هذا الحدث , قائلاً " نأمل بأن يستغلوا ما حدث لتطبيق المصالحة ".
ويتابع" أن الجماهير برهنت عدم صحة ما يقوله الاحتلال بأنه لا يوجد شريك فلسطيني , واثبت أنها تصطف وراء قيادتها , وأنها وفيه للقواعد والثوابت التي انطلقت من اجلها الثورة الفلسطينية ".
ويوضح أن الحشد الجماهيري ربما يعاتب قيادة ويتطلع بأن تكون الانجازات ترتقي لمستوي طموحاته وبحجم هذا التأيد الواسع.
ويختم حبيب بالقول :" أن على الدول العربية ودول العالم أن تعيد النظر من جديد في تعاملها مع السلطة بأن تقدم لها دعم حقيقي , ولا تعمل على إضعافها وإجهاض ما حققته مؤخراً في حصول فلسطين على دولة ناقصة العضوية بالأمم المتحدة وتدعيم هذا الانجاز " .